صانع المجد

دعونا نقرر حقيقة ان بناء المجتمعات ليس بالأمر السهل والذي يستطيع القيام به كل واحد منا

انما هو عمل شاق ومجهد  ومضني في نفس الوقت ولا يقوم به الا الرجال  اصحاب العزائم والذين لا يخافون في الله لومة لائم .

بناء المجتمعات تحتاج إلى اولئك الذي باعوا انفسهم رخيصة في سبيل ارساء دعائم الحق .

وحملوا أنفسهم على بذل الجهد واستنفاد الطاقة مهما كانت التكلفة .

بناء المجتمعات  تحتاج إلى عزائم لا تخور ولا تفتر ويحتاج إلى ههم عالية لا يقر لها قرار حتى ترى البنيان شامخا

وتعلوه راية الحق خفاقة وليس لها سكون.

بناء المجتمعات تحتاج إلى ارواح تواقة للمجد ثائرة له عاملة لصنعه ممكنة له في الارض .

ويحتاج إلى قلوب لها صولات وجولات ، ليلها ذكر وتسبيح وقراءة قرآن

وخلوات بين يدي رب العزة جل في علاه طالبة منه العون والمدد

ونهارها جد وعمل ومثابرة

تحتاج إلى عزائم الرجال الذي يضعون بصمتهم بهدؤ دون ان يثار حولهم الغبار

هؤلاء هم الذي يزيدون في الحياة واذا اتي من بعدهم ورأوا اثارهم قالوا

مر من هنا وهذا الاثر

تراه متنقلا هنا وهناك كعيادة متنقلة تبحث عن المرضى تعطيهم الدواء وترشدهم إلى الطرق السليمة

وهكذا هم صانعوا المجد

ليس لطموحهم حدود

وليس لأمانيه نهاية

كالنحلة متنقلا بين الزهور

وهو متنقل من مكان لآخر

يدع هذا

ويحاور هذا

ويجادل هذا بالتي هي أحسن

يقيم الحجة على الكل

ورغم جهده وجهاده

الا انه مستقل لعمله وغير مستكثر له

حتى يؤذن له بالرحيل عن الحياة

ويجيب داعي ربه

مستبشرا ( الا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

هكذا هم صانعوا المجد في امتنا

نسال الله ان نكون منهم

وان يجمعنا بهم في مستقر رحمته