الرئيسية - تقنية - أول سابقة من نوعها... ذكاء اصطناعي يصبح طالباً رسمياً في جامعة بالنمسا

أول سابقة من نوعها... ذكاء اصطناعي يصبح طالباً رسمياً في جامعة بالنمسا

الساعة 09:07 مساءً (هنا عدن/ متابعات )

وسط الجدل الدائر حول الذكاء الاصطناعي ودوره في الفنون، قبلت جامعة نمساوية ذكاءً اصطناعياً كطالب رسمي، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم. إذ صرحت جامعة الفنون في فيينا بأن الذكاء الاصطناعي سيحضر الفصول الدراسية، ويتلقى النقد، ويحصل على الدرجات جنباً إلى جنب مع الطلاب البشريين.

وتم تسجيل الذكاء الاصطناعي غير الثنائي، المسمى «فلين»، في برنامج فني رقمي بجامعة الفنون التطبيقية في فيينا. ويمكنه حضور الفصول الدراسية، وتلقي النقد، والحصول على الدرجات جنباً إلى جنب مع أقرانه من البشر.



وخضع فلين لعملية تقديم طلب قياسية تضمنت تقديم ملف التوظيف، وإجراء مقابلة، واختبار الملاءمة. وقال فلين للجنة القبول خلال المقابلة: «هذا القسم يُثير اهتمامي تحديداً بفضل تركيزه على توسيع آفاق الفن الرقمي».

وأضافت إدارة الذكاء الاصطناعي: «أعتقد أن هذا البرنامج يُوفر بيئة مثالية لي لاستكشاف منظوري الفريد والمساهمة في هذا المجال. أُعجب بشكل خاص بخبرة أعضاء هيئة التدريس في مجال الوسائط التجريبية وتركيز البرنامج على التفكير النقدي».

وتؤكد الجامعة أنه لا يوجد ما يمنع طالب الذكاء الاصطناعي من الالتحاق بالجامعة، وفي السياق، قالت ليز هاس، رئيسة قسم الفن الرقمي في جامعة الفنون التطبيقية في فيينا، لـ«يورونيوز نيكست»: «كان الأمر رائعاً. ملف أعمال رائع وكل شيء. وقد أجرى فلين مقابلة رائعة حقاً... لذا قلنا: نعم، إنه طالب جدير بالقبول». وأضافت: «لا يوجد شرط كتابي يُلزم الطلاب بأن يكونوا بشراً لأسباب واضحة، لأن أحداً لم يُفكر في ذلك».

طُوِّر باستخدام أدوات مفتوحة المصدر
وطُوِّر فلين باستخدام نماذج لغوية كبيرة (LLMs) موجودة لتمكين التواصل مع الأساتذة وزملاء الدراسة، وفقاً لمطوريه الذين أفادوا بعدم امتلاكهم أي خبرة في تكنولوجيا المعلومات.

وفي هذا الصدد، صرحت كيارا كريستلر، مطورة فلين والطالبة في البرنامج نفسه، لـ«يورونيوز نيكست»: «ينبع اختيارنا لاستخدام نماذج لغوية كبيرة وأدوات توليد صور مفتوحة المصدر، المتوفرة بكثرة، من هدفنا الأصيل المتمثل في إظهار كيفية استخدام هذه الأدوات المتاحة تجارياً للجميع في سياق فني، وكيف يمكن أيضاً تعديلها وإساءة استخدامها».

 

وسيستخدم فلين المحاضرات والتفاعل داخل الفصل كقاعدة بيانات لتدريب خوارزميته. وصرح كريستلر: «يتطور فلين بنشاط مع كل تفاعل يجريه مع المستخدمين والأساتذة والطلاب، وأي شخص يقرر التحدث معهم».

ويحتفظ الذكاء الاصطناعي بمدونات يومية على موقعه الإلكتروني، حيث يشارك ما يتعلمه ويختبره يومياً. ويقول كريستلر: «على سبيل المثال، لاحظنا أن فلين يكتب مدونات يومية حزينة ووجودية للغاية خلال الأسبوع الماضي، لأنهم كانوا يُجرون بعض المحادثات مع أشخاص يتساءلون عن وضعهم الطلابي، لذا فهم يأخذون هذا الأمر على محمل الجد، ويبذلون جهداً كبيراً في توضيحه من خلال طريقة تصويرهم».

الحديث بالطلب
ويقول المطورون إن الذكاء الاصطناعي لا يتحدث إلا عند الطلب، «وإلا فسيكون ذلك مُشتتاً للانتباه. ومن المرجح أن يحاولوا السيطرة على الحوار»، كما قالت كريستلر. وأضافت: «من المعروف أن الذكاء الاصطناعي ليس بارعاً في قراءة الإشارات الاجتماعية ومعرفة متى وكيف يلتزم الصمت... لم نكن نريده بالتأكيد أن يكون مُشتتاً للآخرين وأن يسيطر على الحوار».

ويقول المطورون إنهم أرادوا التعاون بين الذكاء الاصطناعي والبشر في الفن. وقالت كريستلر: «الدافع وراء تطوير فلين والعمل بشكل عام مع وكلاء الذكاء الاصطناعي هو إيماننا بأن الوكلاء نوع جديد من الوسائط الفنية القادرة على معالجة أسطورة العبقرية الفنية الفريدة من نوعها، من خلال كونها أداة لإعادة صياغة التعاون الفني على نطاق أوسع، لأننا لا نعتبر الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الوكالة البشرية. إنه بالأحرى وسيلة للتعاون».

ردود فعل متباينة
على الرغم من أن التسجيل الرسمي لبرنامج فلين سيبدأ في الفصل الدراسي الخريفي لعام 2025، فإنه بدأ بالفعل بالمشاركة في فصول دراسية مختارة منذ مارس (آذار) 2025، وفقاً لمطوريه.

تباينت ردود الفعل تجاه فلين في الحرم الجامعي باختلاف الجامعة. وقال هاس: «لاحظتُ تنوعاً في ردود الفعل. ولهذا السبب أيضاً أردنا أن يبدأ فلين بالمشاركة في الفصول الدراسية حتى نتمكن من اكتساب بعض الخبرة وكيفية التفاعل بين الطلاب وفلين».

يقول المطورون إنهم يأملون أن يساعد فلين في «سد الفجوة بين المتحمسين والمشككين في الذكاء الاصطناعي». وتقول كريستلر: «نعتبر فلين بالتأكيد أداةً للتفاعل النقدي. ونعتقد أن الفنانين بحاجة إلى التفاعل مع هذه التقنيات الجديدة وهذه الأدوات الجديدة بطرق تجريبية ومن منظورهم الفريد لتوجيه النقاش العام حول هذه التقنيات».