ذيل الكلب .. ماينعدل
د .غزوان طربوش
المتتبع لحياة رشاد العليمي منذ الصغر يدرك بوضوح كيف يقفز من سفينة إلى أخرى بعد أن ينخرها ويتركها للهلاك بمن فيها دون ان ينبض له ضمير، في بدايته كان رشاد ناصريا قوميا ثم مالبث ان قفز إلى المؤتمر الشعبي العام بصفقة جعلته بعدها مديرا لأمن تعز ليستمر ممارسة عمله كمخبر ثم ترقى ليصبح وزيرا للداخلية ومطلع على أسرار نظام علي صالح بتفاصيل التفاصيل وكان لصيقا جدا ومكمن أسراره، ثم قفز من سفينة علي صالح إلى حضن السفير السعودي الدافئ وكما قال علي صالح في إحدى خطاباته أن الإحداثيات تأتي من رشاد العليمي بمافيها تلك الإحداثيات الخاطئة التي قتلت الأبرياء، عمل مع الرئيس هادي وكان لصيقا به ومطلع على نقاط الضعف والقوة ومستشارا قاد هادي الى الإستسلام والإنهيار، ثم قفز بعد أن اتخذ تحالف الاحزاب السياسي سلما وضمن صفقات مع الإصلاح في تعز ومأرب إلى مجلس القيادة الرئاسي كرئيس مستغلا الخلافات بين الإصلاح والإنتقالي وتشتت المؤتمر الشعبي العام الذي كان هو احد مسامير هذا الشتات واستمراره.
في خطابه الأخير لمح رشاد العليمي بشكل واضح لايحتمل أي مواربة وهي رسالة وجهها لجماعة الحوثي ومن يسمون بال البيت والذين اصبحوا على قلق من المستقبل والضغائن التي يكنها لهم الشعب اليمني والانتقامات والثأر للضحايا التي سقطت جراء الحرب، أرسل لهم رسالة تطمين بأنه سيكون احد الضمانات المستقبلية وهي رسالة تاتي في ظل الحديث عن خارطة طريق وسلام شامل يطبخ في عمان والسعودية وقد يقود إلى تشكيلات أخرى وشكل أخر للدولة تضم الشرعية والحوثيين معا، ويتجهز الان رشاد للقفزة الأخيرة من سفينة الشرعية المتهالكة إلى السفينة الجديدة ويطمح لأن يكون رئيسا متوافق عليه ممن سماهم ال البيت وادعى حبهم ومن الشرعية التي هو رئيسها الان ولو انه رئيس مفروض من الخارج.
يفكر رشاد العليمي بعقلية المخبر والتاجر معا ومن يعيش بهذه الثنائية يصبح الوطن والشعب وحقوقه أخر اهتماته، لقد قرأ الجميع التقارير الصحفية والمقالات التي صدرت وأحصت شركات وعقارات العليمي وارصدته في بنوك العالم والتي يديرها أولاده في أوربا ومصر وكندا وأمريكا وجزء منها في اليمن، وهو الثراء غير المشروع حيث أسس إمبراطورية مالية منذ توليه مناصب في الدولة ولم يكن قبلها يملك شيء، ولم يكتفي بهذا الحد فبعد أن أصبح رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي أوعز لإبنته لا ستلام مؤسسة خيرية لإستلام المساعدات الدولية لليمن والتكسب منها حيث ان الوضع الحالي غير مجدي لتأسيس شركة وانما مؤسسة لاستلام التبرعات حيث ان اليمن يمر بمرحلة حرب والشعب يعيش على المساعدات ففكر أن ينتزع المساعدات من افواه الفقراء ويضيفها لأرصدة أبنته.كل هذا دون أن ينبض له ضمير .