يحظى تطبيق "تلغرام" بشعبية كبيرة لدى المستخدمين لميزاته العديدة، وأبرزها سهولة إجراء المحادثات ومشاركة المعلومات أو الملفات ذات الحجم الكبير.
وقد أصبح هذا التطبيق الأكثر شهرة في الشرق الأوسط بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" الجارية حاليا وما تبعها من عدوان إسرائيلي على غزة، وذلك بسبب اعتماد العديد من المستخدمين عليه في الاتصال ومتابعة الأخبار.
وفي هذا الصدد نشر مؤسس "تلغرام" بافيل دوروف على قناته العامة على التطبيق في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول يقول: "يقوم حاليا مئات الآلاف بالتسجيل في تلغرام من إسرائيل والأراضي الفلسطينية"، مضيفا أن الشركة توفر الدعم للغتين العبرية والعربية في التطبيق. وذكر حينها أنه يجب أن يتمتع كل شخص متضرر من الحرب بإمكانية الوصول بشكل موثوق إلى الأخبار والاتصالات.
قال مراسل صحيفة هآرتس الإسرائيلية لشؤون الأمن السيبراني عمر بنجاكوب إن الانتكاسات التي اعتادت إسرائيل على مواجهتها سابقا عند بداية هجمات المقاومة، كانت تتزامن عادة مع زيادة بسيطة في النشاط على تلغرام. وهو بالضبط ما حصل خلال عملية طوفان الأقصى الأخيرة، إلا أن الزيادة في النشاط على تلغرام هذه المرة كان كبيرا.
وبحسب المصادر، فإن تطبيق تلغرام لعب دوراً رئيسياً في العملية خصوصا من الناحية النفسية عند بداية الحرب. فقد سهل إيصال المحتوى إلى ملايين الأشخاص بسرعة بسبب ما اعتبره مراقبون عدم وجود رقابة قوية على المحتوى على هذه المنصة، بالإضافة إلى وجود شبكة واسعة من القنوات والمجموعات العامة.
وتعتمد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على تطبيق تلغرام في نشر محتواها وأخبارها، ففي هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أطلقت فيه عملية طوفان الأقصى، عرضت أخبار العملية والهجوم ومقاطع الفيديو على قنواتها في تلغرام ويبلغ عددها 7 قنوات.
تجد حماس في تلغرام تطبيقا مناسبا أكثر من غيره لبث أخبارها ومقاطع فيديوهاتها التي ترغب بوصولها إلى العالم، وذلك بسبب نوعية الرقابة على المحتوى، حيث لا تواجه المنشورات الخاصة بالحركة التشديد الصارم المتبع في المنصات الأخرى.
ومن ميزات تلغرام أيضا سهولة جمع جمهور كبير حيث يمكن أن تحتوي القنوات العامة على عدد غير محدود من المشتركين، والمجموعات الخاصة على 200 ألف عضو، وهو أكثر بكثير من الحد الأقصى المسموح به في واتساب الذي يسمح بالوصول إلى 1024 عضوا فقط.
كما يحتوي تلغرام أيضاً على أدوات مدمجة لنشر المحتوى على منصات أخرى، ومن ذلك على سبيل المثال إمكانية تحميل أي نوع من الملفات يصل حجمه حتى 2 غيغابايت ومشاركته على منصات أخرى لا تسمح بتحميل هذا الحجم من الملفات خصوصا ملفات الفيديو. وهذا جعل من تطبيق تلغرام جسراً للمحتوى بين الشبكات الاجتماعية والمنصات الأخرى.
وقد ساعدت هذه الميزة حركة حماس على جذب المستخدمين من مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"إكس" و"إنستغرام" إلى قنواتها على تلغرام لرؤية التطورات من طرفها.
وقد تضاعفت متابعة قنوات تلغرام التابعة لحماس بسرعة في الأيام الخمسة الأولى من طوفان الأقصى، كما تضاعفت قناة "كتائب القسام" -وهي القناة المخصصة للجناح العسكري للحركة- 3 مرات من 205 آلاف مشارك إلى نحو 620 ألفا، إلى جانب زيادة عدد المشاهدات لكل منشور بمقدار 10 أضعاف.
ووفقا لتحليل مختبر البحوث الرقمية التابع لمجلس الأطلسي، فإن قناة كتائب القسام على تلغرام في العام السابق على عملية الأقصى، لم تنم إلا بمقدار 20 ألف مشترك. لكنها قبل قيام شركتي غوغل وآبل بإرسال طلبات لتطبيق تلغرام كي يزيل المحتوى الخاص بحركة حماس، فإن عدد مشتركي قناة كتائب القسام اقترب من 800 ألف. أما حالياً بعد تنفيذ طلبات الإزالة والحذف فإن عدد المشتركين تراجع إلى نحو 670 ألفا