الرئيسية - أخبار محلية - سام: قرار إنشاء نيابة خاصة بالصحافة والنشر الإلكتروني في عدن قد يُفضي إلى خلق قيود وانتهاكات غير متوقعة

سام: قرار إنشاء نيابة خاصة بالصحافة والنشر الإلكتروني في عدن قد يُفضي إلى خلق قيود وانتهاكات غير متوقعة

الساعة 03:02 مساءً (هنا عدن ـ متابعة خاصة)

عبرت منظمة سام للحقوق والحريات عن بالغ قلقها وتخوفها من قرار مجلس القضاء الأعلى التابع للحكومة الشرعية القاضي بإنشاء لجنة نيابة خاصة بالصحافة والنشر الإلكتروني والمطبوعات، والذي قالت إنه قد يُساهم في زيادة الانتهاكات التي تتعرض لها حرية الرأي والتعبير في البلاد منذ سنوات.

وقالت المنظمة في بيان اليوم الأربعاء، إن المجلس الأعلى للقضاء اتخذ أول أمس الأحد الموافق 14 أغسطس/آب، قرارًا يقضي بإنشاء ما يسمى بنيابة الصحافة والنشر الإلكتروني دون ذكر معلومات تفصيلية حول هذا القرار.



وأشارت "سام" إلى أن قلقها من إنشاء اللجنة يأتي في الوقت الذي تشهد فيه حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي في البلاد انتهاكات مركبة على يد أطراف الصراع، واحتلال اليمن لأدنى درجات الترتيب الدولي في حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، حيث كشفت الأرقام التي رصدتها جهات حقوقية وصحفية أن الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون اليمنيون والمؤسسات الإعلامية كانت انتهاكات جسيمة ومتسارعة، تنوعت بين حوادث اختطاف وإصابة واعتداء وتهديد واستهداف مؤسسات إعلامية.

كما أشارت المنظمة ومقرها جنيف، إلى دور أطراف الصراع المختلفة في تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين اليمنيين وحرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها جماعة الحوثي التي أصدرت أحكاما بإعدام عشرة صحفيين لا يزال خمسة منهم يقبعون في سجونها رافضة الإفراج عنهم رغم المناشدات الإنسانية الدولية والمحلية، بينما ترتكب القوات التابعة للحكومة الشرعية في عدن وحضرموت ومأرب وتعز انتهاكات أخرى شملت إغلاق مقرات والاعتداءات على الصحفيين.

وقالت إن ما ترصده من ممارسات ضد الصحفيين والإعلاميين اليمنيين، يعكس بصورة واضحة إتباع أطراف الصراع أسلوب التهديد والاعتداء، لثني أولئك الأشخاص عن ممارسة عملهم، مشددة في نفس الوقت على أن قرار مجلس القضاء الأعلى الأخير في ظل المعطيات الحالية سيعني أن الحريات الصحفية والإعلامية ستشهد تراجعًا إضافيًا لا سيما وأن السجل الحقوقي ضد حرية الرأي والتعبير حافل بالانتهاكات المروعة.

وحملت منظمة "سام" الحقوقية الحكومة اليمنية لا سيما الجهات التنفيذية والأمنية مسؤولية تقاعسها عن توفير الحماية الكافية للصحفيين والنشطاء بشكل خاص وعدم تعاملها بالجدية المطلوبة مع التهديدات التي تلقاها أولئك الصحفيون والتي وصلت إلى حد تهديد أفراد باختطاف أولئك الصحفيين، مؤكدة على أن صمت تلك الجهات وعدم تحركها الفعلي على أرض الواقع يُشير إلى احتمالية وجود تواطؤ بين الجهات الحكومية والأفراد الذين يقومون بتلك الممارسات الخارجة عن القانون.

وطالبت المنظمة المجلس الرئاسي اليمني اتخاذ قرارات ملموسة على صعيد حماية الرأي والتعبير بدلًا من إصدار قرارات قد تُفضي إلى خلق تقييدات وانتهاكات غير متوقعة الآثار في ظل استمرار المضايقات التي يعاني منها الصحفيون في اليمن.

واختتمت المنظمة بيانها بدعوة المجلس الرئاسي اليمني لممارسة دوره الحقيقي في حماية حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي من خلال توفير الحماية الكاملة للصحفيين والنشطاء والعمل على إصدار اللوائح التي تضمن لهم السلامة أثناء عملهم والإيعاز للجهات القضائية والتنفيذية بتوفير الدعم اللازم لتلك الفئات لضمان ممارسة حقهم في نقل الحقيقة والتعبير عن آرائهم دون تقييد أو ملاحقة.

والأحد الماضي وافق المجلس الأعلى للقضاء على إنشاء نيابة للصحافة والمطبوعات والنشر الإلكتروني، وذلك بعد يوم من تحذير رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي من الإساءة لدول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، في ظل انتقادات لدور الدولتين عقب استهداف قوات مدعومة إماراتياً قوات الجيش والأمن بمحافظة شبوة واستيلائها على المحافظة بدلاً من توحيد الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.