عدنان الأعجم
سأخاطب المهندس وحيد رشيد بلغة الواقع، وبلسان مواطن من هذه المدينة الطيبة، وليس بلسان (البيض) الانفصالي أو (حميد) الوحدوي أو (اللواء علي محسن) قائد الفرقة الأولى والأخيرة.
سيادة المحافظ.. هل تعلم أنك محافظ لعدن؟ على الأقل هذا ما يجب عليك أن تعرفه وهو ما يجعلك بالضرورة تنتهج ترشيدا للخطاب, للتوافق لا التصعيد.. فعدن اليوم بحاجة إلى تنمية أكثر من السياسة، وإلى بناء يوازي الهدم على أقل تقدير.
سيادة المحافظ.. يجب أن يعمل الجميع من أجل عدن وليس غير عدن. يجب ألا نكون وكلاء للآخرين في عدن لنتفرغ لعدن ولندع الوحدة لحماة الوحدة.
جميعنا ضد العنف من أي طرف سواء أكان مفتعلاً أو مستورداً، والحلول القمعية فشلت في أنحاء المعمورة كافة! فلا تتوقعوا أن تنجح في عدن؛ مدينة الثقافة والتسامح والإخاء، وعدن بطبيعتها حاضنة للسلام وبيئة غير مناسبة لكل أنواع العنف.
سيادة المحافظ.. لا أعتقد أن (الضلاعي) أكثر حرصاً على عدن من أبناء شبوة وأبين والضالع وردفان والصبيحة، فهي لها أفضال على آبائهم وأجدادهم، فلا يقلقك هذا الجانب.
هل زرتم أحد المستشفيات الحكومية، وأجريتم إحصائية عن عدد الوفيات بسبب انعدام الرعاية الصحية أو ارتفاع تكاليف العلاج؟ هل بحثتم عن عينة من الشباب الذين هم بحاجة إلى وظيفة؟ هل فكرتم بصرف مساحة من الأراضي للشباب؟ ثم: لمَ لا تحصل عدن على فتات من (الكباري) التي تشيد في صنعاء؟!
نعلم أنكم أتيتم في ظرف استثنائي، لكن هذا لا يعفيكم من المسؤولية إزاء ما يحدث في عدن وأنتم أحد أبنائها الأبرار.
سيادة المحافظ.. عدن لن تكون غداً كاليوم مثلما اختلف اليوم عن الأمس، ولا نعلم إلى أين ستتجه الأوضاع ولا يعلم الغيب إلا الله، ولكن ما نعلمه أنه لن تبقى الأوضاع على ما هي عليه.
وأخيراً سيادة المحافظ.. نتمنى فتح حوار مجتمعي شامل، دون انتقائية، فهذا لصالح عدن مادام الجميع يتغنى (بحب عدن)، والرأي والرأي الآخر مطلوب مادام يحمل الطابع السلمي، وعدن مدينة التنوع، فلا ترغموا عدن على أشياء لم تعتد عليها!.. وكل الخيرين لن يكونوا إلا عوناً لما هو إيجابي.. وعدن عشق لا ينتهي.