اتهم ناجم زعبنوت، عضو لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، التحالف السعودي الإماراتي بالسعي إلى تكرار تجاربه الفاشلة في عدن، عبر دعم مليشيا “درع الوطن” ومحاولة فرضها على أبناء المهرة، في خطوة تهدف إلى إحكام السيطرة على المحافظة الاستراتيجية.
تحركات عسكرية خارج الأطر الرسمية
وفي تصريح لقناة المهرية الفضائية، أكد زعبنوت أن التحالف السعودي الإماراتي يقوم بنقل الأفراد والمعدات العسكرية إلى المهرة عبر قوات “درع الوطن” بطرق غير رسمية، محذرًا من أن هذه القوات تعمل خارج إطار مؤسسات الدولة اليمنية، ما يعزز الفوضى ويهدد الاستقرار في المحافظة.
وأوضح أن أبناء المهرة يرفضون تواجد مليشيا “درع الوطن” في محافظتهم، معتبرًا ذلك جزءًا من مخطط أوسع لتكريس الهيمنة على المحافظة ونهب ثرواتها تحت غطاء أمني زائف.
حملة توعية لمواجهة مخططات التحالف
وكشف زعبنوت عن عزم لجنة الاعتصام إطلاق حملة توعية شاملة في مختلف مديريات المهرة، تهدف إلى تحذير السكان من المخاطر التي يمثلها انتشار “درع الوطن”، إضافة إلى كشف مخططات إنشاء ميناء تابع لشركة إماراتية في المحافظة.
وأكد أن أبناء المهرة يدركون أبعاد هذه المخططات، ولن يسمحوا بتمريرها، مشددًا على أن لجنة الاعتصام السلمي ستواصل جهودها لحماية المحافظة والدفاع عن ثرواتها من أي “نهب خارجي”.
هل تسعى السعودية والإمارات لتحويل المهرة إلى عدن أخرى؟
تأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تكرار سيناريو عدن في المهرة، حيث دعمت السعودية والإمارات سابقًا مليشيات غير نظامية أدت إلى حالة من الانفلات الأمني وانهيار الخدمات الأساسية في عدن، وهو ما تحاول قوى المهرة منعه قبل فوات الأوان.
وتعتبر محافظة المهرة ذات أهمية استراتيجية كونها تطل على بحر العرب وتضم منافذ حدودية حيوية مع سلطنة عمان، وهو ما يجعلها هدفًا للتحالف الذي يسعى للهيمنة على مواردها وتحويلها إلى قاعدة نفوذ عسكري واقتصادي، كما حدث في سقطرى وعدن.
وتشير الوقائع إلى أن التحالف يعمل على إعادة إنتاج أدواته العسكرية عبر مليشيا “درع الوطن”، بعد أن أثبتت فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي فشلها في إدارة المناطق التي تسيطر عليها.
إلى أين تتجه الأمور؟
في ظل هذا التصعيد، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل محافظة المهرة، وما إذا كان التحالف سيواصل فرض أجندته بالقوة، أم أن المقاومة الشعبية والرفض المحلي سيكونان حجر عثرة أمام هذا المخطط.
الأيام القادمة ستكشف مدى قدرة أبناء المهرة على مواجهة هذه التحركات، ومدى استعداد القوى الفاعلة في الجنوب للتصدي لموجة جديدة من العبث السعودي الإماراتي بثروات اليمن وسيادته.