لغة السلام ستهزم لغة العنف

2014/09/30 الساعة 12:08 صباحاً

القارئ للمشهد اليمني جيدا يجد أن أسوء مراحل اليمن بالسقوط الأخلاقي كقيم ومبادئ هي فترة حكم علي صالح كل حياته عنف وعدم احترام بالوعود والاتفاقيات وشديد التعنت والتعصب شرع للفساد والقتل والاستبداد والانتهاكات وكلها لحماية ذاته ومشروعه الخاص وتأمره على الوطن مع الإقليم والتنازل على أراضي من سيادة الدولة و رسخ حكمه بسفك دماء معارضيه وخصومة ساهم في وحدة اليمن باتفاقية مبرمه مع الشريك وانقلب عليها واتفاقية العهد والاتفاق وقعها ثم انقلب عليها واسماها وثيقة الغدر الخيانة تحالف مع القاعدة وسهل لها معسكراتها وتسليحها لضرب الشريك وهكذا استمر ينقلب على الشركاء وينتقل من شريك لأخر وهو ممسك بقوة بالسلطة وعندما اشتد الخلاف شكل عدة لجان لحور عبثي ينقلب على مخرجاته في لحظة غضب ويشتم مندوبيه أذا توصلوا لاتفاق مع الخصوم كان يحكم بالخلافات لا يروق له أي اتفاق كان أو توافق لأنه لا يستطيع الحكم في ظل هذا التوافق وبعد 2011م طلب وصاغ المبادرة الخليجية وأول من يلتف عليها ويعيق تنفيذ بنودها ثم مخرجات الحوار التي أرعبته وأعوانه تحايلا عليها بسبل عدة محب لذاته وهذا الصنف لا يستطيع التسامح وخلع أحقاده وضغائنه رفض مشروع الرئيس للمصالحة مع الأخر كان محور الفوضى والانقلاب على التوافق والاتفاق يعني كارثة بكل المعاني على الوطن وحاضرة ومستقبلة لكن الإقليم يحلوا له بقاء هذه الكارثة كعائق لازدهار اليمن ليستمر فارضا وصايته علينا حتى لا تفتح ملفات قد تكشف كثيرا من قاذورات حكامهم في تأمرهم ضد اليمن ابتدأ من قتل الرئيس الشهيد الحمدي الى يومنا هذا .
انه كتلة من الأحقاد والضغائن كشخص غير سوي لان الشخص السوي قادر على التكيف والتوافق فظروف الحياة دائمة التغيير ويضطر الإنسان أن يعدل استجاباته ويغير نشاطه ليتناسب مع ظروف المرحلة والمرونة هي مستلزم هام لحياة الإنسان في حياة توافقية سوية والعكس صحيح والتصلب مدعاة لحدوث الاضطرابات والتوتر كحياتنا اليوم
الرئيس عبدربة منصور كانت مهمته صعبة في ضل هذا الكيان السياسي الهش والبنية الاقتصادية المنهارة والمؤسسات الأمنية والعسكرية المجزاة والصراع القائم و وجود علي صالح كمريض سلطة ومحرض ضد التسوية والانتقال ظل رئيسنا التوافقي يبحث عن الشراكة الحقيقية و يضيء طريقها بنور المحبة الحقيقي بإزالة الأحقاد والضغائن والنوايا السيئة والتآمر والتجسس والخلافات بين الناس وحفر الحفر من قبل فئة لأخرى في دروب الحياة الجميلة خاصة من منطلق التسلط وحب الذات والانا والسعي لتغييب الآخر وانه لا يستحق الحياة كل تلك سموم تقتل روح الشراكة لكنهم أبو واستكبروا .
يمكن اعتبار الشراكة ثقافة نتاج وعي اجتماعي أساسة قناعات بالمواطنة وفي العمل السياسي المواطنة ترتبط عادة بحق العمل والإقامة والمشاركة السياسية في دولة ما أو هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. وتبعا لنظرية جان جاك روسو "العقد الاجتماعي" المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يلزم عليه تأديتها. وفق مصطلح المواطنة ليكون "المواطن الفعال" وهو الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أو العمل التطوعي. و تلعب المؤسسات الثقافية والفكرية والتربوية دورا محوريا في ترسيخ قيمة المواطن الفعال في نفوس المتعلمين.
وما حدث من اجتياح لصنعاء من قبل الحوثي هي مؤامرة ومخطط لعلي صالح للانقلاب على الحوار ومخرجاته بعد ان فشلت محاولاته العديدة وما الحوثي سوى مقاول نفر ومستغل للفرص وكان يراد للوطن الدخول في حرب أهليه مدمرة يعتقد علي صالح أنها قد تنقذه من العقاب والحساب ومن الدولة العادلة والعدالة الاجتماعية التي تعتبر كابوس منامه .والحوثي هو من ذات المربع الجغرافي الرافض للحداثة والنهوض لا يغرك وجود كم من الشباب المتنور والمتحدث في الإعلام لزوم المكر والخداع وتلميع الصورة التي انكشفت حقيقتهم في الاجتياح الظالم .
المهم ان الوطن الى هذه اللحظة تجاوز شبح الحرب الأهلية قد يكون الإصلاح والقيادة السياسية فوتت عليهم هذه الفرصة ولم تكن خصم عنيد وانسحبوا انا لا أتصور أنهم غير قادرين على الصمود والمقاومة فترة أطول فلنعتبر هذا تصرف عقلاني الواقع اليوم في أزمة حقيقية من الخطوة التالية هل الانسحاب ام الانقسام إلى حوثيون حقيقيون وحثيون مزيفون هم رجال وجنود علي صالح والأمن المركزي وستكون كارثة على صنعاء والوطن ما يهم أخيرا ان المرجعية هي مخرجات الحوار وهذا نصر كبير للوطن على كل مخططاتهم .
كل الخيارات مطروحة اليوم اجتياح الحوثي لصنعاء صعب مساءلة الشراكة والتعايش في ظل نهبه وتكديسه لأسلحة الدولة في المناطق التي يسيطر عليها جرد الدولة من كل قوتها وصار قلعة حصينة مسلحة وقوة قادر على إرغام الآخرين على الخنوع ويشكل خطر وطني وإقليمي لا يوجد اليوم تعادل في موازين القوى التي كان هادي يصنعها الظرف يحكم عليه تسليم أسلحته والانسحاب من كل المواقع التي استولى عليها والعودة الى قريته حوث .
أذا من حقنا كجنوبيين ان تكون لنا خيارتنا التي للأسف كان للواقع الجديد سبب في تغيير تلك الخيارات ظلينا خمسون عام ننادي بالوحدة وندافع عنها واكتشفنا أننا كنا واهمين ان اليمن يمكن أن يبني دولة مدنية رغم إيماني ان الجنوب استطاع ويستطيع تقبل هذه الدولة و لنبدأ ببناء دولتنا المدنية في الجنوب ولا اعني الجنوب العربي بل الجنوب اليمني الذي يمكن ان يظم أجزاء من الشمال القابل لهذه الدولة التي من الصعوبة بنائها في شمال الوطن .
احتار الرئيس بهذه المجتمع الذي يجنبه الانهيار والاقتتال والعنف وهو يصر إصرار عنيد على سفك الدماء وإزهاق الأرواح ويمارس العنف سلوكا وثقافة والبندقية هي لسان حالة والقتل فعل طبيعي للرد على الخصوم كيف له ان يخاطب هذا القوم دون ان يصير يشبههم بالسوء ؟ إنشاء الله سيكون الوطن بخير لان لغة السلام ستهزم لغة العنف .
احمد ناصر حميدان