الأوضاع الجارية والأحداث المتسارعة في الشمال والتي وصلت رقعتها إلى داخل أسوار صنعاء لن تتوقف حتى وان خفضت حدتها , فالصراع لم يعد سياسي وتجاوز كل الخطوط الحمراء فهو طائفي باختصار , لذالك سيستمر طويلاً ومن يقول غير ذالك فإنما يريد أن يضحك على نفسه قبل ان يضحك على الآخرين .
وإزاء ذالك يضل الجنوب الرقم الصعب مهما حاول المتربصون تقزيمه وإفراغ قضيته من أهدافها السامية والنبيلة , ولكن دعونا اليوم نعرج على المشهد العام في الجنوب بمنظور واقعي بعيداً عن المزايدات والأساليب المستفزة التي تعود عليها البعض , فلن تجد في الشارع الجنوبي سوى شعب عظيم بحت حناجره وتتعالى اصواته بحثاً عن وطن مسلوب وحق مازال منهوب , هذا الشعب شاءت الأقدار أن يضل وحيداً وقيادات تتآمر على نفسها وتسترزق باسم الجنوب فلم يعد يوجد معاها ماتقدمه وبانتظار الكراسي المتحركة .
في الجنوب ياسادة يوجد قضية مكتملة الأركان وشعب يستذكر أمجاد الأوطان وقيادات لم تبارح نفس المكان , هذه القيادات أصبحت تحمل الداء ولا يمكنها استحضار الدواء حتى لعلاج نفسها , بكل تأكيد بعد ان رفضت تلك القيادات الانضمام إلى الشعب في ثورته السلمية عادت لإطلاق المبادرات في محاولة لحل الأزمة في صنعاء ليس لشيء وإنما الحنين إلى كرسي الحكم .
نصيحة نقدمها لتلك القيادات التاريخية أن ترحل حفاظاً على ماء الوجه قبل أن ترحل من الدنيا دون أن تتفق على شيء يذكر بهم , واقول لشعب الجنوب المبدع انت خلقت لتكون حراً وثورياً فالوطن ليس أشخاص , فمن لا يزال يأمل على الآخرين فلم يعد للأمل بقية ومن يثق بالجنوب فالجنوب وطن لا يموت وعدالة الله تنتصر للحق وتهزم الباطل .
* (رئيس تحرير صحيفة الأمناء)