ككاتب عليك ترويض قلمك على النحو الذي يجعله في حالة انسجام تام مع نشاط المدفعية الطائفية, ولا يعني هذا أن تجاهلك قد ينجّيك من العقاب؛ في كل حال أنت المجرّد من القبيلة والبندقية أكثر الأهداف سهولة للموت القادم من فوهة هذه المدفعية.
لا أسهل من قمع كاتب متحفّز للحديث عن وطنه بكثير من القلق, لن ينام الطائفيون حتى يقتصّون لأنفسهم من سفور جرأتك؛ وقد يضعون في صندوق بريدك الخاص رسالة مفخّخة تقول: «احترس لروحك جيداً, ذلك أنك ستدفع ثمن تطاولك السافر على أسيادك..!!»
يعمّد الطائفيون الجدد صورتهم المرعبة في نفوس الناس عبر القتل والتدمير, وتفخيخ صناديق البريد برسائل الوعيد المتفلّت.
من يوقف كل هذا الجنون..؟!
يطلق الطائفيون الجدد العنان لجنون وحشيتهم لارتكاب الموبقات, ثم يعودون مساءً لفتح جبهة أخرى مع حملة الأقلام على مواقع التواصل السياسي, يستحضرون الوحشية ذاتها في مراسلاتهم, ويتكاثف لديهم هاجس الدم, يصحو الكاتب على جملة رسائل في صندوق بريده جميعها تحمل نكهة «الديناميت»..!!.
كمشهد النيران التي تلتهم غابات جنوب شرق استراليا؛ يلتهم الطائفيون الجدد جغرافيا البلد, ويصفّون جثث الأبرياء لعبور جنازيرهم نحو التهام المزيد, من أبين إلى حضرموت وصعدة يجد المواطنون أنفسهم في مواجهة عصابات إرهابية وطائفية متفلّتة من كل القيم تمارس جنون وحشيتها فوق جثثهم ثم ـ في أسوأ الأحوال ـ تذهب بعد أن تفتك بنصفهم وتترك مناطقهم كومة من خراب وأتربة.
الطائفيون الجدد يحفلون بوفرة متكاثفة من الكراهية والأحقاد والشرور، لدى الطائفيين الجدد أسماء مسيّجة بألقاب استعلائية عنصرية؛ غير أنهم جميعاً أسرى ثقافة تقدّس الشر, يجري الشر في دمائهم مجرى الماء في حقول اليابسة.
ستكتشف أن لا شيء يميّز الطائفيين الجدد أكثر من كونهم قتلة وأشرار؛ يستلذّون إذكاء النيران, ويعملون بجهد مضاعف لخلق أكثر من جحيم في طريق سعادة الإنسان اليمني، الطائفيون الجدد يسترسلون في التهديد والوعيد؛ يحصرون من يريدون التخلُّص منهم في زاوية الخصومة بسرعة البرق.
كبراء الطائفيين الجدد يتوعّدون عملاء أمريكا بالذبح، وصغارهم يضعون قائمة بهؤلاء العملاء, فيصعد إلى أذهانهم «كاتب مثقل بهموم بلده» ومن ثم يذهبون لفتح نافذة الرسائل الخاصة مع هذا الكاتب ويطرحون أمامه خيار القتل كنتيجة حاسمة لتطاوله على كبرائهم بشكل “غير مسموح” وقبل كل شيء عمالته لطرف سياسي معيّن والتي تعني ـ على نحو لا يحتمل التشكيك ـ عمالة لأمريكا والغرب..!!.
الطائفيون الجدد خرجوا من براري وكهوف مسكونة بالعقارب والأفاعي لإعلان الحرب على اليمن؛ مهجوسين بملاحم هتلر وهولاكو والقذافي وشارون، الطائفيون الجدد سياط من حديد ونار يرجح أن الله خلقهم لوضع الإنسان أمام تصوّر بدائي لجيش "الدجال" الذي يضعك أمام خيارات ضيّقة للحفاظ على روحك من طوفان الموت، الطائفيون الجدد زلّة الزمن التي لا تنمحي, وخطأه الذي لا يُغتفر..!!.