أرهق العقل وتشتت الفكر وانهارت الأعصاب في جدل بيزنطي على الفيس بوك بين مؤيد ومعارض للحوثين في المشهد اليوم تركت الفيس وفتح القنوات الفضائية واذا بها تجرك الى تناقض خطير وتحريض مدمر تبحث عن الحقيقة والمصداقية والمنطق تجد نفسك ضحية من ضحايا الإعلام السياسي ولتريح بالك عليك ان تبحث عن الفنون والأفلام الوثائقية لكن عندما تسند دماغك على الوسادة تجد شريط السياسة يعيد نفسه ويشغل البال ولكن هنا تجد الصفاء وفرصة للتفكير الخالي من التأثيرات فسالت نفسي عدة أسائلة أهمها أين الدولة المدنية ؟ اين العدالة والحرية والمساواة ؟ هل نحن نتغير ونبني دولتنا ؟ ام لازلنا نراوح مكاننا ؟
الكل يعلم ان مشكلة هذا الوطن الغالي هي الدولة ومؤسساتها ومراكز النفوذ لهذه الدولة لم تعرف اليمن دولة حقيقية بمؤسسات نفوذها النظام والقانون قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبعدها بل كانت المؤسسة القبلية هي مركز النفوذ وترعى من خزينة الدولة كانت قبل ثورتي سبتمبر يقودها أمام ثم بعدها تجزءات إلى إقطاعيات يحكمها شيوخ يأتمرون من سلطة رئيس الشيخ وشيخ الرئيس هم مجلس النواب وهم مدراء المديريات وهم المجالس المحلية وهم الوزراء والقادة العسكريين هم الجيش والأمن هم الخبراء والدبلوماسيين وان وجد البعض من التكنوقراط فهم تكملة عدد او لزوم التشكيلة لكن القرار قرارهم والحكم حكمهم وهناء يأتي السؤال هل تغيرت هذه الخلطة الجهنمية وينتقل النفوذ للنظام والقانون أم لازالت هذه الخلطة هي من تقود البناء نحوا مستقبلها المنشود .
ما يحدث اليوم يبرهن من غير شك ان التغيير في علم الغيب وان الدولة مصادرة وان الآمال والطموحات مؤجلة لكنها تستخدم كمضلة يستضل بها نفوذ الأمس هي أمانه عندهم و يتنافسون في الوعود بتنفيذها وما علينا سوى الصبر ومنهم الوفاء كما قال احدهم نحن بحاجة لحامل لقضايانا وهم مستعدين لحملها اليوم نتصارع مثقفين أكاديميين نخب بسطاء ليس لتنفيذ تلك الطموحات بل حول الحامل هناك من راهن على علي محسن ومن على شاكلته وفشل واليوم من يراهن على الحوثي ومن على شاكلته وأكيد سيفشل لأنهما من نفوذ تلك المؤسسة القبلية التي لا يروقها الدولة المدنية دولة العدل والمساواة والحرية الفكرية والنفسية .
نحن نبحث عن الدولة المدنية التي تبنى على أسس وقوانين هي النافذة على الجميع لا يوجد فيها رؤؤس كبيرة وكروش منتفخة بل فيها حساب وعقاب وفق تلك النظم السيف الذي يطال كل من تسول له نفسه العبث بالوطن وخيراته والمساس بوحدته وأمنه واستقراره او ممارسة الظلم و الاستقوى والاستحواذ والإقصاء الدولة التي نعيش ونتعايش فيها بحب وسلام و وئام دون صراع وتناحر وخصام .
هل تعلمون أيها المتصارعون على حكمنا ونهبنا وظلمنا أننا جميعا على سفينة واحده وربانها قد توفقنا عليه واخترناه بإيردتنا وعلينا ان نصطف حوله وندعمه ونصونه من الهفوات لكن ما يحدث اليوم أن كلا منا يريد ان يكون له ربانه الخاص واذا كثر ربابنة السفينة بالتأكيد ستغرق وهل تعلمون كذلك ان لا احد يستطيع إلغاء الأخر او طمسه من على الساحة السياسية او أبادته من الوجود والتاريخ يحكي حكايات تثبت هذا المنطق وعلينا ان نتقبل بعض ونتوافق على أسس التعايش وهي مخرجات الحوار ونحترم هذا التوافق والرجال تحمل من ألسنتها أقول ذلك لان النساء ليسوا مصدر قلق فهم اثبتوا على طاولة الحوار مصداقيتهم فل نجرب المرأة يا فحول الدمار والصراع ولنا في تاريخنا عبر بلقيس وأروى عسى ان نستعيد تلك الأمجاد والحضارة التي ندمر معالمها اليوم قيم وسلوك وأخلاق وحتى مآثر وتاريخ .
ايها الشباب لا يلهوكم عن مستقبلكم المنشود ولا تكون مطيه لهم انتم من خسرتم وستخسرون وعليكم ببناء الدولة وأسسها وتغيير مراكز النفوذ واستئصال الظلم والجور والاستبداد والفساد والإرهاب وكل أمراض الماضي العفن كونوا انتم الحامل لقضاياكم وطموحاتكم وأمالكم لا تراهنون على القبيلة والمذهب والطائفة والقوى التقليدية المتخلفة التي لازالت تعيش فكر الكهف المغلق والمقيد بالعصبية المقيتة
احمد ناصر حميدان