الرئيسية - أخبار محلية - "إنهاء" دور السعودية والإمارات.. هل قصة "اليمن" مع السعودية مثل "أوكرانيا" مع أمريكا؟

"إنهاء" دور السعودية والإمارات.. هل قصة "اليمن" مع السعودية مثل "أوكرانيا" مع أمريكا؟

الساعة 12:53 مساءً

هنا عدن | متابعات

 بقلم | عبدالقادر الجنيد



 سياسي يمني 

وصلتني رسالة من صديق عن ضرورة عدم الإتكال على السعودية- بعد مقالتي عن "لوردات حرب اليمن والكانتونات" التابعين للسعودية والإمارات.

وسأعيد صياغة كلام صديقي بهذه النقاط:

١-السعودية والإمارات غير قادرتين على إخراج اليمن من مأزقها.

ولا تكترثان لمعاناة اليمن ولا لما سيحدث لنا في المستقبل حتى لو ذهبنا للجحيم.

٢- اليمن قد أصبحت بلا "دولة".

٣- تدهور الحياة المعيشية وانهيار الخدمات قد أصبح فوق طاقة تحمل شعب اليمن.

٤- كلا من السعودية والإمارات في حالة عداء مستتر فيما بينهم داخل وخارج اليمن ولا يمكن أن تتفقا.

٥- كلا من السعودية والإمارات معهن وكلاء تستعملهم كأدوات.

٦- اليمن، تحتاج لأن تتخلص من السعودية والإمارات ووكلائها اليمنيين، ثم يقوم "حكماء اليمن" بحل مشاكلهم بأنفسهم.

سأذهب إلى علاقة أوكرانيا مع أمريكا ثم أتنقل إلى علاقة اليمن بكل من السعودية والإمارات.

أولا: أمريكا هي التي دخلت حرب أوكرانيا

١- أمريكا، حذرت زيلنسكي قبل أن يبدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في ٢٤ فبراير ٢٠٢٢

٢- أمريكا، اعتبرت أن روسيا دولة معتدية لأنها خرقت حدود دولة عضو في الأمم المتحدة وهذا مخالفة للقانون الدولي المعتمد منذ ٨٠ سنة بعد الحرب العالمية الثانية.

٣- اعتبر العالم الغربي أن أوكرانيا هي أيضا خط الدفاع الأول عن كل العالم الغربي وأنظمة الحكم الديمقراطية.

٤- حشدت أمريكا تحالفا دوليا عسكريا واقتصاديا وسياسيا شمل أوروبا وكندا واستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية.

٥- قال الرئيس الأمريكي بايدن أن أمريكا ستدعم أوكرانيا في الحرب مهما طال الزمن As long as it takes.

السعودية أيضا هي التي دخلت حرب اليمن

١- قال الملك سلمان أن "أمن اليمن من أمن السعودية".

٢- اعتبرت أن اليمن هي خط الدفاع الأول ضد "الخطر الحوثي"، و "التوسع الإيراني" وأن الشرعية اليمنية تحمي السعودية من تمدد "الهلال الشيعي".

٣- أقامت السعودية تحالفا ضخما تحت إسم: "التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، وقامت بشن "عاصفة الحزم" الجوية في ٢٦ مارس ٢٠١٥.

٤- استعملت المملكة هيبتها ومكانتها بالحصول على مساعدات وخبرات أمريكا وبريطانيا في اختيار الأهداف وتموين الطائرات في الجو ورصد الأقمار الصناعية.

٥- خرج كل أعضاء التحالف من الشراكة مع السعودية.

ثانيا: أمريكا انقلبت على أوكرانيا ١٨٠ درجة

١- الرئيس ترامب هاتف الرئيس الروسي بوتين من وراء ظهر زيلنسكي.

٢- وزير خارجية أمريكا اجتمع مع نظيره الروسي من وراء ظهر زيلنسكي.

٣- ترامب، اعتمد كل أراء بوتين بشأن زيلنسكي وبشأن مصير أوكرانيا.

٤- ترامب، يريد نصف الثروات المعدنية الثمينة مقابل قيمة غرامة أمريكا في الثلاث سنوات الماضية وبدون أي وعد بدعم عسكري جديد وبدون ضمانات ضد أي غزو روسي في المستقبل.

٥- ترامب، أهان زيلنسكي داخل البيت الأبيض في مؤتمر صحفي تم إعادة بثه على المليارات في كل تليفزيونات العالم، وتبنى كل كلام عدوه الرئيس الروسي بوتين في وجهه، وأمره بأن يستسلم ويقنع بما تيسر أو أنه سيفقد بلاده بالكامل، ثم طرده من البيت الأبيض، وأهانه بإلغاء عزومة الغداء التي كانت بانتظار زيلنسكي وأصحابه.

السعودية أيضا انقلبت على اليمن ١٨٠ درجة

١- اتفاق السعودية مع إيران في الصين من وراء ظهر اليمن، يمكن اعتباره المثيل لمكالمة هاتف ترامب مع بوتين.

٢- زيارة السفير السعودي آل جابر للحوثيين في صنعاء، من وراء ظهر اليمن، يمكن اعتبارها المثيل لاجتماع وزيرا الخارجية روبيو مع لاڤروڤ في الرياض.

٣- خارطة الطريق السعودية-الحوثية، من وراء ظهر اليمن، هي صفعة كبرى وإهانة لليمن، يمكن اعتبارها المثيل لصفعة ترامب لزيلنسكي وإهانته لأوكرانيا وهو في ضيافته في البيت الأبيض.

خارطة الطريق، ليست مجرد صفعة لليمن ولكنها حكم بالإعدام للشرعية اليمنية.

ثالثا: أوكرانيا مازال معها أوروبا

١- في اليوم التالي لإهانة زيلنسكي داخل البيت الأبيض، استقبله زعماء أوروبا في لندن وتلقى الوعود بأنهم لن ينسوا أوكرانيا.

وقابل الملك تشارلز تأكيدا للتعاطف والدعم.

٢- وقررت بريطانيا وفرنسا إنشاء "حلف الراغبين" بمساندة أوكرانيا Coalition Of The Willing

٣- وقال ستارمر رئيس وزراء بريطانيا أنه سيقنع ترامب بدعم لوچيستي لجهود ضمانات أوروبا العسكرية لأمن أوكرانيا وأنه قد ينجح في مصالحة ترامب مع زيلنسكي.

٤- ترامب، رد على أوروبا في الحال بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية فورا.

وقال بأنه لن يتعامل مع زيلنسكي ولن يقدم مساعدة لوچيستية أو أي شيئ لأوروبا وضماناتها بأمن أوكرانيا.

وهذا صدمة لأوروبا.

٥- والتز، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي وضع ثلاثة شروط لأي زيارة جديدة للبيت الأبيض:

أ- يعبر زيلنسكي عن أسفه لطريقة كلامه مع ترامب في البيت الأبيض.

ب- يوقع عقدا بإعطاء نصف ثروات أوكرانيا المعدنية لأمريكا مجانا مقابل غرامات سابقة.

ج- يقبل شروط السلام التي سوف يحصل عليها الرئيس ترامب من الرئيس الروسي بوتين.

شروط والتز، هي حكم بالإعدام لزيلنسكي ولأوكرانيا.

وهذا صدمة أخرى لأوروبا.

هذه كلها صدمات مزعجة وطازجة لأوروبا ولم نتبين بعد ردود فعلها وسوف ننتظر لآخر اليوم لنعرف ونتأمل حال الأقوياء مع الضعفاء.

٦- سوف يجتمع قادة أوروبا مرة أخرى هذا الأسبوع لبحث دعم أوروبا.

كثرة الاجتماعات تعني شيئا واحدا فقط: أوروبا مذهولة.

وبالتأكيد سوف نحتاج لأوصاف أخرى- بجانب الصدمة والذهول- لحالة زيلنسكي وأوكرانيا

اليمن لا يوجد معها أحد

اليمن، وحدها أمام الحوثيين والانفصاليين والإماراتيين والسعوديين.

اليمن، لا يوجد معها من يصطدم لصدماتها ولا من ينذهل من انذهالها ومع وذهولها.

رابعا: والآن إلى رسالة الصديق عن "حكماء اليمن"

١- حكماء سياسيين وحزبيين

إذا كان هؤلاء الحكماء من السياسيين أو الحزبيين السابقين أو الحاليين، فسوف يستجيبون لأول صفارة من الإماراتيين أو السعوديين.

الخليجيون، يعرفونهم أكثر منا.

والحكماء، يعرفون الخليجيين أكثر منا.

وهم لا يردون طلبا لأي اجتماع من أي مركز دراسات استراتيجية مشبوه أو أي منظمة أوروبية أو أمريكية.

وهم يدورون في حلقات مفرغة مثل الجمل في المعصرة بين كل هذه المراكز والمنظمات.

٢- حكماء سنة أولى حكمة

كلام إنشاء وشعارات أو استنكارات لا أحد يسمعها وبرامج عمل طويلة لا يدري أحد من سينجذب إليها سيمولها أو ينفذها.

٣- حكماء يتخلصون من الإمارات والسعودية

مرحبا وأهلا وسهلا بهؤلاء الحكماء.

فليتفضلوا ويبادروا بإنجاز المهمة.

٤- الإمارات، قالت أنها لم تأتِ إلى اليمن أصلا لدعم الشرعية اليمنية وإنما لتحقيق انفصال الجنوب.

نعم قالت الإمارات هذا وزادت بالقول أن الانفصال حركة تحرر وطنية.

{{ الإمارات، تعمل بمن يعارضها نفس ما يفعله ترامب بزيلنسكي وأوكرانيا، وشيئ من هذا قد حدث عدة مرات. }}

ومازال مع الإمارات لوردات حرب وكانتونات في اليمن.

إذا استطاع "حكماء اليمن" التخلص من الإمارات، فليتفضل.

٥- السعودية، كانت قد خرجت من اليمن عندما اتفقت مع الحوثيين على خارطة الطريق، ولكنها استمرت عالقة في اليمن بسبب مغامرات الحوثي في حرب غزة.

السعودية، فإنها تهمل من يعارضها حتى ينتهي سياسيا أو تدخل من لا يسمع كلامها داخل ثلاجة حتى يتجمد ويتجلد ويزول من تلقاء نفسه.

{{ وشيئ من هذا قد حدث وتتم ممارسته حاليا }}

السعودية، تبحث الآن عن الخروج المعقول من اليمن ولا تحتاج لمن يخرجها لا من أوساط الحكماء ولا من أي وسط آخر.

الذي يريد التعجيل بإخراج السعودية، فليتفضل.

خامسا: السعودية في مأزق مثل أمريكا

١- مأزق أمريكا

ما يقوم به ترامب، يدخل في عالم اللا معقول حتى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

الاعتقاد العام أن المزاج الأمريكي العام والمصالح الحيوية الكبرى لا تتوافق مع كل ما يقوم به ترامب.

وأن أمريكا ستحتاج سنتين حتى الانتخابات النصفية للكونجرس أو اربع سنوات حتى تتخلص من المرحلة الترامباوية.

ولكن قد تكون أوكرانيا قد ضاعت خلال هذه الفترة.

وأن مهمة أوروبا هي إبقاء أوكرانيا على قيد الحياة خلال هذه الفترة.

٢- مأزق اليمن

المأزق اليمني، كان كل ما يحتاجه للخروج هو وجود قيادة واعية حاذقة.

رئاسة هادي

ولكن قيادة ١٢ سنة من قيادة الرئيس هادي النعسانة، ومفاتنات التحالف المخربة، ومكونات الشرعية الهبلاء الجعنانة، وتشرذمات الأحزاب قصيرة النظر، جعلت من اليمن بلا شخصية ولا لون ولا طعم ولا رائحة.

وقد طفشونا نحن منهم أكثر مما طفشت منهم السعودية.

المجلس الرئاسي

ثم جاءت كارثة المجلس الرئاسي القيادي اليمني.

ما الإسم إلا إسم طنان رنان.

لكن لا هو مجلس ولا هو رئاسي ولا هو قيادي والمصيبة الأكبر بأنه ولا حتى يمني.

ثلاثة من أعضائه انفصاليون وواحد كان ضد الشرعية وربما ما يزال وثلاثة لم نعد نسمع منهم كلمات عن المرجعيات الثلاث ولا الوحدة اليمنية ولا سلامة الأراضي اليمنية التي هي كلها جوهر كلمة "الشرعية".

إذا لم نستطع إيجاد مخرج لمأزق اليمن من خلال ما هو موجود، فلا يوجد باب للخروج من هذا المأزق اليمني.

البحث عن حكماء، لا يوجدون لن يخرجنا من المأزق.

أعضاء المجلس الرئاسي، لا يوجد في أدمغتهم ولا تركيبتهم ولا مزاجهم العام ما يجعلهم يستضيئون الطريق للخروج من المأزق.

وإذا اعتمدنا على المجلس الرئاسي فإن اليمن فعلا سوف تذهب إلى الجحيم.

هناك أمل ضئيل بأن تستعيد السعودية حالتها التي ابتدأت بها وهي أن "أمن اليمن من أمن السعودية".

وأن اليمن جارتها.

وأنه ليس من مصلحة السعودية أن تكون من أغنى دول العالم وبجانبها بلاد تنهار وتضيع.