أكثر من 20 عاما مر على فشل المشروع الوحدوي وفرض الوحدة بالقوة.. ومنذ ذلك الوقت لم نسمع أحدا من كافة القوى الشمالية بكافة أطيافها يتحدث بكلمة حق عما حدث من تدمير وطن ولم يطلقوا حتى الاستيلاء على المنازل عبارات احتلال كونها مساكن شخصية أضعف الايمان .
لقد تألمت كثيرا على اقتحام غرفة نوم القيادي الاصلاحي محمد قحطان من قبل الحوثيين وهو أمرٌ نرفضه اخلاقيا، ولكن في الوقت نفسه تذكرت كلمة قالها قحطان على قناة (اليمن) عندما سأله احد الشباب لماذا لا زال حميد يحتل منزل البيض اثناء مؤتمر الحوار؟.. فرد عليه قحطان هذا المنزل ملك (البس).
واليوم فجرت كل منازل حميد ونهبت البقية وهو من احتل منزل البيض او (البس) واصبح (فأر).
لقد رحل من أطلق الشرارة الاولى في الحرب على الجنوب من عمران وقُتل أيضا في عمران.. وهرب قائد النصر الاول على الجنوب علي محسن الاحمر من نفس الطريق البحري الذي هرب منه قادة الجنوب في 94م، وحتى من نفس (الميل البحري)!
وعلي عبدالله صالح كبيرهم الذي عملهم السحر والذي قاد تحالف الحرب على الجنوب واحتلاله بعد اسقاط العاصمة عدن.
نفس علي عبدالله صالح الذي قاد تحالف لاحتلال الشمال واسقاط العاصمة اليمنية صنعاء.
في الوقت الذي لم تتح لنا تحقيق عدالة الأرض لم تتأخر عدالة السماء.
لم يدرك من أذلوا الجنوبيين بأنهم سيذلون أيضا.. ومن قَتل بأنه سيُقتل ، ومن شرد خيرة رجال الجنوب بأنه سيتشرد في يوم من الأيام.
إننا اليوم نسمع عويل وصراخ عن احتلال الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء وبعض محافظات الشمال وتناسى المتباكون بوجود وطن تم احتلاله في 94م، وفرض عليه سلطة القوة وهيمنة المحتل.
واختتم مقالي بقوله تعالى :"يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" ..صدق الله العظيم.