حضرموت بما عرفت به منذ زمن انها مدنية حضارية سلمية إلا ان واقع اليوم وما يحدث في مختلف مناطقها في الوادي والساحل يجعلك تتساءل أهذه حضرموت أم قندهار أو كابل وأين ذهبت تلك الصورة المشرقة التي كان يعرف بها أبناء حضرموت أنا لست حضرميا ولكن حبي لحضرموت لا حدود له وأريد من خلال هذه السطور ان اقف على ما تعيشه حضرموت اليوم من فتن سوداء مظلمة حالكة الظلام .
المتابع للتاريخ اليمني وبالأخص الجنوب و ما دارت من احداث وحروب تأثر بها معظم الجنوب إلا ان حضرموت لم تتأثر وأن كان من تأثير فعلى مستوى المدن كالمكلا وسيئون وكبرى المدن وحتى ذلك التأثير ليس في كل الجوانب كان مقتصرا على الوضع السياسي على أقل تقدير .
لكن البلاء اليوم عم كل قرى ومدن حضرموت بل هناك أحداث بين ابناء المنطقة الواحدة قسمتهم إلى قسمين جعلت من الجار لا يتبع جنازة جاره وتوالت الأحداث حتى جاءت الثورة الشبابية والحراك الجنوبي وهناك ايادي اشعلت الفتنه بين رفقاء النضال السلمي كما كان حتى انحراف إلى المواجهات والمكايدات التي خسرت حضرموت بسببها الكثير .
ولا يتوقف الامر عند ذلك بل وصل إلى عمليات الاغتيالات والاختطاف والنهب والسطو على مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين وكل ذلك يقع على حساب حضرموت وسمعتها التاريخية والحضارية التي اريد تشويهها بهذا الفعال القبيحة والأعمال الإجرامية المشينة .
العجيب في الأمر ان السياسيين والمثقفين والعلماء والوعاظ والدعاة من ابناء حضرموت انقسموا إلى ثلاثة اقسام البعض يؤيد بعض تلك الأعمال بحجة أنها نضال وكفاح وجهاد وآخر ضد تلك الأعمال جملة وتفصيلا والغالب هم الفئة الصامتة وللأسف الشديد ان هناك صوت عنصري مناطقي جعل بعض ابناء حضرموت ينظرون لأنفسهم أنهم هم اصحاب العقول وغيرهم بلهاء اغبياء و أن أبناء حضرموت لا يعرفون الخطاء وهذا جعل الكثير في سكرة وغيبوبة لا ندري متى سيصحون منها .
كان الدان الحضرمي وكلمات المحضار وغيره من شعراء حضرموت هي سلاح الحضارمة التي جعلتهم في مقدمة ابناء الشعب اليمني حيث وأنت تسمع صوت الفنانون وهم يتغنون بأبيات المحضار بالتحديد التي لا يوجد بها سوى الحكمة والعبرة متجاوزة الزمان والمكان الذي قيلت فيه انذاك ولازالت الى اليوم وتناولت كل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والعاطفية وكلنا يعلم ان للمحضار وغيره من شعراء وأدباء حضرموت نضال مشرف بصورة فنية بديعة ودندنة تجعلك تتمنى المحضار عليه رحمة الله ان يكون بيننا اليوم .
يدندن الحضرمي بين حين آخر بالبيت الشعري المعروف ( يا حضرموت افرحي بترولنا بايجي في ليل أو في صباح الفقر ولا وراح ) وعندما نرى الحال اليوم في حضرموت نقول ( يا حضرموت احذري البترول مش كل شي ولا البنادق قاح قاح الأمن ولا وراح ) لكنني اعتقد جازما ان أبناء حضرموت العقلاء سيكون لهم دورا متميزا في استعادة مدنية حضرموت وسمعة حضرموت والقادم أجمل وأفضل بلا شك .