تظهر متابعة ردود الأفعال عبر مواقع التواصل بشأن مسلسل “الاختيار3” ـ صنيعة المخابرات المصرية ـ أنه جاء بنتائج عكسية لما أراده السيسي ونظامه من خلال هذا العرض.
وبدلا من تلميع صورة السيسي ونظامه القمعي وتشويه صورة الرئيس الراحل محمد مرسي، كما أراد صناع المسلسل انقلب الأمر عليهم وصار “الاختيار3” أشبه بفقرة كوميدية ومادة دسمة للسخرية من السيسي نفسه.
حتى أن أحد النشطاء دون ساخرا:”ياسر جلال بيضحك السنة دي أكتر من رامز جلال”، في إشارة إلى تجسيد “جلال” لدور عبدالفتاح السيسي بالمسلسل.
كما لم يقتنع المصريين بكم الأكاذيب الهائلة التي أوردها المسلسل عن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان.
ورغم اختلاف العديد من المصريين مع سياسة الإخوان، إلا أن الافتراءات المبالغ بها ضدهم بالمسلسل المخابراتي مفضوحة بشكل كبير وتسببت بتضامن الكثيريين مع الرئيس الراحل، الذي ارتفع اسمه في رمضان وانهالت عليه آلاف الدعوات بالرحمة والمغفرة.
ومنذ أيام يتصدر وسم “#مرسي” مواقع التواصل في مصر، وسط ترحم على أيامه حتى من قبل معارضيه بعدما ظهرت حقيقة السيسي ونظامه.
فيما رأى آخرون أن مسلسل “الاختيار3” كشف عن عقد السيسي النفسية التي يعاني منها وحاول التخلص منها في المسلسل.
وذكرت تقارير أن السيسي سمح بالاختيار للتغلب على عقده النفسية، ويصبح بذلك أول رئيس مصري تجسد شخصيته في حياته وأثناء توليه منصبه.
والعقدة الأولى التي رصدها المشاهدون هي قصر قامة السيسي، حيث رفض سابقا تجسيد أحمد السقا لشخصيته بسبب ذلك، مفضلا ياسر جلال الذي يبدو أطول منه بكثير.
العقدة الثانية التي أظهرها “الاختيار3” كانت علاقة السيسي بأمه، حيث لاحظ المشاهدون تأكيد المسلسل على علاقة البر بين السيسي ووالدته.
وهو ما كرره السيسي سابقا في لقاءاته الواقعية في محاولة للهروب من اتهامات لاحقته بإبقاء جثة والدته في ثلاجة الموتى لـ3 أيام. حتى لا يفسد احتفاليته بافتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة في أغسطس 2015.
العقدة النفسية الثالثة للسيسي والتي كشفها “الاختيار3” أيضا هي الولاء لمرسي والإخوان، حيث أفادت شهادات بأن السيسي كان يحاول التقرب من مرسي على حساب نظرائه في المجلس العسكري.
لكن رواية المسلسل تحاول إظهاره على أنه تعامل مع الرئيس مرسي وقيادات الإخوان بندية.
هذا وكشفت مصادر مصرية مطلعة لـ(وطن) رفضت الإفصاح عن هويتها نظرا لخطورة الأمر، أن أجهزة الأمن المصرية وتحديدا “جهاز الأمن الوطني” يقوم حاليا بحملات مكثفة بعد السخرية الواسعة التي طالت مسلسل “الاختيار3” على منصات التواصل الاجتماعي.
وأفادت المصادر أن عناصر سرية من قطاع الأمن الوطني، تجوب الدولة بملابس مدنية حتى لا تلفت الأنظار وتقوم بعمل أكمنة حيث يتم توقيف المواطنين وتفتيش هواتفهم المحمولة.
ويقوم ضباط أمن الدولة بالبحث في هاتف من تم إيقافه، والدخول على التطبيقات الخاصة بمواقع التواصل مثل “فيسبوك” و”تويتر”، وبحث المنشورات عليها.
وإذا تواجد “بوستات” ساخرة من السيسي والمسلسل أو أي انتقادات للنظام، يقوم عناصر الأمن بالقبض على صاحب الهاتف واصطحابه لمقرات أمن الدولة.
وأكدت ذات المصادر نقلا عن شهود عيان أنه تم إلقاء القبض، الثلاثاء، على عدد من المواطنين بعد تفتيش هواتفهم النقالة واقتيادهم لمقرات الأمن الوطني حيث سيتم تلفيق قضايا لهم والتنكيل بهم لمجرد انتقادهم رئيس الدولة.
ويشار إلى أنه بينما يظهر المسلسل المخابراتي، السيسي بمظهر القائد المحنك الذي يعلم بواطن الأمور وقوي الشخصية أمام الرئيس، تعمد المخرج عدم إدراج لقطات حقيقية للسيسي مع الرئيس محمد مرسي في المسلسل.
وتظهر هذه اللقطات مدى ضعف السيسي أو التظاهر به أمام الرئيس الراحل محمد مرسي، وانكساره أمامه.
وكان السيسي وقتها وزيرا للدفاع والتقطت له عدة صور مع مرسي رفقة قادة آخرين بالجيش، في مناسبات مختلفة.
وكان السيسي في معظم هذه اللقطات يطأطأ رأسه أمام الرئيس مرسي وينحي له، ويضع يده في جنبيه.
وهذا بخلاف صورة السيسي في المسلسل الذي يظهره المخرج أنه كان شخصية ندية لمرسي لتلميع صورته. ومحاولة ظهاره على هيئة لم يكن عليها وقتها.
ويجسد الممثل ياسر جلال، شخصية عبدالفتاح السيسي في مسلسل “الاختيار3″، بينما يؤدي دور الرئيس الراحل محمد مرسي الفنان صبري فواز.
وقام بدور المشير طنطاوي أحمد بدير، بينما أدى الفنان خالد الصاوي دور القيادي الإخواني خيرت الشاطر.