الأرز الأسود هو أقل أنوع الأرز شيوعا، ومؤخرا بدأ يكتسب شعبية في عالم الطهي، ويمكن العثور عليه في عدد من المأكولات حول العالم بسبب سماته وخصائصه المميزة.
هو أرز حبة كاملة ذو قيمة غذائية عالية يتمتع بمذاق حلو قليلا ونكهة جوزية وملمس ناعم مطاطي، بدأت زراعته في الصين منذ آلاف السنين وأجزاء أخرى من آسيا، وتشمل أصنافه الأرز الأسود الإندونيسي والأرز الأسود الفلبيني والأرز الأسود التايلندي.
تبدو الحبوب النيئة غير المطبوخة سوداء اللون، ويرجع ذلك إلى محتواها العالي من صبغة الأنثوسيانين الموجودة في قشرتها الخارجية، وهي نفس الصبغة المضادة للأكسدة التي تمنح الباذنجان والتوت الأسود لونهما الغامق، في حين يتحول الأرز الأسود إلى اللون الأرجواني الغامق عند طهيه أو نقعه.
بسبب إنتاجه المنخفض وخصائصه المميزة عُرف في الصين القديمة بأرز الإمبراطور أو الأرز المحظور، إذ إنه كان ممنوعا بالنسبة إلى الجميع باستثناء أفراد العائلة المالكة وذوي النفوذ في الصين لضمان العمر الطويل والصحة الجيدة، وكان يزرع خصيصا لهم وحُرم عامة الناس من تناوله.
وبعد ذلك استخدم الأرز الأسود لمئات السنين في الطب الصيني التقليدي لتحسين وظائف الكلى وتعزيز الدورة الدموية وعلاج مرض السكري وفقر الدم، مما جعله مميزا حتى ولو لم يعد مخصصا للملوك فقط.
وحاليا، لم يعد الأرز الأسود محظورا، بل أصبح طعاما للجميع، ويمكن العثور عليه في المطاعم ومحلات البقالة الآسيوية وعبر الإنترنت.
يحتوي الأرز الأسود على نسبة عالية من العناصر الغذائية مقارنة بأنواع الأرز الأخرى، فهو غني بالألياف والبروتينات ومضادات الأكسدة، كذلك يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والأملاح والسكريات، ويتمتع بمؤشر غلايسيمي منخفض، مما يوفر مصدرا أكثر استقرارا للطاقة، وتاليا أهم فوائده الغذائية:
وفق موقع "إيتينغ ويل"، يحتوي الأرز الأسود على نحو 4 أضعاف كمية البروتين الموجودة في الأرز البني، مما يجعله خيارا مثاليا لأصحاب الحمية النباتية، كذلك يعد مصدرا قويا للحديد، إذ يوفر نحو 2.4 مليغرام لكل حصة، أي أكثر من 10 أضعاف الكمية الموجودة في الأرز الأبيض، مما يعزز نقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.
يعد الأرز الأسود من أكثر أنواع الأرز احتواء على مضادات الأكسدة، إذ يوفر ما يصل إلى 6 أضعاف كمية مضادات الأكسدة الموجودة في الأرز البني، ويرجع ذلك إلى محتواه من صبغة الإنثوسيانين، ووجدت دراسة أجريت عام 2015 أن مركب الإنثوسيانين على وجه التحديد يمكن أن يحمي الجسم من الالتهابات وبعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم.
وإضافة إلى الإنثوسيانين يحتوي الأرز الأسود على أكثر من 23 مركبا نباتيا له خصائص مضادة للأكسدة، بما في ذلك أنواع متعددة من الفلافونويد والكاروتينات، وبشكل عام تساعد مضادات الأكسدة في حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي، والذي ارتبط علميا بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل أمراض القلب وألزهايمر وبعض أنواع السرطان.
يعد الأرز الأسود مصدرا غنيا بالبروتين والألياف، وكلاهما يعززان فقدان الوزن عن طريق تقليل الشهية وزيادة الشعور بالامتلاء، وفي دراسة استمرت 6 أسابيع وأجريت على 40 من النساء البدينات ونشرها موقع "بابميد" عام 2008 فإن أولئك اللاتي تناولن مزيجا من الأرز الأسود والبني ما يصل إلى 3 مرات يوميا مع اتباع نظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية أظهرن انخفاضا كبيرا في مؤشر كتلة الجسم والدهون مقارنة بأولئك اللواتي تناولن الأرز الأبيض.
وفق مكتبة الطب الوطنية الأميركية، أشارت دراسة دولية أجريت عام 2019 إلى أن مركّبات الفلافونويد (أحد مضادات الأكسدة في الأرز الأسود) تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
خلصت دراسة قام بها باحثون من إيطاليا عام 2018 إلى أن مركّبات الكاروتينات التي يحتوي عليها الأرز الأسود تحسن صحة العين وتحمي الشبكية عن طريق تصفية موجات الضوء الأزرق الضارة وتقليل آثار الأشعة فوق البنفسجية.
تشبه إلى حد كبير طريقة تحضير الأنواع الأخرى من الأرز، ما عليك سوى غسل الأرز الأسود لإزالة النشويات التي تسبب التكتل واللزوجة أثناء الطهي، وبعد ذلك أضيفي كوبين من الماء لكل كوب من الأرز مع إضافة ملعقة صغيرة من زيت الزيتون وقليل من ملح الطعام، ضعي الإناء فوق الموقد وبمجرد الغليان غطي الإناء واتركيه على نار هادئة لمدة 30 دقيقة.
وفي النهاية ارفعي الإناء عن النار واتركيه مغطى لمدة 10 دقائق أخرى، ثم حركيه باستخدام ملعقة، ثم قدميه بجانب المقبلات والأطباق المفضلة لديك.
وفق وزارة الزراعة الأميركية ينبغي تخزين السلع الجافة -ومنها الأرز الأسود غير المطبوخ- في أكياس أو صناديق محكمة الإغلاق وحفظها في مكان بارد ومظلم وجاف لمنع العفن، وفي حال الاحتفاظ به في عبوته الأصلية تأكدي من فحصه بشكل متكرر بحثا عن أي ثقوب قد تسمح بدخول الرطوبة أو الحشرات.
ولتوفير حماية إضافية ضعي الأرز الأسود في عبوات تخزين طعام بلاستيكية أو زجاجية، وبذلك تضمنين صلاحيته للاستخدام لمدة 6 أشهر، ويمكن حفظه في الفريزر لمدة عام تقريبا.
أما الأرز الأسود المطبوخ فينبغي حفظه في وعاء محكم الإغلاق داخل الثلاجة لمدة أقصاها 3 أيام، إذ إن الأرز قد يتعرض لأنواع من البكتيريا تسبب التسمم الغذائي، مع مراعاة عدم ترك أي نوع من أنواع الأرز لأكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة بعد طهيه.