في خطوة تصعيدية جديدة تهدف لتعزيز مواقعها العسكرية، دفعت ميليشيا الحوثي بتعزيزات ضخمة إلى المناطق الحدودية لمحافظة البيضاء المحاذية لمديريات يافع بمحافظة لحج جنوبي اليمن، وسط مؤشرات على قلق الجماعة من تحركات القوات الحكومية.
وقالت مصادر محلية لـ "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي أرسلت خلال الأيام الماضية عشرات الأطقم العسكرية والمدرعات إلى مديريتي ذي ناعم والزاهر آل حميقان الحدوديتين مع لحج، مصحوبة بمئات المقاتلين.
وأضافت المصادر أن الجماعة تقوم باستحداث طرق جديدة وحفر خنادق في الجبال الحدودية بين محافظتي البيضاء ولحج، بهدف تحصين مواقعها وتعزيز قدرتها الدفاعية في المنطقة.
المصادر ذاتها أكدت أن الليلة الماضية شهدت وصول حافلات محملة بمقاتلين جدد عبر خط ذمار-رداع باتجاه المناطق الحدودية في مديريتي ذي ناعم والزاهر، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق التعزيزات نحو تلك المواقع.
وتأتي هذه التحركات المكثفة في إطار مخاوف الحوثيين المتزايدة من أي هجوم عسكري مرتقب من قبل القوات الحكومية باتجاه محافظة البيضاء.
وترتبط هذه المخاوف بتطورات الأحداث الأخيرة في سوريا، حيث تعرض نظام الأسد، الحليف الاستراتيجي لإيران، لهزائم عسكرية متسارعة أدت إلى سقوطه الكامل وسيطرة المعارضة على البلاد، الأمر الذي قد يدفع الحوثيين إلى تعزيز مواقعهم على الأرض خشية تعرضهم لهجمات مماثلة.
وتشير هذه التطورات إلى تصعيد محتمل في المناطق الحدودية بين البيضاء ولحج، مما يفتح الباب أمام مواجهات عسكرية قد تؤدي إلى تغيير موازين القوى في تلك المناطق.