أين حراك البيض وأين قبائل الوادي من غزوة مدينة سيئون؟

2014/05/29 الساعة 06:13 مساءً


أين قبائل اللحم المندي, أين الذين دأبوا على قول المحازي والحكاوي وعلى مزيز الرشب يتسابقون, أين القيادات العسكرية الحضرمية العليا المسؤلة عن أمن الوادي وسلامة مواطنيه , أين الذي ماسك المشواف والمرباة, إذا شرقت سرح للفاي بالميزر وبالرشبة ركز حبوته يتحكوى. أين القبائل المنتشرة في جميع أودية حضرموت الفرعية القريبة من موقع الحدث. لقد صدق فيهم الشاعر :
يقضونها أوقات عالقهوة يرضون البنين
وعالرشب يتسابقون كل بغاء له مزتين
يهذون في النسوان والمضبي يكيلون العدين
وكل واحد به متن تقول قدت من جذين (1)
وأين التميمي والمناهيل وين بن عبدالودود ؟ أين الشنافر أين نهد اللي يزرون الشدود؟
أين الجعيدي أين كندة لي تعزوا بن كنود؟
والعوبثاني هم ويا سيبان شرحان الحدود؟
أين القعيطي أين يافع لي تطرح في الربود؟
ذي يرعضون السيل مجرى يطلعونه في سنود؟ (2)
ثم أين حراك البيض؟
الذي ملاء مدينة تريم وغيرها من مدن الوادي صراخاً ونعيقاً مهدداً بتحرير الجنوب وطرد المحتلين.
إن هؤلاء جميعاً بمن فيهم من يرتبط بمصالح مشتركة سرية وعلنية مع الغزاة المحتلين يتحملون كامل المسؤولية عن ماحدث لمواطني مدينة سيئون وغيرها من مدن الوادي وما تم من تدمير ونهب للبنوك والمرافق الحكومية. فكل الكلام المنمق والمبررات التي يقولها هؤلاء المنافقين لم تكن مقبولة جملة وتفصيلاً عند أبسط مواطن من أبناء الوادي خاصة وحضرموت عامة.


فجميع مدن الوادي متقاربة يمكنها سماع دوي الانفجاريات التي هزت مدينة سيئون, وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي لم تنقطع وكذا بالنسبة للتلفونات الجوالة. لكن يتضح أن الجميع قد أغلقوا على أنفسهم أبواب منازلهم خوفاً ورعباً خلال سبع ساعات من بداية الهجمة. إن هؤلاء أيضاً يعرفون أن ألوية المنطقة العسكرية الأولى تابعة للفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن الأحمر وإن قائد المنطقة الذي كان المسئول عن تدمير مدينتي جعار وزنجبار والمدعو الصوملي هو الذي يحكم الوادي, والذي يستلم تعليماته من علي محسن وليس من وزارة الدفاع أو رئيس الجمهورية مثله مثل القشيبي قائد اللواء 310 الذي يقاتل الحوثيين بأوامر من علي محسن ,وهو المسؤل مسؤولية كاملة عن اغتيال المقدم سعد بن حبريش ومرافقيه. إذا كانت الأوضاع قائمة على هذا النحو فمن سيحمي الوادي وساكنيه غيركم؟


فماذا أنتم فاعلون بعد كل الذي حدث؟ هل ستهبون وتنهضون أم ستعودون لاستكمال نومتكم السلطانية؟ وكيف هي علاقاتكم مع ما خرج به مؤتمر حلف قبائل حضرموت الذي وافقتم على مخرجاته من قرارات وشروط والتزامات؟


ولا يفوتني أن أسألكم هنا كيف كانت مشاعركم الوطنية و أخلاقكم عندما كان أفراد غزوة مدينة سيئون يسرحون ويمرحون في مناطقكم على طول وعرض الوادي من الخشعة غرباً حتى السويري وتريم شرقاً. لا نتكلم عن المحتلين الذين ينتهكون الأرض والعرض ونهب الثروات بل نتكلم عن الذين وصلوا إلى عقر داركم يقتلون ويدمرون وينهبون وأنتم في سبات عميق, فمنكم من ينطبق عليه ما جاء في مسرحية الفنان عادل إمام ( شاهد ماشافش حاجة ). لاشك سوف يحاسبكم التاريخ وستحاسبكم الأجيال لخوفكم وتخاذلكم وجبنكم في مواجهة سلطات الاحتلال هذا أولاً وما قام به تنظيم القاعدة من قتل واغتيالات يومية بحق أبنائكم والذي بلغ ذروته بغزوته الأخيرة لمدينة سيئون عاصمة الوادي وبقية مدن الوادي ثانياً.


كلمة أخيرة: أحذروا ما يكتبه بعض المزايدين من الانتهازيين عن حضرموت التاريخ والحضارة, حضرموت الخير نتيجة لعجزهم وإفلاسهم. فما يكتبونه عن حضرموت كان ماضياً لن يعود ولن يجدي نفعاً لا لهم ولا لشعبهم ولا للأجيال القادمة, هذا ما يجب أن يعرفوه إذا كانوا يحبون حضرموت أو ينتمون لحضرموت لأن البعض من ذلك الماضي قد خلف سلبيات قاتلة للحضارم في كل مكان.
هوامش:
الاقتباس (1) من كتاب عادات وتقاليد للمؤلف عبدالقادر الصبان.
الاقتباس (2) من قصيدة للشاعر الشيخ صلاح الأحمدي قائلها عام 1945م.