هنا عدن | خاص
اعلنت السعودية مساء اليوم الجمعة عن تقديمها دعمًا اقتصاديًا جديدًا يبلغ نصف مليار دولار أمريكي .
جاء ذلك عبر تدوينة لسفير السعودية باليمن "محمد ال جابر" بحسابه بمنصة امس.
وقال السفير السعودي:" ان المبلغ ياتي كوديعة جديدة للبنك المركزي اليمني بمبلغ 300 مليون دولار ، ودفعة رابعه لدعم معالجة عجز الموازنة للحكومة اليمنية بمبلغ 200 مليون دولار ،بما يشمل دعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل والأمن الغذائي في اليمن،والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار والنماء للشعب اليمني الشقيق"، حسب تصريخ السفير.
وياتي هذا الدعم بوقت تشهد فيه اليمن انهيار اقتصادي كارثي وسقوط كامل للعملة النقدية اليمنية وحالة مجاعة كبرى تشهدها اليمن وغياب تام لقطاع الخدمات والبنى التحتية ، نتيجة "حصار" تحالف السعودية والامارات لليمن عامة وللمحافظات المحررة خاصة والتي تشكل ما نسبته 80% من مساحة اليمن.
حيث قامت دولتا التحالف باغلاق شبه كامل لموانئ المحافظات المحررة ومنعت تماما الخطوط الملاحية التجارية العالمية من دخول الموانئ اليمنية، كما اغلقت المجال الجوي امام كافة الخطوط الجوية العربية والدولية وحولت كل مطارات اليمن معسكرات مغلقة ،ماعدا مطاري عدن وسيؤون الذين يعملان وحدهما مع الخطوط الجوية اليمنية، وهي شركة الطيران الوحيدة التي تعمل بخدمة ونقل المسافرين لشعب تعداده قرابة ال40 مليون نسمة، وبعدد طائرات محدود لا يساوي عدد اصابع اليد.
ويرى اقتصاديون ان هذا المبلغ " الهزيل" الذي تقدمه السعودية للحكومة الشرعية مرة كل عام او عامين،لن يفعل شيء امام الانهيار الشامل للاقتصاد والمعيشة والوضع بالبلد، كما حصل بمرات سابقة تاهت فيها هذه "الودائع" الهزيلة وابتلعتها فجوات الفساد المستشري بالسلطة الشرعية ولم يستفد اليمنيون فيها الا بشكل محدود لا يكاد يذكر، وبقي الانهيار الاقتصادي والخدمي باقيا وشاهدا لليوم.
واشار محللون اقتصاديون الى ان حجم الازمة الاقتصادية الجسيمة باليمن، لن تعالجها مبالغ صغيرة محدودة بهذا الشكل، وان انقاذ اليمنيين من المجاعة والانهيار الشامل، يكون فقط برفع دولتي التحالف يدهما عن "تعطيل" موارد اليمن ورفع حصارهم القاتل، والسماح للدولة الشرعية اليمنية بتشغيل موارد البلد الكبيرة والغنية ،مثل السماح للحكومة بتصدير النفط والغاز، وتشغيل الموانئ وفتح بحار واجواء اليمن امام خطوط التجارة العربية والعالمية ،والسماح لالاف اليمنيين من الدخول للبحر وممارسة مهنتهم بالصيد والاستفادة من خيرات بحار بلدهم الغنية بالثروة السمكية، حيث وصل حصار التحالف لليمن ايضا الى درجة منع المواطنين اليمنيين من الصيد والدخول للبحر بغالبية سواحل المدن المحررة، بحجة انها مناطق امنية.
وينظر اليمنيون لكل مرة تعلن السعودية فيها عن تقديم "وديعة"بمبالغ صغيرة كهذه، يستطيع "رجل اعمال" ثري تقديمها وليس دولة غنية بحجم المملكة العربية السعودية، ينظرون لها انها مجرد "فتات" تمنحها لليمن مقابل حصارها لليمنيين، ومنعها للحكومة اليمنية من تشغيل موارد اليمن التي ستدخل على اليمن عشرات المليارات سنويا من الدولارت، وستحل مشاكل البلد والشعب بحلول جذرية، وليس 200 مليون او 300 مليون ،التي قال النشطاء ان امير سعودي صغير يصرفها كمصروف شخصي له بالعام، وليس شعب تعداده 40 مليون انسان يعاني مجاعة وبطالة وانهيار شامل بمقومات الحياة.