الرئيسية - أخبار محلية - هذا هو حمود الصوفي زعيم شبكة الامارات ضد تعز انه شاعر البطيخ

هذا هو حمود الصوفي زعيم شبكة الامارات ضد تعز انه شاعر البطيخ

الساعة 05:55 صباحاً (هنا عدن/ خاص )

لا أعرف حمود خالد الصوفي، ولا أرغب أن أعرفه. لكنني حين قرأت مطلع نصه الموسوم "بتواشيح ملائكية"، شعرت بأن الرجل انحدر إلى هاوية لا تليق إلا بالهزل. ثمة لحظة مأساوية يعيشها بعض الساسة حين يسقطون من عرش السلطة، إذ يتحولون من صانعي قرارات إلى متسولين للكلمات. إنهم يكتشفون فجأة أن الكلام آخر ما تبقى لهم، فيتعلقون به تعلق الغريق بخشبة تالفة. هكذا يجد الصوفي نفسه شاعرًا متأخرًا، يكتب نصًا يائسًا عن تعز، وكأن الكتابة تعيد له وجهًا فقده منذ زمن بعيد.قلتُ في نفسي، لعل نبيل شمسان، بعد خمس سنوات، سيتحوّل إلى شاعر أيضًا، يكتب قصيدة ركيكة يدّعي فيها أنه مظلوم، وأن أبناء تعز قد جحدوا فضله!

غير أن رغبته الأعمق ليست الشعر، رغبته عودة مستحيلة إلى مقعد السلطة. يحلم أن يعود على متن مركبة إماراتية، محاطًا بموكب يعيد تمثيل مجده الزائف. لكنه، في العمق، يدرك أن هذه العودة لا تحدث إلا في خياله، لأن الزمن الذي صعد فيه قد انتهى، ولأن الأبواب التي فُتحت له ذات يوم أُغلقت إلى الأبد. يعيش مأزقًا، سياسي لم يعد سياسيًا، ورجل سلطة لم يعد يملك سلطة، فيلجأ إلى كتابة نصوص فارغة يظنها أدبًا.



الأدهى من ذلك أنه وصف تعز بأنها "ذليلة". هنا يظهر الانفصام بأوضح صوره، مدينة قاومت الحصار والجوع والخذلان، وصمدت أمام كل محاولات التركيع، تُختزل في كلمة واحدة، قالها رجل فقد بوصلة المعنى. إن وصفه هذا ليس إهانة لتعز بقدر ما هو اعتراف عميق بانهزامه الداخلي. عندما يعجز السياسي عن إدراك معنى الصراع، يحوّله إلى شتيمة.

تعز ليست "ذليلة". إنها مدينة تعيد اختبار ذاتها. صراعاتها الداخلية ليست سقوطًا تظن، هي إعادة ترتيب لمعادلاتها. المدن الحية تمر بلحظات من الفوضى كي تستعيد توازنها.  أشبه بالكائن الذي يمرض ليقوّي جهازه المناعي، أو بالنهر الذي يتكدّر ماؤه قبل أن يعود صافيًا. العدو يعرف هذا، لكنه يخشاه؛ بينما يبقى الصوفي عاجزًا عن إدراكه، لأنه فقد القدرة على القراءة خارج قاموس السلطة.

مأساة حمود خالد الصوفي ليست شخصية فقط، بل هي انعكاس لأزمة النخبة اليمنية بأسرها. حين تفقد السلطة، لا تعود قادرة على مغادرة المشهد بكرامة، تحاول التشبث بهامش ضوء، ولو عبر كتابة نصوص هزلية أو إطلاق عبارات ساذجة. هكذا ينكشف العجز، في صورة "تواشيح" متوهمة، أو في جملة رديئة تصف مدينة بكاملها "بالذليلة"....!

#شاعر_البطيخ
كتب /صهيب المياحي