في تقرير نشره موقع “واي نت” الإسرائيلي، حول التصعيد اليمني ضد الاحتلال الإسرائيلي وكيفية مواجهته من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أشار التقرير إلى أن إسرائيل تنتظر وصول ترامب للسلطة في أمريكا حتى يشنوا معاً هجمات مكثفة ضد اليمن لإجبار اليمنيين على وقف هجماتهم المناصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة المحاصر وإيقاف الحظر اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
أقر كاتب التقرير أن القيادة اليمنية في صنعاء لا تقودها ولا تديرها إيران، وقال التقرير “عليك أن تعرف أن الحوثيين لا تقودهم ولا تديرهم إيران إنهم يساعدونها فقط، لذا فإن ضرب إيران لن يغير شيئاً من وجهة نظر نظام الحوثي”.
وقال التقرير إن “الحوثيون يشنون حرب استنزاف ضد اسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار، لأن دعمهم للقضية الفلسطينية يولد دعماً داخلياً لهم داخل اليمن والعالم العربي بشكل عام، ولأنهم راضون جداً عن المكانة الدولية التي اكتسبوها، عندما أظهروا أنهم هم الذين يقررون ما إذا كان سيكون هناك شحن تجاري داخل وخارج البحر الأحمر إلى قناة السويس أم لا”.
كما أقر التقرير أن “التعامل مع الحوثيين أمر صعب، ويرجع ذلك أساساً إلى المسافة الجغرافية ويسبب حجم الموارد الاستخباراتية التي يمكن لإسرائيل تخصيصها للقيام بعمليات مراقبة جادة وجمع الأهداف في اليمن، كما أن التحديات الاستخباراتية والمسافة الجغرافية تجعل من الصعب القيام بعمل عملياتي فعال لتحييد وسائل إنتاج وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار”.
وأضاف التقرير “والمشكلة الرئيسية الأخرى هي أن الحوثيين لا يردعون عن طريق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الاقتصادية للدولة. لقد شنوا حرباً على السعودية والتحالف المتحالف معها بين عامي 2015 و2019 “، مشيراً إلى أنه ورغم ما وقع من خسائر بين اليمنيين إلا أن ذلك لم يمنعهم من ترك القتال ضد السعودية، وبالتالي من وجهة نظر التقرير الإسرائيلي فإن “ضرب الأهداف المدنية والبنية التحتية لن يردع الحوثيين” حسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن ما سيجعل اليمن يتوقف عن مواجهة إسرائيل، هو قيام الأخيرة باستهداف قيادات أنصار الله وحكومة صنعاء، على غرار ما فعلت إسرائيل في حزب الله بلبنان وأيضاً ضرب السلاح اليمني وإلحاق أضرار قاتلة بصواريخ اليمنيين الباليستية وطائراتهم بدون طيار ومنصات الإطلاق ووسائل الإنتاج لهذه الترسانة من السلاح، كما فعلت إسرائيل في سوريا، وأضاف التقرير “يجب على إسرائيل أن تفعل بهم ما يفعله جيش الدفاع وما فعله الموساد بقيادة حزب الله في لبنان والأسد في سوريا وأسلحته الاستراتيجية”.
لكن التقرير أشار أيضاً إلى أنه وبسبب بعد المسافة الجغرافية وبسبب عدم وجود معلومات استخباراتية لديها عن اليمن والقوات المسلحة والقيادة اليمنية، فإن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى شراكة كاملة بين القيادة المركزية والأسطول الخامس الأمريكي في مثل هذه العملية، لأنهما متواجدان على الساحة، في بحر العرب والبحر الأحمر مع حاملات طائرات ومدمرات صواريخ وغيرها.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن تصعيد الحرب والعدوان على اليمن سيكون متاحاً عندما يصل ترامب إلى السلطة بحول نهاية يناير القادم، مشيراً إلى أن ذلك ما قصده رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما تحدث عن اليمن قبل أيام مخاطباً الإسرائيليين بأن عليهم أن يتحلوا بالصبر قليلاً وهو يقصد أن ينتظروا حتى يصل ترامب للبيت الأبيض ليتحالفا معاً ويشنا هجوماً واسعاً ضد اليمن.
غير أن أي هجوم واسع ضد اليمن لن يثني اليمنيين عن مواصلة الحرب على إسرائيل حتى تتوقف عن قتل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع، وهذا ما يؤكده الجيش اليمني في كل عملية ينفذها ضد الاحتلال أو ضد ملاحته أو ملاحة أمريكا وبريطانيا المدافعتان والشريكتان في الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني مع إسرائيل.
كما أن الالتحام غير المسبوق بين الشعب اليمني وقيادته في حركة أنصار الله سيفشل على إسرائيل وأمريكا ومن تحالف معهما ضد اليمن سواءً من أدوات التحالف السعودي الإماراتي في الداخل اليمني الذين بدأوا يتفاعلون مع التهديدات الإسرائيلية ويحاولون استئناف القتال ضد قوات صنعاء في الجبهات اليمنية كما حدث يوم أمس الإثنين في محافظة تعز غرب اليمن، أو من الدول العربية المتحالفة مع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، ستفشل على إسرائيل ومن معها أي تحرك عسكري وأي عدوان ضد اليمن وضد الشعب اليمني وضد أبنائه ومنشآته مهما كانت الخسائر والتضحيات التي يقدمها اليمنيون لإدراكهم أنهم على طريق الحق وأن موقفهم مشرف لهم ولأجيالهم القادمة عوضاً عن إيمان اليمنيين بنصر الله لهم طالما تمسكوا بهذا الموقف وثبتوا عليه وتحملوا وصبروا مع كل التضحيات التي سيقدمونها هو إيمان لا يخالطه أي شك، فالشعب اليمني يؤمن بأن السرعة في تنامي قدراتهم العسكرية وظهور الولايات المتحدة صاحبة أقوى أسطول بحري في العالم ضعيفة أمام العمليات اليمنية، سببها معونة الله لهم لأنهم لم يترددوا في مواجهة أعداء الإنسانية والبشرية من الصهاينة ومن معهم من القوى الغربية التي يحفل تاريخها بالمجازر البشرية وحروب الإبادة والطغيان على الشعوب دون تمييز بين شعب مسلم أو غير مسلم.
والأكثر من ذلك أن اليمنيين متحمسين للتصعيد أكثر ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين في صنعاء، وفي كل أسبوع يخرج ملايين اليمنيين في الساحات والميادين يطالبون علناً من قيادتهم بشن المزيد من الضربات المؤلمة والموجعة للاحتلال الإسرائيلي ويبدون استعدادهم تحمل أي تضحيات أو خسائر تلحق بهم جراء أي عدوان صهيوني أمريكي على اليمن بسبب موقفهم مشيرين إلى أنه وبحساب الربح والخسارة فإن اليمنيين هم الرابحون حتى لو قدموا تضحيات ثمينة أكثر من تلك التي قدموها على مدى 9 أعوام من العدوان عليهم من قبل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً.