هنا عدن | متابعات
في مساء هزّ القلوب وأدمى الأرواح، تحوّلت لحظة عابرة إلى مأساة خالدة في منطقة بئر أحمد، طفل في الخامسة عشرة من عمره اسمه مجد محمد مصطفى، كان يمتطي دراجته النارية، يحلم كأي فتى بربيع العمر، فإذا بطقم أمني تابع للشرطة العسكرية بقيادة المدعو أحمد محمود البكري ينقض عليه كقدر أسود ويسقطه مضرجاً بدمائه على إسفلت بير أحمد.
- ثلاثة أيام ظل فيها مجد في غياهب العناية المركزة يصارع نزيف الدماغ بين الحياة والموت، وأسرته تتضرع في أروقة المستشفيات، تنتظر معجزة تعيد إليه أنفاسه علّه يعود إليهم بضحكته التي لم تفارق ملامحه، وفي تمام السابعة مساء يوم أمس الأربعاء، أسدل القدر ستاره الحزين، وودّع مجد الحياة، رحل قبل أن يفرح بالعيد، قبل أن يعانق الأحلام التي كانت تتفتح أمامه، وقبل أن يدرك أن الأمان في وطنه بات وهماً يبتلعه التهاون بأرواح الأبرياء.
- أمامنا جريمة مكتملة الأركان، عنوانها الاستهتار بأرواح الأبرياء، ووقودها الانفلات الأمني الذي يفتك بنا يوماً بعد يوم، وإن لم يكن هناك وقفة جادة ومحاسبة صارمة، فلن يكون مجد الأخير، سيليه آخرون، وسنجد أنفسنا أمام قائمة طويلة من الضحايا الذين كتب عليهم أن يدفعوا حياتهم ثمناً لطيش مليشيات المجلس الانتقالي.
المصدر | منصة أبناء عدن