الرئيسية - منوعات - كيف يتعامل الوالدان مع كذب الأطفال؟

كيف يتعامل الوالدان مع كذب الأطفال؟

الساعة 06:24 صباحاً (هنا عدن/ متابعات الجزيرة )

من الطبيعي أن يلجأ الأطفال للكذب بين الحين والآخر. لكن ماذا لو تكرر الكذب وأصبح عادة لدى الطفل؟ وكيف يتحقق الوالدان من الأسباب التي تدفع الصغار -المعروفين بعفويتهم وبراءتهم- للامتناع عن قول الحقيقة؟

يقول خبراء التربية إن لكذب الأطفال أسبابا عدة تختلف تبعا للمرحلة العمرية، فالطفل دون الرابعة قد يلجأ للكذب لعدم قدرته على وضع حدود فاصلة بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.



أما الطفل ما دون السادسة، فقد يكذب بطريقة مغايرة كأن يقوم مثلا بوضع كل ألعابه تحت السرير عندما يُطلب منه ترتيب غرفته.

لكن بعد بلوغ سن التعليم الأساسي، قد يكذب الطفل بشكل مقصود ليخلق مساحة حرية وخصوصية لنفسه.

1-يلجأ الأطفال إلى الكذب لتجنب العواقب- (بيكسلز)
لا يستطيع الأطفال الأقل من عمر 6 سنوات التمييز بين الخيال والواقع بشكل واضح (بيكسلز)

لماذا يكذب الأطفال؟

لمعالجة هذه المشكلة، ينبغي على الوالدين أن يأخذا عمر الطفل، وظروف وأسباب الكذب، ومدى تكرار هذا السلوك في الاعتبار.

فعلى سبيل المثال، لا يستطيع العديد من الأطفال الصغار، الأقل من عمر 6 سنوات، التمييز بشكل واضح بين الخيال والواقع، وقد تكون "كذباتهم" مجرد تعبير عن خيالهم.

ومع ذلك، فإن الطفل الذي لا يتجاوز عمره 4 سنوات قادر تماما على الكذب عمدا لتجنب الوقوع في مشكلة أو الحصول على شيء يريده، وفق تقرير نشره موقع "فري ويل فاميلي".

وأشار التقرير إلى بعض الأسباب الشائعة للكذب عند الأطفال في سن المدرسة، وهي:

  • الانخراط في اللعب الخيالي.
  • الخوف من العقاب.
  • التفاخر أمام الأصدقاء، أو زملاء الدراسة لتعزيز مكانته وإثارة إعجابهم.
  • تجنب القيام بمهام لا يرغبون في القيام به، مثل تنظيف الألعاب أو ترتيب غرفهم.
  • الرغبة في عدم إحباط الوالدين عندما تكون التوقعات عالية جدا.
  • الشعور بعدم الرضا عن شيء ما في حياتهم.
  • محاولة لفت الانتباه.
3-طوقان الأطفال يكذبون خاصة إذا عاشوا في بيئة صارمة أو بيئة مهددة-(بيكسلز)
الأطفال قد يلجؤون إلى الكذب إذا عاشوا في بيئة صارمة أو مليئة بالتهديد (بيكسلز)

كيف تكتشف كذب طفلك؟

يكذب معظم الأطفال في وقت أو آخر، وأحيانا يكون من الصعب اكتشاف كذبهم، إلا أن موقع "بيرانتس إركال" استعرض بعض العلامات التي تشير إلى أن طفلك يكذب:

  • تجنب/تغيير موضوع المحادثة: إذا أظهر طفلك شعورا بالارتياح لدى انتهاء محادثة حول موضوع معين.
  •  تجنب الاتصال بالعين: عادة، يتجنب الأطفال الأكبر سنا النظر إليك أو التواصل البصري معك عندما يكذبون.
  • نقل ارتكازه من ساق إلى أخرى أثناء التحدث معك:قد يكون علامة على أنه غير مرتاح، وربما لا يقدم رواية حقيقية.
  • الإيماءات الجسدية: ظهور ردود الفعل الدفاعية مثل حركات اليد، أو لمس الوجه أو الأنف، أو حك الأذن، وكلها علامات خفية تدل على الكذب.
  • شرح التفاصيل: عندما يقدم لك طفلك معلومات أكثر من المعتاد حول شيء ما.
  • تأخير الإجابة: تكرار السؤال قبل الإجابة، أو تأخره بالإجابة قد يعني أن طفلك يحاول كسب بعض الوقت ليتوصل إلى إجابة مناسبة قد لا تعكس الحقيقة.
  • رواية غير متناسقة: عندما تبدو نسخة طفلك من القصة غير متسقة وبها روابط مفقودة، قد تكون علامة كذب.
  • تغير طريقة الكلام: أحيانا، عندما يتحدث طفلك بصوت منخفض أو مرتفع، قد يعني ذلك أنه يحاول الكذب.
  • التعبيرات المقنعة: محاولة الكذب يمكن أن تؤدي إلى مشاعر الخوف أو الارتياح أو الغضب أو الألم.
  • يحافظ على مسافة: إذا حافظ طفلك على مسافة منك أو كان لديه كتاب أو وسادة مرسومة على صدره كحاجز، فمن المحتمل أن يكون ذلك دليلا غير لفظي آخر يثير الشك.

    الكذب يفضح وجه صاحبه - مصدر الصورة (غيتي)
    من المهم أن يمثل الوالدان قدوة للطفل وألا يكذبا أمامه (غيتي)

ماذا تفعل عندما يكذب طفلك؟

وللإجابة عن هذا السؤال، أوضحت أستاذة علم النفس كريستينا سوخوتسكي الألمانية أنه ينبغي على الوالدين تجنب العقاب القاسي للطفل بسبب كذبه، نظرا لأنه غالبا ما يؤدي إلى نتيجة عكسية.

 

وأوضحت أن نتائج دراسة كندية حديثة توصلت إلى أن الأطفال الذين عوقبوا في كثير من الأحيان بسبب سلوكهم، كذبوا في كثير من الأحيان وبشكل أكثر إقناعا من الأطفال الذين لم يتلقوا أي عقوبة بسبب الكذب.

ولا تنصح سوخوتسكي بالعقاب القاسي، وبدلا من ذلك، تؤكد أنه ينبغي على الوالدين التحدث مع الطفل بشكل واضح بشأن الكذب، مع التأكيد له على أن هذا السلوك خاطئ ومرفوض، والبحث عن السبب الحقيقي، الذي دفع الطفل إلى الكذب كالخوف من العقاب مثلا، إضافة إلى مراعاة ما يلي:

  • منح الطفل الثقة وتشجيعه على قول الحقيقة بغض النظر عن الموقف، الذي يمر به، مع مدحه ومكافأته عند قول الحقيقة.
  • تشجيع الطفل على التحلي بالصدق من خلال قصص التي تظهر الأثر الإيجابي للصدق، وليس العواقب السلبية للكذب.
  • ومن المهم أيضا أن يمثل الوالدان قدوة للطفل، وذلك من خلال عدم الكذب أمامه.