الرئيسية - تقارير - مستشار للرئيس هادي يثير الجدل..الإمارات تدفع بأدواتها لجر اليمن إلى مستنقع التطبيع مع إسرائيل

تقرير هام

مستشار للرئيس هادي يثير الجدل..الإمارات تدفع بأدواتها لجر اليمن إلى مستنقع التطبيع مع إسرائيل

الساعة 12:46 صباحاً (هنا عدن / متابعات )

في الوقت الذي تعتبر فيه اليمن من أشد الدول العربية معارضة لفكرة التطبيع مع إسرائيل، أثار عبدالعزيز المفلحي مستشار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، موجة جدل واسعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بتصريحات متلفزة، دعا خلالها إلى إقامة علاقات مع إسرائيل.

وقال المفلحي -المقرب من المجلس الانتقالي الجنوبي- في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم" في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، إن الحكومة اليمنية الشرعية مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وفق مصالح مشتركة حسب تعبيره.



وأضاف المفلحي -وهو أول مسؤول يمني في منصب رسمي يبدي استجابته للتطبيع مع إسرائيل - "أن كل دولة عربية أقدمت على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل لتحقيق مصالح مشتركة "، مؤكدا " لا يضير ولا يعيب أن يكون هناك سلام مع إسرائيل إذا تحقق بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

كما أكد المفلحي في مداخلته من العاصمة السعودية الرياض "لا نمنع من أن نمد أيدينا لبعضنا البعض ونعيش بسلام في هذه المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج".

 

 

موقف ثابت

الحكومة اليمنية الشرعية أعلنت في أغسطس/آب 2020، موقفها من مسألة التطبيع مع إسرائيل على لسان وزير خارجيتها السابق محمد الحضرمي، حيث أكد أن موقف "بلادنا سيظل ثابتا ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق-غير القابلة للتصرف- وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". 

ويرى رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" سيف الحاضري أن "موقف الحكومة الشرعية من القضية الفلسطينية لا أحد يستطيع أن يزايد عليه.. هو موقف قوي ورافض لأي تطبيع مع إسرائيل، وداعم بكل قوة للقضية العربية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته على الأرض المحتلة وعاصمتها القدس" . 

وأضاف الحاضري في تصريح خاص بـ"المهرية نت" أن "تصريحات المفلحي صورة من التغريد خارج سرب الحكومة الشرعية وإرادة الشعب اليمني ومواقفه القومية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية التي تعتبر قلب الوطن العربي النابض". 

وبحسب الحاضري فإن "المفلحي يذهب بتصريحاته تلك الى محاولة التمسك بجلباب دولة الإمارات المطبعة مع إسرائيل والتي تسيطر عبر ميلشياتها على العاصمة اليمنية الثانية عدن من خلال المجلس الانتقالي" . 

وأكد رئيس تحرير "أخبار اليوم" وفق "معلومات خاصة" إن "المفلحي تلقى توبيخاً من رئاسة الجمهورية على تلك التصريحات" الأمر الذي يجعل تصريحات مسؤول الرئاسة اليمنية يمثله شخصياً ولا يمثل الحكومة الشرعية أو أي جهة أخرى يمنية.

كما أكد الحاضري جازما "أن اليمن لن يخطو نحو التطبيع مع إسرائيل حتى لو طبعت كل الدول" مضيفا أن "من يسير وراء التطبيع هنا يقدم خدمات مجانية للمشروع الإيراني التدميري في المنطقة العربية والذي يستخدم القضية الفلسطينية عنواناً فضفاض لتمرير مشاريعه التدميرية والطائفية واشعال الحروب كما هو حاصل في سوريا والعراق واليمن ولبنان". 

تصريحات حسب المصلحة

وفي تعليقه على تصريحات المفلحي يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عمر بن هلابي أن "هذا الكلام لا يمثل الشرعية وبالتأكيد لا يمثل رأي الرئيس عبدربه منصور هادي". 

ويؤكد بن هلابي في حديثه لـ"المهرية نت" "لا نستبعد أن يكون المفلحي استغل وضعه ومركزه ضمن الشرعية لخدمة مشروعه الشخصي أو الحزبي أو لخدمة فئة حزبية أو سياسية داخل تحالف دعم الشرعية يرتبط بها المفلحي بشكل مصلحي أو يحاول الوصول إليها ". 

ويستبعد بن هلابي اتخاذ الحكومة الشرعية موقفا ضد المفلحي فهي بنظره "حكومة مرتهنة وفاقدة للاستقلالية السياسية". 

ورغم موقفها المعروف مسبقا، لم يصدر من الحكومة الشرعية حتى لحظة كتابة التقرير 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أي تعليق حول تصريحات المسؤول في الرئاسة اليمنية.

بدوره، يقول الصحفي يوسف عجلان "الشيء المحزن أن يأتي هذا التصريح من شخص يمثل الرئيس ثم لا يأتي أي تعقيب لا من الرئاسة ولا من الحكومة حول ذلك" مؤكدا "أن الحكومة أصبحت مرتهنة لأطراف لا تمثل سيادة اليمن بل أصبح كل طرف بداخلها يمثل الاشخاص أنفسهم". 

وأضاف أن "تصريحات المفلحي تكشف حقيقة هؤلاء الأشخاص الذين تتقلب تصريحاتهم بحسب مصلحتهم حيث تظهر حقيقة هذا الرجل الذي فضح نفسه واستعداده لبيع مواقفه لصالح طرف تموله الإمارات". 

"تصريحات المفلحي تتواءم بشكل واضح مع تصريحات الانتقالي بخصوص التطبيع مع إسرائيل" وفق حديث عجلان لـ "المهرية نت".

أثر سلبي

يلفت عجلان الانتباه إلى أن هذه التصريحات تعود بأثر سلبي على الحكومة ومعركتها ضد الانقلاب واستعادة الشرعية، مضيفا "مثل هذه التصريحات يستغلها الحوثي لحشد مزيدا من المواطنين بحجة قتال إسرائيل ومن يطلقون عليهم بالمرتزقة (أي الحكومة)  ويستدلون بمثل هذه التصريحات لتجييش مشاعر الناس البسطاء".

من جانبه يصف الصحفي أشرف عبدالغني تصريحات المفلحي بـ "الصفيقة" مضيفا عبر منشور على صفحته بالفيسبوك "الأحرى بالمفلحي، أن يدعو لإقامة سلام مع مواطنيه في اليمن، حيث يتعرض أبناء محافظات شمال البلاد، لانتهاكات مريعة وجرائم جسيمة من قبل الانفصاليين الجنوبيين الذين يقاسمونه الرؤية ذاتها، في التطبيع مع إسرائيل". 

ويقول الناشط السياسي وليد عوفان عبر صفحته على فيسبوك "بدل الاكتفاء بدعم الانتقالي الذي اشتكى منه وناح -يقصد المفلحي- سابقاً ذهب للتماهي مع رؤية الممول بعدم الممانعة بإقامة علاقة مع إسرائيل". 

وأضاف عوفان " أصبحوا أخف من الريش حين تشتريهم جهة خارجية لموقف معين يتماهون معها ويبيعون الجمل بما حمل"

خيار حتمي

تصريحات المفلحي جاءت بعد إعلان رسمي من الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ترحيبه بالتطبيع مع إسرائيل واستعداده الكامل لفتح سفارة لها في العاصمة المؤقتة عدن.

في فبراير/ شباط 2021 أعلن عيدروس الزبيدي، استعداد المجلس الانتقالي الجنوبي لفتح سفارة لـ"إسرائيل" في عدن، واصفاً تطبيع العواصم العربية مع تل أبيب بـ"العمل المثالي" لتحقيق السلام بالمنطقة.

وأضاف الزبيدي في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أيضاً، "باركنا التطبيع من بعض الدول العربية مع إسرائيل، وسنقوم بالتطبيع معها عند استعادة دولتنا، وعندما تكون عدن عاصمة للجنوبيين". 

إعلان الزبيدي سبقه تصريح نائبه هاني بن بريك، في 15 أغسطس/آب 2020، حينما أعلن استعداده لزيارة "إسرائيل"، بشرط توقيع اتفاقية التطبيع رسمياً بين الأخيرة والإمارات، والسماح "للجنوبيين" زيارة تل أبيب.

حديث المفلحي وقيادات الانتقالي الجنوبي عن التطبيع يأتي ضمن مغازلات سياسية هدفها كسب دعم وتأييد حليف جديد وفاعل في المنطقة لتحقيق الانفصال، واستنساخ تجارب المغرب والسودان، بحسب مراقبين. 

وقد كافأت واشنطن المغرب باعترافها بسيادته على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، كما شطبت اسم السودان رسمياً من قائمة الدول التي تعدها راعية للإرهاب.

دعوات أذرع الامارات في اليمن لإقامة علاقات مع إسرائيل رافقتها تحركات ميدانية على الأرض، من خلال إنشاء قواعد عسكرية سرية تخطط إسرائيل لإنشائها في الجزر اليمنية بعد سيطرة الإمارات عليها، بحسب تقارير دولية