عبدالعزيز الثعالبي ورؤيته للدولة الاتحاديه اليمنيه

2014/03/14 الساعة 02:41 صباحاً

ان من الكتب المهمه التي اهتمت بالرحلات الى اليمن وعنيت بحال الامارات والسلطنات اليمنيه سواء في الجنوب او الشمال كتاب الرحلة اليمنيه لرجل عربي من تونس ، ولد سنة 1874 ، وسافر في رحلات مليئة بالأشواك والعذاب ، واستمرت حتى عام 1944 ، وتوفي في تونس . وكانت رحلته الطويلة الشاقة بحثا عن كنز أجمل من الشمس . كان يسافر في ذلك الزمن الصعب ، المخنوق بكوابيس الإحتلال الفرنسي والإيطالي والبريطاني ، بحثا عن حبيبة اسمها : الوحدة العربية ، حيث العروبة والإسلام يشكلان مفهوما واحدا . انه الثعالبي الذي المه حال الامه الاسلاميه سيما بعد سقوط الخلافه العثمانيه فقام بجولات ورحلات الى الاقطار العربيه والاسلاميه ومن هذه الرحلات الرحله اليمنيه التي ابتدأها من عدن مرورا بسلطنة لحج الى ان وصل الى صنعاء والتقى بأمامها يحي 
اراد الثعالبي ان يعقد مؤتمر عام لتوحيد اليمن برعاية الامام يحي بن حميد الدين وقام الثعالبي بتنقل بين الامارات والسلطنات اليمنيه من اجل ان يقنع هؤلاء بضرورة حضورهم الى هذا المؤتمر 
وقد طاف العديد من المناطق من اجل ان يصل الى الهدف الذي جاء من اجله وهو جمع شمل الامه 
وبعد هذا الجهد راى الثعالبي انه ليس من الممكن ان تقوم وحدة اندماجية بين هذه الامارات والسلطنات والمشيخات بسبب ان كل سلطنة ومشيخة وامارة لها خصوصيه تتميز بها عن الاخرى وايضا لوجود تنوع بين هذه السلطنات .
وقد تمكن الثعالبي خلال رحلته الى اليمن من 13/اغسطس للمنطقه الى16اكتوبر 1924م من اقناع كافة الاطراف بضرورة حضور هذا المؤتمر 
مع العلم انه وصل الى قناعة ان الوحده الاندماجية لاتناسب المجتمع اليمني وان الانسب لهم هو قيام دولة اتحادية يكون لكل سلطنة ومشيخة استقلاليتها بما يضمن الامن والاستقرار بشكل عام وقد قال (تحادثت مع كثيرين من اقيال اليمن واصحاب السلطات في تلك الاطراف وكلهم قبلوا الفكرة مبدئيا ولكن نقطة الخلاف على مايظهر لي كانت انهم يريدون ان يتفقوا مع اليمن (الدوله المتوكليه ) في السياسة الخارجية والدفاع عن البلاد لكنهم يريدون ان يبقى لهم استقلاليتهم
وبعبارة اخرى يريدون ايجاد نظام (اتحادي) بشرط ان تستقر حكومة اليمن ويستقر التعاون مع نظامها السياسي في شكل دستوري يضمن لكل البلاد حقوقها )
وقد ناقش الثعالبي معهم برنامج اصلاح نظام الحكم ووضع الاليات لذلك قبل الاتفاق يقوم هذا النظام على تسيير دفة السياسة في لداخل والخارج من قبل رئيس الوزراء الذي يتولى السهر على مصلحة المواطنين ويقوم على تقوية الامن والجيش وصيانة البلاد وايجاد الوسائل الكافلة للنقل والمواصلات وترقية المدن وحفظ الصحة والزراعة وايجاد المدارس الكافية لتربية الامة والاهتمام بالاقتصاد وترتيب المحاكم واصلاح القضاء وتقليد الوظائف لاصحاب الكفاءات وايجاد الهيئات التشريعية والبلدية ومنع الولاة من الاستبدادوغيرها من الانظمة 
فياسبحان الله هذا الكلام في سنة 1924م في ذلك الزمان وهؤلاء يحملون هذا الفكر المتقدم وهذه العقلية الراقية التي تسعى لحفظ الامن والاستقرار
حيث سبقت عقول اؤلئك الامراء والسلاطين عقول كثير من السياسيين المعاصرين بتلك الرؤيه التي كانت تسعى الى ايجاد دولة اتحادية تحافظ على الامن والاستقرار في البلاد ولكن بسبب قلة الفهم وصلنا الى ما وصلنا اليه من حقد في البلاد بسبب حب التملك والسيطرة من اطراف معينه لايهمها ان تكون البلاد امنه ستقرة بقدر ما يهمها كم من الثروات ستجمع 
لكن هانحن اليوم نعود الى تلك الافكار التي كان ينادي بها الاجداد هانحن نعود الى الدوله الاتحادية التي رسم خطوطها اصحاب العقول الكبيرة من سلاطين وامراء هانحن نعود الى الدولة الاتحادية التي تضمن لكل اقليم حقه في السلطات والثروات