الرئيسية - منوعات - نيزك عمره 2.35 مليار عام يكشف سراً عن قلب القمر

نيزك عمره 2.35 مليار عام يكشف سراً عن قلب القمر

الساعة 09:24 صباحاً (هنا عدن/ متابعات )



�وزن يبلغ 311 غراماً، وعمر يقترب من 2.35 مليار عام سقطت صخرة قمرية في شمال أفريقيا، لتكشف لنا أسراراً عن قلب القمر، خاصة مايتعلق بالنشاط البركاني، ويغطي عمرها فجوة مليار عام في عينات الصخور القمرية، حيث تشير إلى أن القمر كان يحتوي على مصادر حرارة داخلية استمرت لعصور.
تم العثور على النيزك وله توقيع كيميائي فريد في أفريقيا عام 2023، وهو ما يسد فجوة كبيرة في فهمنا للتاريخ البركاني للقمر.
تقدم نتائج دراسة قام بها علماء بريطانيون وكُشف عنها في مؤتمر جيوكيميائي كبير، بجولدشميت في براغ، تحليلات عن نيزك شمال غرب أفريقيا 16286، ورؤى جديدة حول كيفية تطور الجزء الداخلي من القمر، مما يسلط الضوء على طبيعة نشاطه البركاني طويل الأمد.
بعمليات توليد الحرارة الداخلية
وتعطي التحليلات التي أجراها باحثون من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة وزناً لنظرية مفادها أن القمر احتفظ بعمليات توليد الحرارة الداخلية التي تدعم النشاط البركاني القمري في عدة مراحل متميزة.
يُرجع تحليل نظائر الرصاص تاريخ تشكل الصخرة إلى حوالي 2.35 مليار سنة، وهي فترة لا تتوفر منها سوى عينات قمرية قليلة، مما يجعلها أحدث نيزك قمري بازلتي يُكتشف على الأرض. يُميزها تركيبها الجيوكيميائي النادر عن تلك التي عادت من بعثات قمرية سابقة، إذ تشير الأدلة الكيميائية إلى أنها على الأرجح تشكلت من تدفق حمم بركانية تجمدت بعد خروجها من أعماق القمر.
كنز معلومات
يقدم الدكتور جوشوا سناب، الباحث في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، بحثه في مؤتمر غولدشميت. وقال: "تُقدم لنا صخور القمر المُستقاة من بعثات إعادة العينات معلوماتٍ قيّمة، إلا أنها تقتصر على المناطق المحيطة مباشرةً بمواقع هبوط تلك البعثات. في المقابل، يُمكن أن تقذف النيازك القمرية عبر فوهات الاصطدام التي تحدث في أي مكان على سطح القمر، لذا، ثمة مصادفةٌ ما تحيط بهذه العينة؛ فقد صادف سقوطها على الأرض، كاشفةً أسرارًا عن جيولوجيا القمر دون تكلفة مهمة فضائية باهظة".
محتويات صخرة القمر
تحتوي هذه الصخرة على بلورات كبيرة نسبياً من معدن الزبرجد الزيتوني، وهو نوع من البازلت البركاني القمري يُسمى الزبرجد الزيتوني-الفايريك. تحتوي على مستويات معتدلة من التيتانيوم ومستويات عالية من البوتاسيوم. بالإضافة إلى العمر غير المعتاد للعينة، وجدت هذه الدراسة أن تركيبة نظائر الرصاص في الصخرة - وهي بصمة جيوكيميائية محفوظة منذ تشكلها - تشير إلى أنها نشأت من مصدر في باطن القمر ذي نسبة يورانيوم إلى رصاص عالية بشكل غير عادي. قد تساعد هذه الأدلة الكيميائية في تحديد الآليات التي أتاحت فترات من توليد الحرارة الداخلية المستمرة على القمر.
عمر العينة مثير للاهتمام
قال الدكتور سناب: "يُعد عمر العينة مثيراً للاهتمام بشكل خاص لأنها تملأ فجوةً تقارب مليار عام في تاريخ البراكين القمرية". وأضاف: "إنها أحدث من صخور البازلت التي جمعتها بعثات أبولو ولونا وتشانغ إي 6، لكنها أقدم من الصخور الأحدث بكثير التي جلبتها مهمة تشانغ إي 5 الصينية. يُظهر عمرها وتركيبها أن النشاط البركاني استمر على القمر طوال هذه الفترة الزمنية، ويشير التحليل إلى عملية مستمرة لتوليد الحرارة داخل القمر، ربما من تحلل العناصر المشعة وإنتاجها للحرارة على مدى فترة طويلة".
صخور القمر نادرة
صخور القمر نادرة، لذا من المثير للاهتمام دائمًا العثور على شيء مميز ومختلف. تُقدم هذه الصخرة تحديدًا معلومات جديدة حول توقيت وكيفية حدوث النشاط البركاني على القمر، لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الماضي الجيولوجي للقمر، ومع إجراء المزيد من التحليلات لتحديد أصلها على السطح، ستُرشدنا هذه الصخرة إلى أماكن هبوط بعثات جمع العينات في المستقبل.
هذا النيزك، الذي يزن 311 غراماً، هو واحد فقط من 31 بازلتاً قمرياً حُددت رسميًا على الأرض. يُشير تركيبه المميز، بما فيه من جيوب وعروق زجاجية منصهرة، إلى أنه على الأرجح تعرض لصدمة نتيجة اصطدام كويكب أو نيزك بسطح القمر قبل قذفه وسقوطه على الأرض. تُصعّب هذه الصدمة تفسير التاريخ المُحدد للصخرة، لكن الباحثين يُقدّرون عمرها بهامش يزيد أو ينقص 80 مليون سنة.