ولم أرى في الناس عجزا
كعجز القادرين على التمام
رحمة الله تغشاك يا قائل هذا البيت ولله درك كانك حي بيننا
بمناسبة الذكرى الأليمة على قلوبنا جميعا – شهداء جمعة الكرامة - ما عسانا أن نقول لهم
هل يمكننا أن نقول بأننا حققنا الهدف الأسمى والتي من اجله سالت دماؤكم الطاهرة فأزحنا الكابوس وأسقطنا الطاغية وأخذنا بالثأر لكم واسترددنا الأموال المنهوبة .
وهل يمكننا أن نقول لهم بأننا أزلنا دولة القبيلة ومسحنا حكم العسكر وبددنا النظام العائلي وقهرنا السلالية والمناطقية واستبدلناه بدولة النظام والقانون دولة العدل والمساواة دولة الحرية والحقوق دولة الديمقراطية واحترام الرأي
أيها الشهداء عذرا:
السلمية سلاحكم التي قتلنا بها
أيها الشهداء عذرا لم يكن هناك فرق لو اخترتم طريقا غير الذي سلكتموه
صبرنا عليها كان اخف بكثير من صبرنا على نهجكم السلمي .
انتم الآن بسلام وأحياء عن ربكم ترزقون
باستشهادكم رزقتم السلامة
وبحياتنا منحن الذل والندامة
ليتني اقدر على نقل الحقائق إليكم وأمنحكم صورة مصغرة عن وضعنا المأساوي
فالمخلوع مزال متربعا على العرش
وله الإذاعة دجن المذياع لقنه البيان
وله الإمامة والزمامة
وله الزعامة
وله العمامة مترعا بالصولجان
دماءكم كانت وما زالت نورا ونار
انتم قناديل الفجر بحق
وبسببكم فتح لنا المخلوع أبواب الشر فتحالف مع الشيطان ليخمد نوركم فستعار الكلافيت لضرب الكهرباء واشترى القاذورات ليقطع بها الطريق وتحالف من مخلفات البشر والبهائم للانقضاض على وفاقكم .
أيها الشهداء عذرا
لن انقل مآسينا وآلامنا ولن نستجدي منكم حلا لواقعنا
لن أقول لكم أن تلك القامات الوطنية والتي أشدتم بها كانت تعمل بالظلام وتخطط لتجزئة البلاد وتركونا ونحن بأشد الحاجة إلى موقفهم السابق لن أقول لكم تركونا ونحن في عنق الزجاجة لا لن أقول لكم ذلك .
هل ستفهمونني لو قلت لكم بأنه تم الانتقاص من أهداف ثورتكم وتحت ذريعة حقن الدماء التي من بعدكم فجعلت المبادرة الخليجية والتي بموجبها تنازلنا عن دمائكم بل ومنحن قاتلكم الحصانة الكاملة وجعلناه فوق المساءلة القانونية .
أيها الشهداء
مازال حصار السبعين مفروضا على صنعاء
لقد عاد الظلاميون من جبال مران وكأنهم الزواحف تدب على الأرض
تكاثر أنصار الكهنوت
اشتد علينا سواد الليل
وكلما قلنا عساها تنجلي
قالت الأيام هذي المبتدى
أحسنا البداية ولم نستطع استغلال النهاية
صفارة الحكم جمال بن عمر لا تعمل وساعته معطلة
وكلما اقتربنا من تحقيق الهدف رفع لنا مراقب الخط إشارة حظر التسلل.
لكني في نهاية المطاف ساترك مساحة للأمل والفأل الحسن
وسأقول بأن كل ذلك سحابة صيف
وأننا نخطو نحو تحقيق الهدف ولكن بخطا متثاقلة
وكلما خطونا خطوة جثونا على صدورنا احترازا من الاختناق بالغاز المنبعث من شعاب سنحان والمتجه نحو العرضي.
أقول لكم أيها الشهداء لن تتعثر مسيرتنا ولن نتنكب الطريق .
فوضوح المعالم كفيلة باقتياد سفينة ثورتنا والخروج بها من الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان
وأبشركم بأن كل قطرة دم من دمكم أشعلت ثورة فيمن بعدكم ولن تخمد حتى تحقيق كامل أهدافكم
وإنا لمنتصرون.