الرئيسية - تقنية - ستارلينك في اليمن: انطلاقة مثيرة للجدل وسط مخاوف من التجسس والانتهاك السيادي

ستارلينك في اليمن: انطلاقة مثيرة للجدل وسط مخاوف من التجسس والانتهاك السيادي

الساعة 06:10 صباحاً (هنا عدن/ خاص )

لم يكن مفاجئًا إعلان إيلون ماسك تفعيل خدمة ستارلينك للإنترنت الفضائي في اليمن، إذ تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. 

الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، التي تروج لإنجازاتها في الحصول على التراخيص اللازمة، كانت تترقب هذه اللحظة منذ شهور. لكن ما يثير الانتباه هو توقيت هذا الإعلان، حيث جاء في وقت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات في المنطقة، مما أثار التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء تفعيل هذه الخدمة.



في الوقت الذي اشتعلت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بخبر تفعيل ستارلينك، كان الحديث عن تفجير الأجهزة اللاسلكية في لبنان يسيطر على النقاشات. هذا الربط بين الحدثين عزز من فكرة أن الهدف الحقيقي من تفعيل الخدمة هو الرصد والتجسس، خصوصًا في ظل العجز الأمريكي والإسرائيلي عن مواجهة العمليات البحرية والصاروخية لقوات أنصار الله (الحوثيون). إن شركة ستارلينك، التي تُستخدم تقنياتها لأغراض عسكرية واستخباراتية في النزاعات حول العالم، قد توفر أدوات قوية لأطراف خارجية للتدخل في الشؤون اليمنية.

ناشطون وخبراء أشاروا إلى أن وكالة المخابرات الأمريكية قد تستفيد من خدمة ستارلينك في اختراق الهواتف والتجسس على المواطنين، مما يهدد خصوصيتهم وأمنهم. عبر تقنيات متقدمة، يمكن لوكالة المخابرات التقاط الصور وجمع معلومات دقيقة عن الأشخاص المستهدفين، مما يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية.

وفيما أطلقت حكومة التحالف السعودي حملات ترويجية لتعزيز فوائد ستارلينك، أكد مراقبون أن القضية ليست مجرد تحسين الوصول إلى الإنترنت. إذ يشير الخبير العسكري زكريا الشرعبي، في تصريح صحفي لموقع “البوابة الإخبارية اليمنية” إلى أن التفعيل السريع للخدمة قد يكون محاولة لتعويض الفشل العسكري الذي تواجهه الولايات المتحدة وإسرائيل في اليمن، حيث تمكن الحوثيون من تجاوز الدفاعات وتهديد العمق الإسرائيلي.

المفاجأة الأخرى كانت في سرعة تهنئة السفارة الأمريكية لليمن بالحصول على الخدمة، وهو ما اعتبره البعض دليلًا إضافيًا على الأبعاد العسكرية والاستخباراتية لهذه الخطوة. الجبهة اليمنية أصبحت ذات أهمية متزايدة للولايات المتحدة وإسرائيل بعد نجاح الحوثيين في تنفيذ عمليات معقدة، مما جعل هذه الخدمة محورًا للتركيز الأمني.

من جهة أخرى، أبدت وزارة الاتصالات في حكومة صنعاء رفضها القاطع لتفعيل الخدمة، معتبرة ذلك انتهاكًا لسيادة اليمن وأمنه القومي. في بيانها، حذرت الوزارة من مخاطر الاستعانة بشركة أجنبية لتقديم خدمات الإنترنت، مشيرة إلى أن ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا لخصوصية المواطنين وحماية بياناتهم.