عادل الشجاع
اشتعال الحرب في أوكرانيا ستجعل جميع دول العالم تعيد حساباتها الاستراتيجية ، ستفكك تحالفات وتبني أخرى ، فهل تحالف السعودية والإمارات سيتحلل من القيود والضغوطات الغربية التي يزعم أنها تقيده في عدم حسم المعركة وهل سيستفيد من غفلة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وانشغالهم بالأزمة الروسية الأوكرانية ويعجل بفتح جميع الجبهات لإسقاط الحوثي ، أم أنه سينتظر ما تؤول إليه المعركة في أوكرانيا ويدفع ثمن ما أضاعه من فرص في اليمن ؟
وإذا لم يتحرك تحالف السعودية والإمارات إلى حسم المعركة ، فكيف تستطيع الشرعية أن تعيد هذا التحالف إلى أهداف القرار 2216 ، لأن استمرار التحالف بهذه الطريقة يخدم المشروع الحوثي القائم على طمس الهوية اليمنية وتحويل اليمنيين إلى مجرد حطب لحروبهم التي دمرت كل شيء .
وإذا لم تقترن الشرعية بكرامة اليمنيين ورفاهيتهم وصحتهم ولقمة عيشهم وتعليم أولادهم ، فما الفرق بينها وبين عصابة الحوثي ، فالغاية الطبيعية لأي شرعية لا تنحصر فقط بتسمية نفسها شرعية وإنما تتعلق بتحقيق كرامة الإنسان على المستوى المادي ، المعيشي والاقتصادي .
إن التغني بالشرعية دون حماية الشعب لا يشبع جائعا ولا يضيء منزلا ، كما أن السكوت عن أخطاء التحالف لا يحرر وطنا ، إن من أطلق معركة : تحرير اليمن السعيد ، لم يقرن الأقوال بالأفعال ، بل حول اليمنيين إلى فقراء يرتصون في طوابير أمام المحطات والأفران وساوى بين من يقع في الأراضي المحررة بمن يقع تحت سلطة الحوثي .
ما يجري في أوكرانيا فرصة للشرعية بجميع مؤسساتها وقواها السياسية لأن تجلس مع التحالف وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي الذي يحدد للتحالف دور دعم الشرعية ويحدد للشرعية قيادة استعادة الدولة وبناء مؤسساتها التي تبدأ بتفعيل المؤسسات في المناطق المحررة ، مالم يتم ذلك ، فإن تحالفات جديدة ستنشأ عن أزمة أوكرانيا ولن تجد الشرعية ولا تحالف دعمها مكانا لهما في التحالفات الجديدة .
فماذا استفاد المواطن اليمني من إعادة التموضع في الحديدة ، وماذا استفاد من استرجاع ثلاث مديريات في شبوة ، وماذا استفاد من فتح جبهة حرض ، ثم غلقها ، وهو في كل ذلك لا يجد قوت يومه ، إن الأمور تقاس بنتائجها ، وهاهي النتائج مأساوية ظاهرة لكل الناس على وجه الكرة الأرضية كلها وهذا إن دل على شيء ، إنما يدل على عجز الشرعية ، وعلى أن أهداف التحالف كانت سيئة وفاشلة ؟ لقد حان الوقت لأن تأخذ الشرعية زمام المبادرة وتحدد للتحالف الدور المنوط به وألا تستمر في مصادرة قرارها فيستمر ضعفها ، فيجني الحوثي ثمار هذه الدماء التي تراق في سبيل وطن مختطف قراره .