يبدو أن الجو الآن مهيأ أمام الرئيس عبدربه منصور هادي أكثر من أي وقت مضى لإجراء تغييرات جذرية في الجنوب يتطلع إليها الناس وسوف تلقى دعما وقبولا شعبيا كبيرا.
فتوجهات الرئيس هادي تجاه الجنوب ابتدأت تجتذب اهتمام الجنوبيين على أنه يجب أن لا يقتصر هذا التوجه على عمليات الاستقطاب السياسي فحسب بل ينبغي أن يتجه صوب معالجة المشكلات وإحلال البدائل وتحريك عجلة التغيير فالناس تنتظر تحولات في حياتها اليومية والمعيشية صوب الأفضل على كافة المستويات أمنيا واقتصاديا وعلى مستوى الخدمات العامة في هذه المرحلة على الأقل وهذا لن يحدث إلا بإجراء تغييرات في الإدارة على مستوى المحافظات والمؤسسات الهامة.
فعدن تحتاج لإدارة اقتصادية مستقلة من خارج المحاصصىة السياسية قادرة على استعادة وظيفة عدن الاقتصادية أصلا، ولحج والضالع لإدارة قادرة على التعاطي مع الحراك الجنوبي السلمي وإحلال الأمن والسلام في المحافظتين وتحريك عجلة التنمية وإشراك المجتمع المحلي في النقاش وصنع القرار المحلي ومعالجة مشكلة البطالة والثأر وغيرها من المشكلات الاجتماعية، وأبين وشبوة وحضرموت بحاجة لإدارات قادرة على التعاطي مع ملف الجماعات المتطرفة ونزع فتيل التطرف ومعالجة المشكلات الاجتماعية وعلى رأسها البطالة والثأر والاقتراب أكثر من المجتمعات المحلية وإشراكها في إدارة عجلة التنمية والمشاركة في صنع القرار المحلي على مستوى المحافظات.
فالوضع كما يبدو الآن قابل للتغيير والتحسن في حال كنا نسير فعلا صوب تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الهادفة إلى بناء الدولة الاتحادية الجديدة وما التفاف عدد كبير من القيادات الجنوبية في الحراك السلمي حول الرئيس هادي إلا مؤشر ايجابي على تحولات عميقة تحدث في الجنوب ينبغي استثمارها لمصلحة التغيير اولاً وأخيراً.
والرئيس هادي في وضع يمكنه من البدء بعملية التغيير في الجنوب الآن فهو اصبح يستند لشعبية تمكنه من فعل ذلك وفي اقرب وقت ممكن فالتنمية والتغييرات الواسعة في الإدارات على مستوى المحافظات والمؤسسات المهمة ضرورية جدا وومكنة.