اكتب مقالي هذا على ضوء سراج من الشاحن نسميه في عدن { توش ليت } الذي يعتبر العاشر من مشتريات احتياجاتي للتعويض عن انقطاع الكهرباء والتي قيمتها أثقلت كاهلي وأسرتي فقد اشتريت ثلاث مراوح شحن واستبدلت بطاريتهما أكثر من خمس مرات وماطور لم يدم معي سوى عام ولان مرمي في غرفة مهملاتي وبجانبه مروحة شحن وخمسه أميال شحن أخرى نحن صرنا سوق من أسوق منتجات الصين رخيصة الثمن رديه الصنع وسواحلنا التي يفترض ان تكون مصدر خير ونعمه صارت مصدر شر ونقمه تهرب منها البشر والسلع والدواء المحرمات ولخبائث .
الحاج راشد ضجر من الكهرباء لأنه صاحب أمراض وعلل الشيخوخة تنطفئ الكهرباء فيخرج مزمجرا في شارع الحي اتقوا الله هذه عدن يا ناس التي عرفت الكهرباء في عشرينات القرن الماضي قبل ان تعرفها دول الجوار عدن هذه المدينة الحضارية تضيء كهربائها ثلاث ساعات وتطفئ ساعتان وأحيانا أكثر لم تعد تلك حياة عدن مدينة تختلف عن باقي المدن وتمتاز بجوها الحار بل شديد الحرارة والرطوبة عندما تنقطع الكهرباء يتحول المنزل المبني من الخرسانة والحجار إلى جحيم خاصة وان حمران العيون قد جردوها من المتنفسات والحدائق بأشجارها المعمرة التي كانت تلطف الأجواء تحولت هذه الحدائق التي كانت غناء وجميلة إلى خراب وأطلال لان مستثمريها تحولوا إلى ناهبيها وأرادوا بيعها أراضا لمزيد من المباني الخراسانية التي تضيق بها عدن دون متنفسات الرئة التي تتنفس منها المدينة الجشع الأعمى لسلطة الفساد قد قضى على هذه الرئة اليوم عدن تئن من معانات أهاليها من الانطفاء المتكرر والغير مبرر للكهرباء الذي جعل حياتهم جحيم ومرضاهم يعانون وهناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر مصيره المحتوم بسببك يا كهرباء .
للكهرباء تداعيات لا حصر لها يخرج الطالب والعامل صباحا من البيت وهو يتثاءب نوما وفي العمل والمدرسة لا يستفيد او يفيد ومن زحمة الصفوف وانطفاء الكهرباء يزداد الوضع سوء وتنتشر الأمراض والأوبة ام المستشفيات فحدث ولا حرج من غرفة العمليات إلى الأجهزة الطبية والإنقاذية .
واغرب ما في هذه المسرحية التي تحاك لمعانات المواطن هي السبب والمسببات ترمى لظهر الفساد والفاسدين والمهربين للديزل وثارة يتقاتلون القبائل في مارب والجوف ويصيب ألاذا كل مدن اليمن ومنها عدن غضب قبيلي او نافذ عنجهي متخلف في مارب او نهم في صنعاء واخذ سلاحه ليصيب خطوط الطاقة ليضر الوطن والمواطن في دولة مفقودة ضعيفة هشة وقبيلة متواطئة وحامية للعصابات والإرهابيين ما ذنبي انا اقتل بدم بارد لان عنصر بشري متخلف في صحراء يقال أنها منبع الحضارة وبلد الحكمة والإيمان أراد ذلك .
جيل اليوم لم يعد يقتنع برواية الحكمة اليمانية لأنه لم يلمسها في واقعه المزري ولم نقدم له مثل طيبا يوحي لذلك بل قدمنا لهم تأكيدا عن قول الشاعر في هوازن قوما غير ان بهم ..داء اليمانيون أن لم يغدروا خانوا
ارحموا ترحمون فعدن وأخواتها كالحديده والمكلا وما جاورها تعاني من الانقطاع المستمر للكهرباء والوعود صارت سراب والمشاريع أوهام ضاق حالنا ولم نعد نحتمل هل من حلول ومخارج ترفع عن كاهل أبناء هذا البلد الطيب الذي كان يقال انه سعيد المعانات والهموم ليستعيد سعادته وحضارته ومجده .
وفواتيركم كم انتم حريصين على إيصالها إلى مساكننا بانتظام وهي تحمل أرقاما مهوله وعب ثقيل على ميزانية الأسرة والكهرباء في خبر كان يا ما كان عدن أيام زمان كانت بلد لا تعرف الانطفاء مضاءة ليلا ونهار هذا زمان ام زمنكم عليكم ان تخجلون وتستحون لما يحدث فيه .
وشكرا احمد ناصر حميدان