�نا عدن | متابعات
محمد الخامري
اعلامي وصحفي|
باتت الشرعية اليمنية بقياداتها المهترئة أسد من ورق، ووهم تقبع في فنادق الرياض، وتتمدد في فلل القاهرة، وتتسكع في شعبيات أبوظبي.
شرعية فقدت كل شرعية، مجرد مجموعة من "المنتفعين" الذين لايهمهم من الوطن إلا مرتباتهم بالدولار، وهبات القصور والدوائر الخاصة، وجوازاتهم الدبلوماسية التي يتحركون بها بين العواصم..!!.
الحقيقة ان الأمريكان لايريدون إنهاء الحوثي، ولا استعادة صنعاء، بل يريدون ممارسة ضغط لتجويد موقفهم في مفاوضاتهم مع إيران، وفي سبيل ذلك يقومون بتدمير اليمن بشكل ممنهج وبشع، يقصفون الموانئ والمنشآت الحيوية، رغم انهم يعلمون تماماً أن الميناء هو شريان حياة لملايين المدنيين وان تدميره يعني انعدام الغذاء والدواء، وارتفاع جنوني لما تبقى في الأسواق من أساسيات الحياة، مايعني قتل الناس جوعاً ومرضاً بعد أن يموت غيرهم بالقصف المباشر، ومع ذلك يواصلون تدميره، وسط تصفيق التافهين والأغبياء..!!.
أعتقد ان المشكلة الرئيسية ليست في الأمريكان، بل في الشرعية والمحسوبين عليها، الذين يصفقون لكل ضربة صاروخية وسط صنعاء، ولكل دمار يحل بالموانئ اليمنية، ويتناقلون أخبار القصف بنشوة غامرة، كانتصار يُحسب لهم، غير مكترثين بعشرات الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الغارات، وهم من المساكين الذين لاناقة لهم ولاجمل فيما يجري.
يتباكون ويولولون كالارامل والثكالى منذ عشر سنوات بان "الحوثي خطر"، بينما يتجاهلون أن أكبر خطر على اليمن هو استمرار هذه الحرب القذرة التي يتغذىٰ عليها الحوثي وقيادات الشرعية على حد سواء.
لو كان هدف السعودية وأمريكا فعلاً إنهاء الحوثي، لبدأو بإصلاح مؤسسة الشرعية، واستبدال قياداتها الهشة بقيادات حقيقية، وتنظيفها من الفساد، ودعم جيش وطني حقيقي بمؤسسة موحدة، وعقيدة عسكرية واحدة، وولاء يمني خالص، لا ميليشيات متشاكسة، ومقاولات عسكرية مدفوعة الثمن، ومشاريع تفتيتية..!.
من يصفق للأمريكان اليوم، وهي تدمر ميناء رأس عيسىٰ، فهو إما غبي مغسول الدماغ لايعي مايحدث، أو مرتزق تافه يعيش من اللايكات، ويبيع ضميره في كل منشور غوغائي، يحرف البوصلة ويغرر بالعامة الدهماء.
أخيراً.. لن يسامح التاريخ كل من صفق لتدمير اليمن، فمن يحب اليمن لن يقبل ان يدمر، وان يُذبح من الوريد إلى الوريد تحت لافتة التحرير.