انتشر مؤخرا مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يوثق خلاله مسافر فلسطيني مشهدا مؤثرا على متن رحلته الجوية، ويجسّد التعاطف مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 46 يوما.
ورغم أن المقطع تم توثيقه في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فإنه حظي بمشاهدات ومشاركات استمرت حتى اليوم، إذ ظهر فيه طيار إندونيسي وهو يحتضن الراكب الفلسطيني محمود عبد الله، ويرحب به بحفاوة على متن الرحلة التي يقودها، مبديا تعاطفا كبيرا مع فلسطين وأهلها.
وأظهر المقطع -الذي نُشر على منصة "تيك توك"- الطيار وهو ذاهب إلى مقعد الراكب عبد الله، قبلما يجلس أمامه، ويتبادلان بعض الكلمات بلغة عربية بسيطة.
وأخذ الطيار يسأل محمود عن أحوال فلسطين، مبديا حزنه الشديد لما يتعرض له المواطنون هناك، داعيا أن يحفظ الله فلسطين وأهلها.
وقال الطيار لعبد الله، "الله يحفظكم في فلسطين وغزة. أنا أبكي من أجلكم. الله يرفع درجاتكم، إن شاء الله. أنا أشعر بالخجل منكم. الله ينصركم جميعا، إن شاء الله، أنا أشعر بألم في داخلي".
وفي نهاية المقطع، هتف الطيار بصوت منخفض: "بالروح، بالدم، نفديك يا أقصى.. الله ينصركم في فلسطين وغزة".
ولخص عبد الله الموقف بقوله، "عندما اكتشف الطيار أنني فلسطيني، جاء على الفور إلى مقعدي وسألني باللغة العربية عن أحوال إخواننا في فلسطين، وقال إنه من المحزن للغاية رؤية إخواننا يتعرضون لمثل هذه المجازر. ماذا عنكم جميعا؟ أشعر بالحزن أيضا، ودائما أصلي وأدعو لكم من قلبي. ماذا عن إخواننا في فلسطين وغزة؟".
كما وثق الراكب الفلسطيني -عبر حسابه على إنستغرام أمس الاثنين- رحلة أخرى له تحدث فيها مع أحد الطيارين ومساعده عن الوضع في فلسطين، إذ أبديا تعاطفا وحزنا لما يحدث من معاناة شعب غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدث محمود عن الموقف قائلا، "قبل وقت قصير من الإقلاع، التقيت طيار الطائرة، وأجريت معه مناقشة موجزة عن الظروف الحالية في غزة، فلسطين. وأعرب الطيار عن قلقه ودعمه للشعب الفلسطيني في غزة. بارك الله في خطواته".
وتشهد عديد من العواصم والمدن العالمية موجة تعاطف مع أهل غزة، رفضا لما يتعرضون له من مجازر إسرائيلية طال أغلبها الأطفال والنساء.
ومنذ 46 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألفا و300 قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5600 طفل و3550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.