الــقــدوات الــكــبــار

2014/05/16 الساعة 01:19 صباحاً

كشاب يقف بكل أدب وإجلال للمثل العليا والهامات العالية وذوي الهمم العظيمة في هذه الأمة، ويحب عليه أن يكون متأسياً بتوجيه المصطفى عليه الصلاة والسلام القائل: ((ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه)) (من حديث عبادة ابن الصامت في مجمع الزوائد بإسناد حسن) وهو أقل ما يدعوا من أسباب كي أقف قليلاً مبجلاً لهذا الشيخ الجليل والعلامة الفاضل والطود الشامخ ،وأجد العلل اليوم كثيرة في أن أقف مادحا ومتأسيا بحي من البشر لا تؤمن فتنته ،لأن القلوب بيد مقلب القلوب سبحانه ولكن لما رأيت من جرأة من لا يقف عند شرع أو شعيرة ، وتطاول الأقزام وانزلاق أعداء الأحرار والقيم السامية لهدم القدوات جاعلة من هذا الشيخ الجليل هدفاً وغرضاً ،أحببت أن أدبج هذه الحقائق التي يعرفها من يقف ليقول الحق للحق، ولا يخشى في الله لائمة الخلق، فأقول لهؤلاء وأولئك : لقد جاد الزمان بفضل المولى عز وجل برجل كالشيخ /عبد المجيد بن عزيز الزنداني حفظه الله، معلماً ومعلماً ومربياً لأجيال كثيرة من أبناء اليمن والعالم الإسلامي بأسره، 
هذا الرجل الذي عاصر أحقاباً ومراحل سياسية من حكم اليمن والبلاد الاسلامية له في كل منها في بلاده وغيرها بصمته مصيباً ومخطئاً أحيانا كشأن كل البشر وهو قبل أن يكون كذلك فهو عالماً من علماء الشريعة وفقيها لا يشق له غبار له أثره الواضح الجلي في مسيرة هذه الأمة وكافة حركتها الإسلامية ، لا يجهل المنصف الموافق والمخالف أثره في الدعوة للإيمان وصفاء العقيدة مؤلفاً وخطيباً ومربياً ومناظراً لا يشق له غبار، ولو لم يكن من حسناته إلا هذه المنقبة لكفاه أن يضعه كل فرد في هذه الأمة فوق رأسه وملئ عينيه تجيلاً وثناء ، حتى أصبح بذلك علامة ولافتة لا يجهلها عالماً أو داعية أو مفكراً أو مهتماً بقضايا هذه الأمة في كل بقاع المعمورة ، ولن أبالغ لوقلت فقد أضحى لا يطرق الحديث عن الإيمان وعلومه في كل جامعة أو محفل إسلامي إلا ويذكر هذا الرجل وما قدمه للأمة في هذا المضمار ، 
أخي القارئ الكريم : لأن أقف مدافعاً ومنافحاً عن عرض مسلم خير لي من إيراد التهم ملطخة بشتائم الجاهلين ، فكيف وهذا قدوة من قدوات المسلمين الكبار، في عالم تمترس فيه أعداء لهذا الدين خلف لافتات شتى يتصيدون الأخطاء هنا وهناك ليس بغرض علاجها ونقدها بقدر ماهو هدم لقيم ومعالم هذا الدين ودعاته وقادته ، ولعلك ستجد من ينبري معلقاً وشاتماً ومتهما لشخصي أو لشيخي ودليله هواه ومرض عضال من طيش الفكر ألم بأمتي ، فلا تلمني إن وقفت بعد ذلك مدافعاً لعلي أضفر بنصيب من وعد خير البرية عليه الصلاة والسلام القائل من حديث أسماء بنت يزيد في صحيح الترغيب للألباني : ((من ذَبَّ عن عِرضِ أخيه بالغَيْبةِ ؛ كان حقًّا على اللهِ أن يُعتِقَه من النَّارِ)) .