مثلي كمثل أي إنسان يعشق وطنه كنت قلق وقلبي يخفق بشدة الخوف على ان ينجر الوطن الغالي للمجهول فقد سئمنا الصراعات والحروب والقبح الذي يطاردنا في كل مكان وتعبنا من قسوة البشر وعنجهيتهم وتعمدهم إيلامنا و كرهنا التحريض والمحرضين والتشجيع والمشجعين لصراع مراكز النفوذ في وطن منهك متعب من الكراهية والحقد الدفين في قلوب البعض للبعض وحولوا الوطن لساحة تصفية حسابات قديمة بقدم التاريخ والحضارة وجديدة اعتقدنا أننا تجاوزناها بثورتنا الشبابية وعلى طاولة الحوار أصابونا باليأس من التغيير وتوهمت أننا شعب لا نقبل الجديد بل نُحن دائما للماضي وصراعاته ونصطف مع العنف ومليشياته وما أحزنني كثيرا هم الضحايا الأبرياء وسفك الدماء على طرقات وشوارع مدينة صنعاء عاصمة اليمن التاريخية لقد أتألم كثيرا على كل هذا الدمار والخراب الذي ننتجه بأيدينا لندمر وطننا .
كان شبح الحرب يطاردنا والخوف ينتاب الجميع كنت اتصل بأخي وأسرته في صنعاء الحبيبة لأطمئن عليهم وعلى وطني ولأنني مناهض للعنف بكل أشكاله كانت دعواتي لتجاوز هذا المنعطف الذي أراد الفاسدون للوطن أن ينهار فيه ما تبقى من مؤسسات وسلطة شرعية ليدخل في المجهول وحينها كنت أخاطب ذاتي قائلا إلى متى نبقى نتذكر مفاخرنا وأمجادنا ونتباكى عليها ولا نتذكر ماسات شعب يملك مثل هذا التاريخ في حجمه وفي سعته وفي رحابته وقدسيته وروحيته وتضحياته وفي كل امتداداته في عمق التاريخ البشري وفي العقل والروح والقلب والجسد . شعب يملك كل هذا التاريخ يجب أن يعود إلى رشده ليصنع مثله وان شعبنا اليمني قادر على ان يستعيد مجدة وكرامته وذلك بان نكبر فوق تفاهتنا ونرتفع عن الصغائر ونتفوق عن النفوس الدنيئة للارتقاء بإنسانتنا ليس لنصبح ملائكة وإنما لنكون أكثر إنسانية الوطن يهوي ونحن نبحث عن فتات الدنيا الفانية متى نبني وطن لأبنائنا وأحفادنا او يلعننا التاريخ كما نلعن ألان من حكمونا بالديكتاتورية والأزمات والفتن والصراعات .
وكأن الله استجاب لدعواتي بالفرج عندما رأيت رئيسنا الموقر و القوى السياسية وبينهم أنصار الله من تصورتهم في لحظة بعبع الحرب , وهم يوقعون الاتفاق التاريخي الذي سينقل اليمن إلى مرحلة الدولة الحقيقية والشراكة في العمل السياسي وكانت الوثيقة وبنودها تلبي طموحات وأمال الجماهير وانشرح قلبي لهذا الاتفاق ويراودني شكوك أتمنى من كل قلبي أن تكون باطله أنها مجرد وثيقة تطبيقها على الواقع هي المعضلة حيث صارت من سماتنا أننا نوقع لكن لا ننفذ على الواقع لكن في الأخير انتصر الوطن وفشلت المؤامرة .
اليوم المشهد اختلف لم يعد للفساد والفاسدين يد طولا تعبث بما نتفق علية ولم يعد لقوى الماضي السيئ تأثير ومراكز نفوذ وأتمنى أن تطلهم يد العدالة دون أن ننتقي ما نريد ونعفي عما نريد الكل بكل مواقعهم وانتمائهم السياسي الثورة على الفساد لم تقم ضد حزب او فئة بعينها بل ضد منظومة فاسدة أفسدت الوطن على مر ربع قرن ونهبت الثروة واستباحت الأرض والعرض خلصونا و الوطن من هذه الآفات والقاذورات التي دنست وطننا الغالي وجعلت حياتنا جحيم وألم وماسي .
وأتمنى أن نرتقي ونهذب نفوسنا وإصلاحها بالتحلي بأخلاق و معاً نصبح أفضل نعلو بأخلاقنا ونرتقي بروحنا ونغير الواقع المالئ بالانحطاط الأخلاقي والسياسي والثقافي ونبنى إنسان محترم يستحق لقب إنسان و معاً ننشر المبادئ الجميلة التي افتقدناها بسبب الصراعات والحروب وسفك الدماء والفتن في زحمه الحياة و معاً نشعر بجمال الحياة ومتعه الإيمان وحب الوطن والإنسان .
كلنا يجب ان نفكر بأمنا اليمن التي احتضنت أسلافنا على مر الزمن فهل أن الأوان أن نتكاثف ونوحد الجهود ونرتفع فوق الصغائر وان نعلوا على الجراح والألم , العالم كله يتحد في الأزمات والمخاطر ونحن نتبادل الاتهامات ونشتم بعضنا بعض وندعي حبنا للوطن وأعمالنا تقول غير أقوالنا نهد أركان وطننا ونهدم انجازاته ونخرب عقوله ونغتال كوادره من يحب اليمن برهانه التضحية في سبيلها ويضمد جراحة ويملى قلبه بالحب والسلام ويفرغه من كل حقد وضغينة لنتعايش معا بوطن سعيد نسى وتناسى ألامه وجراحة ونحذر من مروجي الفتن والصراعات وتجار الحروب والسلاح قبل أن نغرق جميعا في وطن دمرناه واغتلنا كل خيرا فيه سنندم حيث لا ينفع وقتها هذا الندم