من الطبيعي أن يلجأ الأطفال للكذب بين الحين والآخر. لكن ماذا لو تكرر الكذب وأصبح عادة لدى الطفل؟ وكيف يتحقق الوالدان من الأسباب التي تدفع الصغار -المعروفين بعفويتهم وبراءتهم- للامتناع عن قول الحقيقة؟
يقول خبراء التربية إن لكذب الأطفال أسبابا عدة تختلف تبعا للمرحلة العمرية، فالطفل دون الرابعة قد يلجأ للكذب لعدم قدرته على وضع حدود فاصلة بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.
أما الطفل ما دون السادسة، فقد يكذب بطريقة مغايرة كأن يقوم مثلا بوضع كل ألعابه تحت السرير عندما يُطلب منه ترتيب غرفته.
لكن بعد بلوغ سن التعليم الأساسي، قد يكذب الطفل بشكل مقصود ليخلق مساحة حرية وخصوصية لنفسه.
لمعالجة هذه المشكلة، ينبغي على الوالدين أن يأخذا عمر الطفل، وظروف وأسباب الكذب، ومدى تكرار هذا السلوك في الاعتبار.
فعلى سبيل المثال، لا يستطيع العديد من الأطفال الصغار، الأقل من عمر 6 سنوات، التمييز بشكل واضح بين الخيال والواقع، وقد تكون "كذباتهم" مجرد تعبير عن خيالهم.
ومع ذلك، فإن الطفل الذي لا يتجاوز عمره 4 سنوات قادر تماما على الكذب عمدا لتجنب الوقوع في مشكلة أو الحصول على شيء يريده، وفق تقرير نشره موقع "فري ويل فاميلي".
وأشار التقرير إلى بعض الأسباب الشائعة للكذب عند الأطفال في سن المدرسة، وهي:
يكذب معظم الأطفال في وقت أو آخر، وأحيانا يكون من الصعب اكتشاف كذبهم، إلا أن موقع "بيرانتس إركال" استعرض بعض العلامات التي تشير إلى أن طفلك يكذب:
يحافظ على مسافة: إذا حافظ طفلك على مسافة منك أو كان لديه كتاب أو وسادة مرسومة على صدره كحاجز، فمن المحتمل أن يكون ذلك دليلا غير لفظي آخر يثير الشك.
وللإجابة عن هذا السؤال، أوضحت أستاذة علم النفس كريستينا سوخوتسكي الألمانية أنه ينبغي على الوالدين تجنب العقاب القاسي للطفل بسبب كذبه، نظرا لأنه غالبا ما يؤدي إلى نتيجة عكسية.
وأوضحت أن نتائج دراسة كندية حديثة توصلت إلى أن الأطفال الذين عوقبوا في كثير من الأحيان بسبب سلوكهم، كذبوا في كثير من الأحيان وبشكل أكثر إقناعا من الأطفال الذين لم يتلقوا أي عقوبة بسبب الكذب.
ولا تنصح سوخوتسكي بالعقاب القاسي، وبدلا من ذلك، تؤكد أنه ينبغي على الوالدين التحدث مع الطفل بشكل واضح بشأن الكذب، مع التأكيد له على أن هذا السلوك خاطئ ومرفوض، والبحث عن السبب الحقيقي، الذي دفع الطفل إلى الكذب كالخوف من العقاب مثلا، إضافة إلى مراعاة ما يلي: