عندما يتذكر الإنسان حال عدن قبل عامين من الآن ، وتحديداً يوم أن صدر القرار الجمهوري بتعيين الأخ المهندس وحيد رشيد محافظاً لها ، ويقارن ـ بأمانة ـ بين ذلك ، وبين واقع المحافظة الآن ؛ في ظل إدارته ؛ فلن يجد ـ البتة ـ وجها للمقارنة ، فشتان، ثم شتان بين الثرى والثريا ، والليل المدلهم ، والنهار الساطع .
وقبل أن أخوض في التفاصيل ، ولأقطع حبال الوساوس الشيطانية لدى البعض ؛ فإنني ـ والله على ما أقول شهيد ـ لم أكحل ناظري برؤية مكتب الرجل منذ كان في الخليج الأمامي بعدن يوم أن كان وكيلا للمحافظة ، وحتى الآن ، ليس لشيء؛ ولكن لأني شعرت بجد أن الرجل زاهد فيما يحبه غيره من التلميع ، والنفخ الذي ينفق غيره الأموال الطائلة من المال العام من أجل نثره في مجالسه ، وفي منابر الرأي العام المختلفة، من صحافة وغيرها .
لقد أدرك المهندس وحيد علي أحمد رشيد ـ كرجل قيادي ، مهني من الطراز الأول ـ منذ كان وكيلاً للمحافظة عام 1994م ؛ وحتى الآن وهو محافظ ؛ أهمية ألا يكون وحيداً ، أو مستفرداً ، أو مستبداً بشيء ؛ فظل لذلك ، وما يزال ؛ قائداً ، و( مايسترو ) لمجموعة ، وفي مجموعة من الإداريين ، كل يعمل فيما يخصه ؛ في معزوفة البناء ، وخدمة الإنسان ، وسعادته في هذه المحافظة الجميلة ، وناسها الطيبين .
نقول ذلك أداء للأمانة ، في رجل أدمن العمل في خدمة الناس، دون استثناء ، وبهذه المناسبة ( مرور سنتين ) منذ توليه منصب المحافظ لهذه المحافظة ؛ التي تسلمها حينها حطاماً ، وتلالاً من القمامات الممزوجة بمياه مجاري الصرف الصحي ، ومزقاً ممزقة بين الأهواء والجماعات ، ومآسي يومية ، وتفجيرات ، واغتيالات ، وأحياء ، وشوارع مغلقة ، ووقف بذلك معرضاً روحه للخطر ، بفدائية ، وإيثار ، ومع كل الشرفاء والمخلصين ؛ أمام جبال من التحديات الأمنية ، والتنموية ، والبيئية ، والصحية ، ونزل بنفسه مع الجهات المختصة ، كل فيما يخصه ؛ إلى الشوارع، لحل مختلف القضايا ، بما فيها نظافة المدن والأحياء ، متحدياً الصعاب ، ومشاركاً ـ كعادته ـ مع الكل ؛ في كل عمل نبيل ، وفعل بناء ، وجميل .
لقد أدرك هذا الرجل القيادي ، جميل السريرة ، وشفاف الروح، بحس الحكيم المحنك ؛ أهمية العمل الجماعي ، فأشرك معه كل ألوان الطيف ، دون احتكار ، أو تحزب ، أو مناطقية ، أو قبلية ، وبمهنية ، وشفافية تامة ؛ في اتخاذ القرار ، وفي التنفيذ ، وعلى أساس الإخلاص للوطن ، والتخصص المهني ، رافضاً كل صور الفساد التي كانت تنخر في مختلف هياكل العمل في المحافظة ؛ ومنها الحزبية والمناطقية ؛ التي أدت إلى تحميل ميزانية الدولة أعباء مثقلة في كل تعيين كان يتم في هذا المنصب ، وفي مختلف المؤسسات والمصالح الحكومية .
كان هذا بحق هو سر نجاحه المتواصل على كل صعيد ، ابتداء بجهوده لإحباط تحركات تنظيم القاعدة الإرهابي ، ومختلف مظاهر الإرهاب في المحافظة ، والتي كانت تنوي الانقضاض على عدن من المحافظات المجاورة ، وجهوده عموماً لترسيخ الأمن والاستقرار ؛ كقاعدة لكل بناء ، ومروراً بتطمين الاستثمار، والسياحة ، وتحسين الأوضاع البيئية ، والصحية ، وإعادة الخدمات إلى وضعها الطبيعي ، من ماء ، وكهرباء ، وغيرهما، وانتهاء بتطبيع الحياة في المحافظة ، ورفع مختلف مظاهر الخوف الاستثنائية .
لهذا كان لا بد ، ومن الطبيعي أيضاً ؛ في ظل هذه النجاحات الشاملة ؛ أن يواجه هو ردة الفعل السلبية لأوكار الفساد ، والتطرف السياسي والمذهبي وإعلامهم الهدام ، وأنصارهم؛ الذين ما برحوا يملؤون الأسواق ، والمجالس ، وكل مناسبة بوساوسهم ، وترهاتهم ، وأباطيلهم ، إذ لا بد لكل نجاح من أعداء، كضريبة لازمة ، وخصوصاً أن البعض ما عادوا يضعون حساباً لجانب الاختصاص ، فتجدهم يتكلمون في كل شيء ، وإن كانوا لا يفقهون شيئاً ، ولا يجيدون شيئاً ؛ حتى بلغ الحقد أوجه بمحاولة الإغتيال المعروفة ، والهادفة إلى إيقاف ينبوع الخير والسلام ؛ الذي تدفق على عدن ، ومن أرضها ، وخيرة ناسها يوم 2 فبراير 2012 م ، والمتمثل بهذا الرجل المخلص ، والمنصف حتى مع الخصوم .
وإذا كنا اليوم نقدم هذه الشهادة المتواضعة ؛ براءة للذمة ؛ فإننا نعتبرها كذلك دعوة لكل الرجال ، والنساء المخلصين ، والصادقين في هذه المحافظة ؛ ليقفوا صفاً متراصاً ، وكل في موقعه للعمل مع هذا الرجل المخلص ، وأمثاله من الرجال المخلصين ، انتصاراً لعدن ، وحرصاً على مستقبل الأجيال ؛ التي يريد البعض دفعها نحو كوارث القبلية ، والمناطقية ، والسلالية ، ومنزلقات التطرف بكل صوره المقيتة .