ثورات الربيع و ثروات الخليج

2013/07/16 الساعة 04:29 مساءً

في إحدى المقابلات مع كاتب ومفكر عربي حول الوضع ا?قتصادي في اليمن قال " أنه من ألمؤسف جدا أن تنهار بلد كاليمن إقتصاديا وجيرنها يمتلكون اكبر ثروات واقوى إقتصاديات العالم" نقول له وماذا لو أن ثرواتهم و إقتصادياتهم هذه تسخر سلبًا لعرقلة إي محاولة نهوض لليمن من خلال دعمها للفوضي وتغذيتها للصراعات وعرقلتها للمسار الديمقراطي

الثورات محفوفة في المخاطر ولاكنها إستجابة لقدر بحق الحياة و العيش الكريم ،فبعد ان اوصدت كل الابواب ونقطعت كل سبل ا?صلاح وعطلت كل آليات التغير التي كان يمكن من خلالها ان يحقق الموطن حياة كريمة علي كل المستويات الحقوقية والمعيشية كل هذه كانت سببا وعامل من عوامل اندلاع الثورات .فتاريخ الثورات في العالم يؤكد ان طريق الثورات خطير وشاق وصعب وعلي طريقها تكون التضحيات الجسامه بشرية ومادية ولاكنها اخر فصول الظلم والاستبداد فقد يكون الفصل هنا قصير واقل تكلفة ووقت من الفصل هناك حيث يسوجب تضحية اكثر ووقت اطول ولاكن تضل الثورات في معركة مستمرة من اجل إستنزف الاستبداد والطغيان دون كلل او ملل حتي الانتصار وقد تتعاقب فيها اجيال ، فقد ضلت الثورة الفرنسية 80 عاما مابين 1789م- 1870م مابين التاريخين كانت الثورة الفرنسية وما رافقها من تضحيات جسيمة من خلال فقدانهم للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وقد كان أخر قتيل هو من أحفاد اول شهيد في الثورة الفرنسية كل هذه الفترة الزمنية قامة فيه ثلاث جمهوريات اسقطت جمهوريتين وستطاعت الجمهورية الثالثة من إيجاد نظام ديموقراطي كفل للانسان حقوقة وحرياته وعمل النظام الثوري الفرنسي علي تنمية الانسان لتحقيق التنمية الشاملة علي اساس أن الانسان سيكون هو محور إرتكاز البناء بعد ان كان محور ارتكاز في اشعال شرارت الثورات المتلاحقة ،

الثورات العربية ليست بمنأى عن المخاطر الثورية والمخاض العسير والطويل وما ينتج عنهم، وليست كذالك بمنأى عن التضحيات الجسيمة فقد اندلعت الثورات بدون تخطيط مسبق في وقت كان الدكتاتورين يتفننون التخطيط في فن الاستبداد والبقاء.فقد انطلقت شرارة الثورات والانظمة في اوج عزها وقوتها وهي تمتلك كل مقومات قوة البقاء من ثروات مادية وبشرية مادية تتمثل بخيرات الشعوب وثرواته وبشرية تتمثل في أجهزه أمنية وستخباراتية وإعلاميه ورصيد من العمالة لدول ما تسمى بالعظمى كل هذه هو ماعتمد عليها الحكام المستبدون في الجلوس علي كراسي وليس دون ذالك شيء فمن غير المعقول ان تنتهي او تتلاشاء كل مقومات المستبدون المادية والبشرية بهذه السرعة وبدون محاولة إتستغلالها في حلم العودة او تبديد احلام الثواره وفي اشعال صراع غير تقليدي بل تعتبره قوى الاستبداد الماضي القريب صراع مصيري فإما أن يعودو بثوب جديد وينتقمون او يشعلون نار الانتقام بكل قواهم في كل مكان يستطيعون ان يصلو اليه وحيث مازالت بقايا الانظمة في كل بلدان الربيع تعمل بثقافتها وسلوكياتها وممارساتها القبيحة في كل دولة حسب ما تبقاء لها من نفوذ وما اتيح له من فرصة وما اعطيت من مجال ، وليست غريبة هي تلك العلاقة التي بين بقايا الانظمة المستبدة وبقية الانظمة المستبدة في الدول التي تخشى الربيع ان يصل اليها فقد عمدة الانظمة العربية المتبقية الي محاولات إصلاح داخلية ولاكن عامل الوقت لايكفي في اجراء الاصلاحات الازمة وكافية بعد عقود من الفساد وفي نفس الوقت عمدة الانظمة المتبقية الي العمل علي إفشال خارجية للثورات العربية بدول الربيع بستثنا الثورة الليبية التي حصنها التدخل الخارجي وكذالك عداء القذافي لكل القوى المعادية للثورات العربية ،، هنا نستطيع ان نقول ان الاقرب لتحقيق حلم البقاء للانظمة العربية الاستبدادية المتبقية هو الشروع السريع في اصلاح العلاقة مع شعوبهم من خلال تحقيق متطلبات شعوبهم في العيش الكريم والحقوق والحريات وإذا ما استمرت الانظمة العربية المتبقية في العمل علي إجهاض الثورات وتحويلها الي فوضى سياسية من خلال افشال العملية الديموقراطية وفوضى اجتماعية من خلال تغذيتها للصراعات الطائفية وفوضى اقتصادية من خلال السيطرة علي كل المشاريع التي يمكن من خلالها ان تنهض دول الربيع العربي كما حصل في انزعاج دول الخليج من الاكتشافات النفطية في اليمن ومشروع تنمية قناة السويس فاذا ما استمرت هذه الدول في العمل علي تحويل بلدان الربيع الي فوضي بكل ابعادها فإنها ستجد نفسها غارقه في بحر من المطالب الشعبية الحقوقية والمعيشية قد تغرقها في ثورة ليست كثورات الربيع العربي فالاجدر بمن ينفقو امولهم للفوضي في خارج حدودهم ان ينفقو اموال وخيرات شعوبهم لشعوبهم فهي احق بها وليسو بغنا عنها بل انهم قد لجاو الي طرق الكسب الغير مشروع من خلال ابتزاز العمالة الوفده إليهم بطريقة غير مشروعة كما افتاء علمائهم . واذا ما قررت دول الخليج وغيرها في الاستمرار في دعمها للفوضى ونشغالها عن الاصلاح الداخلي فقد تجد نفسها محاطة بثورات لا عاصم لهم منها حتي ولو بعد حين، فمحاولة إفشال الثورات ليس نجاح من اجل البقاء بل هو مقدمة في الفشل،وستمضي الثوراة تشق طريقها بكل قوة حتي تحقيق كل الاهداف التي خرجت من أجلها فستبقا الثوراة ماضية وتمضي الثروات للفناء وإنها لثورة حتي النصر .