اعترف القائد الأسبق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، بفشل الجيش الأمريكي في مواجهة التهديد الذي تمثله قوات صنعاء، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية لم تخفف من حجم التهديدات التي تشكلها هذه القوات، خاصة في عملياتها البحرية المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وفي تقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، قال فوتيل إن “التهديد الذي تشكله قوات صنعاء لا يزال قائمًا، ولا يبدو أن هناك أي إجراء يخففه”. وأوضح أن العمليات الأمريكية ركزت على استهداف مواقع الإطلاق، ومواقع الإنتاج والتخزين، وأماكن القيادة والسيطرة، إلا أن ذلك لم يحقق أي نتائج ملموسة في ردع الحوثيين.
وأضاف فوتيل، الذي يشغل الآن منصب باحث في معهد الشرق الأوسط، أن “استمرار الولايات المتحدة في إرسال السفن الحربية إلى القتال في البحر الأحمر قد يفاقم الضغوط على أولويات الأمن القومي للبنتاغون، خاصة في ظل التحديات الناشئة مثل القدرات العسكرية المتنامية للصين”.
ويعد فوتيل ثاني قائد أمريكي يعترف بفشل واشنطن في مواجهة قوات صنعاء في البحر الأحمر. ففي تصريحات سابقة لموقع ميدل إيست آي البريطاني، قال القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، فرانك ماكنزي، إن “الحوثيين انتصروا، ونحن فشلنا”، مؤكدًا أنهم يسيطرون على مضيق باب المندب، وهو موقع استراتيجي عالمي، وأن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح بين أفراد القوات الأمريكية.
كما أكد قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، جورج ويكوف، في أغسطس الماضي، أن “سياسات الردع الكلاسيكية لا يمكن تطبيقها في مواجهة قوات صنعاء”، ما يعكس تعقيد التحديات التي تفرضها تلك القوات على البحرية الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
تصريحات الجنرالات الأمريكيين تسلط الضوء على تحول غير مسبوق في ميزان القوى في البحر الأحمر، حيث تمكنت قوات صنعاء من تعزيز نفوذها وفرض واقع جديد، مما يشكل تحديًا متزايدًا للنفوذ الأمريكي في المنطقة.