منذ عدة اشهر انبرى بعض المسؤولين في محافظة عدن بالتصريح والاعلان عن النية في صرف بقع أرض للشباب.. أيامها اكتظ مكتب الاسكان بالشباب المسكين الذي ما صدق أن يحصل على مثل هذه الفرصة فهي في نظرهم فرصة لا تعوض.
امتدت الطوابير واشتد الزحام وسارع الكل لكتابة الطلبات وتعبئة الاستمارات وتصوير الاوراق الشخصية و(بالألوان) والتوقيع والتبصيم و..و..و..الخ.
جميعهم كان لديه أمل فأخيرا سيكون للعدنيين نصيباً في ارضهم المنهوبة، لا يعلمون أن عدن المسروقة قد قسمت منذ امد بعيد لاصحاب الرتب والكروش وما عاد فيها خرم ابرة يأوي ابنائها فهم في درجات المواطنة يقبعون في ادنى السلم.
فشل ذريع وعجز واضح ومستمر للقائمين على شؤون هذه المحافظة المظلومة في تلبية احتياجات مواطنيها وتحقيق طموحاتهم، بل قل هو اسوأ اساليب المراوغة والخداع بهدف امتصاص غضب الشباب المحتاج العاطل، حتى اذا تحقق لهؤلاء المسؤولين ما رموا اليه و صدق الناس الكذبة اذا بهم يماطلون بل يطوون الملف كأن شيئا لم يكن ولا من سمع ولا من دري، فنحن بصراحة لدينا مسؤولين يجيدون باقتدار الرقص على معاناة ضحاياهم.
مواطنو محافظة عدن اليوم ما عاد لديهم أية ثقة بمسؤوليهم فهم يسمعون الوعود منذ عقود يسمعونها ضجيجا وبأصوات عالية صاخبة لكن عند التنفيذ يجدونها وقد تخطفها الطير أو نثرتها الرياح، فوعود مسؤولينا وكلماتهم كالزبد الذي يذهب جفاء ولا ينتفع منه الناس.
العدنيون الذين كسا القهر والسخط قلوبهم لما يرونه من استباحة ونهب وسرقة لاراضيهم يدركون جيدا ان هناك من يسعى باستماتة لذبح عدنهم ونهب كنوزها وخيراتها، لكنهم سيظلون ثابتين في أرضهم فليس من شيمهم الاغتراب عنها أو التنازل بها فحب عدن منحة آلهية تتجذر في قلوب ابنائها.