من لا يفهم أبجديات العمل السياسي وواجبات الجيش والأمن هو من تسبح بحمده
نشرت صحيفة الثورة الرسمية يوم الأحد 3أبريل مقالاً بعنوان غريب (لمن يريد أن يفهم)!!1تحت توقيع أغرب (المحلل السياسي) دون تحديد من هو هذا المحلل السياسي!! جاء المقال بتحليل لكنه تحليل بمعنى لغوى أخر وليس الذي نفهمه فغرض المقال (التحليل عكس التحريم) فالمحلل السياسي الجهبذ يجعل كل ما فعله ويفعله الرئيس عبد ربه حلالاً لاحرمة فيه شرعاً !! وربما أن التحليل السياسي المقصود في ذاك المقال على وزن( تحليل البول) في مختبرات الأطباء !!!!
حوى المقال كل شيء إلا السياسة والتحليل السياسي ، وكان ظاهراً تماماً أن غرض المقال أن يتحول اليمنيون جميعاً إلى (مسبحين بحمد عبدربه منصور هادي ومقدسين له)!!! نسي المقال أهم عبارة كان عبدربه يريد أن تكتب وهي (اللي ما يسمع الكلام سأطرده من مملكتي الخاصة اليمن)!!!
سأفند ماورد في ذاك الهذيان الذي تم تقسيمه إلى ثمانية أجزاء أو مقاطع وبثمانية أجزاء أو مقاطع أيضاً .
في الجزء الأول وردت عبارات (اضطراباً حاداً –دون وعي – مستأجريها – اختلاق الأكاذيب على شخص الرئيس – كيل الإتهامات –اساءات –تهويمات – يغذيها الخيال المريض- العواطف العمياء الجاهلة ) لغة راقية جداً وتحليل بول وبراز من السطر الأول !!! كل هذه العبارات استهلال في قمة الأدب من المحلل الجهبذ موجه للأطراف السياسية وللكتاب والصحفيين لماذا لأنهم (يختلقون الأكاذيب على أمير المؤمنين الخليفة العادل سادس الخلفاء الراشدين صاحب الذات الرئاسية المقدسة التي لايجوز الحديث عنها )!!! إذا بشراكم بيمن جديد يقدس فيه الحاكم ويعبد ويسجد له ويسبح بحمده!!!.
في الجزء الثاني وردت عبارات ( المتابع الحصيف -السفاهات – الأقاويل –المتوهمة – لايمكن أن تصدر عن أناس لايفهمون أبجديات العمل السياسي- لاصلة لهم بالهم الوطني ولابالخوف على مصالح البلاد ولابالحرص على ماتحقق – انجازات عظيمة – مسار التحول الوطني – التأسيس لصفحة جديدة تطوى صراعات الماضي بمأسيها وتحفظ دم اليمنيين ووحدتهم)!!!ولايساورني أدنى شك أنه لايكتب مثل هذه الكلمات شخص كامل الأهلية القانونية خصوصاً أهلية الوعي بما يدور حوله!!وما زادني قناعة بعدم وجود هذا الشخص في عالمنا نحن اليمنيين أنه يتحدث عن انجازات عظيمة وعن انتهاء الصراعات وعدم سيلان الدم اليمني والحفاظ على دماء اليمنيين !!! بل تم تحقيق انجاز أعظم هو الحفاظ على وحدة اليمنيين !!! وكأن من يقتلون يومياً مجرد كاميرا خفية سيقومون من قبورهم خلال دقائق ليقولوا (إذا عاوزين نذيع حنذيع ...وإذا مش عايزين مش حانذيع)!!!.
في الجزء الثالث وردت عبارات (التذكير – النصيحة- هؤلاء – رئيس عصابة – مؤتمن – يمكن استدعاءه أو دفعه في أي لحظة) وهذا الجزء لايذكر ولاينصح بل يهدد بوضوح في مقدمته كل من يخالف أوامر الفندم عبدربه صلى الله عليه وسلم !!! ويدعي أن (رئيس بدروم منزل السنينة) يدرك واجباته وأنه مؤتمن على مصلحة شعب بأسره!!! وهذه حقيقة لكنها من باب تسمية الأعمى بالبصير في اللغة ومن باب الذم بما ظاهره المدح في البلاغة!!! وأيضاً أكد الكاتب أنه فاقد الأهلية ويعيش في عالم النشوة الذي يجعل كل قبيح جميلاً !!.
في الجزء الرابع وردت عبارات ( هؤلاء المتعطشين للدم والقتل – منطلقاتهم الضيقة – مصالحهم الأنانية – ورغباتهم التدميرية-لاتقوى على العيش والإزدهار إلا في ظل الصراعات –ماتوافق عليه اليمنيون قاطبة في مؤتمر الحوار- معارك أنانية –الخسران- مزيداً من نزيف الدم)!!!ومجدداً يتم تكرار عبارات السب والشتم لنا نحن اليمنيين الذين توافقنا((قاطبة)) كما يقول الكاتب على تجنيب الدولة القيام بواجباتها ولست أدري طالما توافقنا جميعاً كيمنيين فمن هم إذاً المقصودين بشتائم الكاتب !! ثم ماهي المعارك الأنانية التي ينتقد الكاتب محاولات جر رئيسه عبدربه للوقوع ومحاولات توريطه فيها ، وهل يعيش الكاتب ورئيسه في جمهورية اليمن التي لايسمع في أخبار رئيسها غير برقيات التعازي لمن يقتلون!!ولعل من يقتلون يقتلون دون نزيف دم في حين أن المنتقد فقط أن يجر الرئيس إلى معارك ينزف فيها دم !!كما يلاحظ الاضطراب بين هذا الكلام وسابقه في الجزء الثالث الذي أكد أن رئيس كاتب المقال قد حقن دماء اليمنيين وجنبهم الصراعات !!وأعجز هنا عن التعليق!!
في المقطع الخامس وردت عبارات (الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ليست قاصرة-أو غائبة –ولاعاجزة عن التعاطي المسئول – تغليب لغة المنطق والعقل –البحث عن حلول تجنب البلاد الانزلاق الى مربعات العنف- وتحول دون انهيار ماتم بناؤه خلال الثلاث السنوات الماضية من توافق وطني وإجماع على طبيعة المستقبل الذي ينشده اليمنيون على صعيد الاستقرار الأمني والاقتصادي والعدالة الإجتماعية والمشاركة في السلطة والثروة)!! ومجدداً أعجز عن الرد على كل هذا الأعجاز العلمي والبلاغة التي يسطرها (محلل عبدربه) خصوصاً حين يتحدث عن (التوافق الوطني والإجماع ) فإذا كان هناك إجماع فمن هم هؤلاء القوى السياسية التي يسبها المحلل وهل الإجماع يتحقق مع وجود قوى سياسية تخالفة !!!أفتونا ياعلماء عبدربه أثابكم الله!!.
في الجزء السادس وردت عبارات (ولايفوتنا) أي أن المحلل اتصل به الفندم يذكره لكى لاينسى كتابة هذا الجزء !!كماوردت عبارات (الباحثين عن بطولات وأدوار نضالية عبر شاشات الفضائيات وواجهات الصحافة) وهؤلاء طبعاً من ضمن من أسماهم محلل عبدربه (أفراد الإجماع الوطني) لكنه (إجماع أبو نفرين) مثل البطانية (أبو نفرين)!!!كما أكد المحلل من الذي اتصل به لكي لا يفوته أن يكتب حين قال (المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية تعرف جيداً مهامها الوطنية وواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار وتعرف جيداً (لاحظوا لفظ جيداً) تقدير اللحظة التي يصبح فيها الوطن معرضاً للخطر الذي يستدعي حضورها العاجل (البريد السريع مثلاً)لوقف مايمكن أن يتهدد وحدته وسلامته (أي وحدة عبدربه منصور وسلامته فالضمير عائد على جلالته) وبالتالي أكد المحلل أن الأوامر وصلت من الفندم مالك المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية التي نتباكي عليها بدموع مصطنعة (بصل) وزعيق زائف !!!.
في الجزء السابع وردت عبارات (لايمكن لأحد أن ينكر أو يتجاهل كيف استطاع الرئيس هادي منذ تولية المسئولية أن يتغلب بصبره وإرادته وحكمته وشجاعته على الكثير من العوائق والعراقيل) وعبارة (كيف اثبت بشهادة كل اليمنيين والأطراف الدولية أن روح الحوار والتوافق التي يتبعها كانت أنجع وسيلة لإعادة الأمن والاستقرار والحد من الاحتقانات المسلحة والتجاذبات الحادة))!!! وهذا الكلام يؤكد أن المحلل وصل إلى منتهى النشوة في أخر مقاله لدرجة أن كل اليمنيين ومن بينهم طبعاً من ينتقدهم ويسبهم شهدوا أن عبدربه منصور هادي هو (صابون فيري)الذي يقضي على الدهون جميعاً!!!ولاتعليق أكثر مما كتبه محلل عبدربه ففيه الكفاية !!!
في الفقرة الثامنة والأخيرة وردت عبارة (أن هذه اللحظة التي تمر بها البلاد لاتحتمل صب الزيت على النار) رغم أن الرئيس قد أطفأ كل النار وبدليل الاجماع الوطني وبشهادة جميع اليمنيين على نجاح عبدربه دون أي فشل أو مخالفة لهذه الحقيقة !!!ووردت عبارة (العنتريات الكاذبة التي لاتدرك حجم التحديات والمسئوليات الوطنية المنوط بكل الأطراف السياسية (التي أجمعت طبعاً والتي ينتقدها المحلل في تحليله) !!!!ووردت عبارة (كما أنها لاتحتمل أي(سلطة عبدربه وليس اللحظة) لاتحتمل (المزيد من الخطابات الصبيانية الموغلة في إلقاء تهم الخيانة والتأمر على الاخرين جزافاً) ونسي المحلل عبارة (وإلا بايوقع لكم دعس يامخالفين لسلطة عبدربه) لكن معوضة في التحليل القادم سيتم كتابتها!!!.
خلاصة ماسبق إننا كنا مع أخر حلقات مسلسل (تحليل البول والبراز لعبدربه منصور هادي) وبداية عهد اليمن الجديد الذي يردد رئيسه دوماً عبارة أنه يريد نقله إلى مصافي الدول(الأخرا) (بفتح الألف) ليتسنى لنا بالتالي فهم مالذي دفع المحلل السياسي إلى كتابة مقاله المتضمن نتائج فحص البراز الذي يسمى في اليمن باللهجة العامية (الخرا) !!! وبالتالي فإننا ندفع يومياً ثمن سكوتنا على رئيس الصدفة الذي ابتلينا أنفسنا به وسكتنا على بقاءه رئيساً بعد فترة الصدفة السنتين ومادام البعض يقبل ببقاء المذكور رئيساً فالقادم أسوأ وأسوأ وأسوأ بل وأخرا !!!فما ورد في مقال المحلل السياسي عبدربه منصور هادي ليس إلا بداية الغيث وأول قطراته!