(( جامعــة الإرهاب العاطفــي ))

2014/02/28 الساعة 10:10 مساءً

 

صدق ثم صدق  ولا مجال لكي لا تصدق  فاغلب طلاب جامعة صنعاء لربما بأمس الحاجة الى مراكز   نفسية لتدارك ما يمكن إدراكه منهم .

 

سأحكي اليك  مثلاً قصة  صديقاً  لي أعرفه جيداً ، درس  مرحلته الثانوية في بيئة ذكورية خالصة  ، إعتاد خلالها على  اختلاق المشاكل والاشتباك كل يوم  مع واحد من زملائه بالحجارة  ..  فجاءةً  انتقل الى التسجيل في الجامعة  وراح  في اول يوم من دراسته في كلية  الصيدلة وهو يرتدي شميزه الاحمر الفاتح .. مغلقاً جميع  ازراره حتى الرقبة وبدون كاوية  .

 

 دخل  الطلاب قاعة المحاضرة  ودخلن معهم زميلاتهم  وقسم الدكتور  القاعة الى نصفين  الى اليمين جلس الطلاب  وفي اليسار  الطالبات ..  الامور هنا خارج نطاق السيطرة بالنسبة للطرفين  .. حالات الطوارئ والاستنفار ضرورية  .

 

الدكتور وحده  في المقدمة يعرفهم عن نفسه مثل جهاز الراديو الذي  كان جدي يتركه في الركن من  سقف المنزل  ثم يأخذ جدتي فاطمة  الى  المطبخ ويتناول معها الافطار  .. وكنت اذهب انا سراً  لتحويله من  اذاعة مكة الى راديو bbc  هنا لندن   وكنت اتخيل  نفسي حينها  باني انا المذيع . 

رقاب  الكثير من الطلاب  تكاد تصاب بالانحراف  وهم يسترقون  النضرات  استعداداً للصيد والافتراس  واخذ نصيبهم من كائنات هذا العالم الغريب العجيب  .

 

 

هن الاخريات  مصابات بنفس الصدمة  القليل منهم  تجاوز ذلك بحكم الدراسة في المدينة او المعاهد وكسر قليلاً من الحاجز  ويتعامل مع الموضوع  بشكل طبيعي .. فيما يذهب  البعض منهم   لاستعراض  ذكورتهم   على حساب  زميلاتهم  بنفس طريقة الضرب والرجم بالحجارة  خلال مرحلة دراستهم السابقة .

 

اسبوع بالكثير  ويتم توزيع الحصص  والبضاعة    ليبدأ  كل واحداً  منهم بعدها  بالملاحقة واحياناً يحدث العكس  .. كما يتم اشهار واطلاق المبادرات واللجان   خلال  الشهر الاول من الدراسة  مع مراعاة  الدقة في اختيار الجنس الثاني  تبعاً للمصالح والعلاقات المتوقعة  في المستقبل بين البلدين .

 

بعدها يتم الاتفاق على موعد للاجتماعات ولو  على  طاولة   صاحب البوفيه المسكين والوحيد ، ومن هنا مش حتقدر تغمض عينيك ..  سأتابع لك رواية  بعض تفاصيل المسلسلات الالتي تحدث ؟

 

لقد اصبح  الطالب صاحب القميص الاحمر صديقاً لزميلته الشقراء  بنت  المدينة ويبدوا عليها  الاغراء من  صورتها الشخصية في الفيس بوك  .. تتوسع الامور وتصبح المساءلة اكبر من مجرد مبادرة شبابية  او لجنة علمية  تافه كما تم الاتفاق عليه  منذ البداية .

 

 البعض  يتبادلان الحديث بشكل طبيعي جداً  .. لكن الكارثة عند من   قد تخرج الامور عن سيطرتهم خصوصاً بالنسبة  لصاحب البلاد  الذي قرر تفجير قنبلته  كخيار حاسم  ونهائي .

 

تسلل الملذوع  الى صفحتها  بنفس الطريقة  ورجم اليها عشوائياً بالرسالة الاولى  خاطبها في أول جملة

(  حبيبتي  ) !! هههه

 

 

واستقبلتها هي بغرابة  ثم  قامت  بإعلان حالات الاستنفار والطوارئ بشكل رسمي .. دون ان  ترد عليه اطلاقا  يستمر الملذوع   في ارسال الثانية والخامسة والعاشرة  دون جدوى  .. بل ويأتي  ليسالني بكل غباء   ماذا أفعل .. أجيبه  المصحة او الانتحار .

 

تتبخر  المبادرات وتدفن اسماء اللجان وينتقل الجميع الى ساحة  اللعب بالنار تارة وبقرش الموز  مرة اخرى  بالنسبة لصديقي صاحب البلاد الذي صار يرتدي الجنز والجاكت  أغلب وقته اصبحت اشاهده يضع يداه على راسه ويستمر في الحديث مع   نفسه  وحيداً ، 

 

احياناً يمسك هاتفه المحمول  ويتصفح  كل الرسائل التي ارسلها اليها  دون  فائدة ..  ويسترجع ردها الوحيد بقولها له .. اعتبرك مثل  اخي  وزيادة  .. وتتبعه بالسؤال : ترضى ان يحدث مثل هذا لاحد كريماتك  ؟ 

 

انا الان لا  احدثك بهذا الكلام بغرض  التسلية ..  هذا هو  الواقع  الحقيقي  الذي يحدث  في جميع كواليس  جامعة صنعاء كما  اعرف واسمع عن  الكثير من الزملاء .

 

 أقرب ما يمكنني  ان اقول  عن الكثيرين منهم  انهم  اصبحوا اقرب الى  مشاريع  حالات وازمات  نفسية معقدة وصعبة للغاية وكذلك هن بالمقابل  ان لم يكن جنانهن  اشد  وازيد .

منهم من اودت به الامور  الى امور كارثية   والقليل من يستفيد ويقدر على معالجة الامور   واستكمال   المشوار   بتوازن .

 

قد يعترف لك   الطلاب جميعهم  بسذاجة  تفكيرهم  منذ البداية  بل ويؤكدون لك انهم  يشعرون   بالفراغات العاطفية الكبيرة كما يشعرون ايضاً بنقص الحنان من أمهاتهم  وأبائهم بشكل اكبر لكنهم قد لا يخبرونك انهم  لا يزالون  يفطرون بحبتين خمير وواحد شاهي احمر ، ويمشون على ارجلهم  ولم يقدروا على استئجار غرفة صغيرة بملغ 10 الف ريال .

 

من الطبيعي جداً  ان يكون هذا هو نتاج وعينا و ثقافتنا المجتمعية   التي تطاردنا  حتى داخل اكبر  حاضنة تعليمية وتنموية في البلد – الجامعة – .

 

بالنسبة  للفتيات وان كن يتحملن الوزر الاكبر من المشكلة  والتي قد تلحق بهن مستقبلاً  وستؤدي  حتماً الى تضخم نسبة العنوسة خصوصاً  فئة خريجات الجامعات اضافة الى فئة الفتيات اللواتي ينخرطن في مشاريع المجتمع المدني كما  جاء في تقرير الزميل الصحفي – سمير حسن – مراسل موقع الجزيرة نت - قبل ايام وتطرق فيه الى مقدار هذه النسب والمتعلقة  بهذا الموضوع وبالأرقام . 

 

ناهيك عن الكتائب السوداء  المتسللة من وراء  الحدود  اليمنية بحثاً عن  اخوة  الشاب  عرفات كنايةً لما حدث قبل ايام مع الفتاة السعودية هدى أل النيران وقبلها  مع الفتاة الاسترالية التي اعلنت عن  غرامها بشاب يمني اخر  وهذه بوادر غير مطمئنة بالنسبة  للإنتاجنا  المحلي في بلادنا من الكائنات البشرية .

 

  وهنا فقط نقدر أن نعيد  اسباب المشكلة  الى جذورها والمتمثلة في تركيبتنا المجتمعية المتأخرة والفهم المغلوط  والذي قد  يجبر بعض الاباء  مثلا على التفكير ان دخول  ابنائهم وبناتهم في احد مقاهي   الانترنت لإجراء بحثاً  علمياً طريقاً  خصباً الى الانحراف .

 

بمثل هذه الإشعارات  تنتزع الثقة  ويتولد  الشعور بالنقص لدى الطرفين فيذهب كل منهم لتعويضه واشباعه  في مكان دراسته ومكان مروره   في الشارع او ركوبه في الباص حتى  وفي كل مكان .

 

ويستمر البحث عن مزة ( فتاة )  حسب التعبير الدارج  لدى الكثير من الشباب او  البحث  عن فارس الاحلام بالنسبة للكتائب السوداء – الطالبات -  بالمقابل  .