بالتنوع ترقى الأمم...لا تتصارع

2014/10/01 الساعة 01:08 مساءً


في إحدى مقاهي عدن المدينة المتنوعة فكريا وثقافيا وعرقيا المدينة الجامعة لكل الأطياف كان هناك جدل حاد واتهامات مقيتة لما آلات إلية الأوضاع تركز الاتهام للأحزاب والانتماءات السياسية كلا يتهم الأخر بألفاظ جارحة تتحسس من خلالها مدى الكره والحقد الذي يكنونه لبعضهم البعض قاطعهم أحد كبار السن يبدوا من ملامحه أثار الحياة الصعبة والمعانات المثقلة وهو من نبرة صوته منزعج من هذا الجدل العقيم قائلا أتعرفون الجدل البيزنطي الغير مفيد والغير ايجابي المحبط المثير للنزعات التعصبية هو حواركم نفسه قال احدهم مالك يا عاقل أنت الذي ستعلمنا كيف نتحاور رد بلهجة شديدة نعم سأعلمك كيف تحب وطنك وتعشق الحياة الكريمة وتدافع وتحمي مصالحك وتكون جزء بناء لتقويم ألامه لا هدام كفى مهازل وغباء وفشل لاحظوا كيف دول الجوار تنهض ونحن نتجادل لنخلق مزيدا من الخلافات والصراعات انتم اليوم محور حديثكم يصب في القوى السياسية والتعدد السياسي الذي يفترض أن يكون ثراء فكري وسياسي لا مصدر خلاف والتعددية تُوجب التنوع لا توجب الصراع، وتضمن للإنسان الحق والمسؤولية وتكافؤ الفرص في كل الحقوق، فالقيمة الكبرى للتعدد هي التنوع وليس الصراع والاستقطاب. وهى الإضافة وليس الإقصاء.. وكلاهما من أقوى ضمانات التعايش الصحي والسليم . هذا التنوع مطلوب لكنه تحول إلى وسيلة من وسائلهم للتدمير انتم تطمحون للحرية والحرية هي التنوع السياسي والفكري والعرقي و تعدد الآراء والأفكار والرؤى وتنوعها وثراؤها حالة إيجابية رائعة يعرفها العقلاء والسياسيون النابهون وقادة الرأي في مجتمعاتهم. ولعلنا نرى في تاريخ الحضارة الإسلامية أن فترات التوهج الفكري والعلمي والاستقرار الاجتماعي كانت مع سيادة «التنوع» في الأفكار والآراء. والعكس صحيح.. فكانت فترات الانتكاس والتأخر مع الضيق بالآخر والتضييق عليه.. سواء كان هذا الآخر دينياً أم سياسيا. أم مذهبياً في بعض الفترات.
علينا ان لا نجعل التنوع مشكلتنا فالمشكلة ليس بالتنوع بل بالممارسات الفردية والعصبويه أنهم الفاسدون والمتاجرون بالوطن وهمومه ومصالحة أنهم المتآمرون والخونة أعدائنا جميعا لا تفكرون بانتمائه السياسي هذا من حقه وليس جريمة جريمته أعمالة حتى لا يصبح الصراع كقوى سياسية بل الصراع كقوى وطنية وألا وطنية وشريفة نزيهة أو خائنة فاسدة تلك هي قضيتنا عصابة حكمتنا وتحكمنا وتمزقنا طوائف سياسية وفكرية ومذهبية لنتصارع على هذا الأساس بالاستقطاب فتنجوا بتكتلاتنا معهم وفق توجهاتنا السياسية والفكرية والمذهبية اليوم المتابع للأحداث يستغرب من رؤى وتوجهات بعض النخب والمثقفين انتقلت لديهم عدوا الأحقاد والضغائن لقوى سياسيه بعينها بسبب تصرف فرد أو جماعة تنتمي لهذه القوى وبعضهم يطرح أطروحات الاجتثاث والإقصاء وكأنه يقول لنبيد تلك القوى من الوجود وهو من الصعوبة بمكان مثل هذا هل يحق له ان ينادي بالحرية أي حرية الحرية لذاته الذي غيره لا يستحقها منطق اعوج .
ويعظهم يخاطب الأخر بالغة استعلى وكأنهم ليسوا أناس أحياء عقولهم تعمل وهم قد يكونوا أذكى منه من يقلل بقدرات الآخرين مريض ويرى نفسه منزه وذكي ويخاطب خونه ومتآمرين وعبيد وجهلة فان مرضه استفحل عليه أن يبحث عن طبيب يعالجه
اليوم نعترف بتخليص الوطن من الفاسدين لكنهم بنسبة 10% ويتبقى 90% من الفاسدين بمختلف أطيافهم وهناك من يتكتل معهم ويدافع عنهم بحكم الانتماء السياسي والمذهبي والعرقي والقبلي لا يعترف أن الوطن هو الهم الأول ويجب أن نتكتل على أساسي وطني ضد كل فاسدا ولص ومتآمر وخائن حتى وان كانت تربطنا به علاقات أسرية عرقية مذهبية سياسية فكرية انأ مع الوطن وهو بإعماله عدوا لهذا الوطن باختصار ذهب علي محسن وحميد وغيرهم إلى الجحيم هم فاسدون ومفسدون لكن يبقى علي صالح وأعوانه ومناع ورجاله رؤوس الفساد وصانعيه وحاضنيه ويشكلون اشد خطرا ممن ذهبوا من يحميهم من يدافع عنهم من يرعاهم أليس جزء من الشعب والقبيلة والمذهب والفكر كيف لكم تبنون وطن ودولة وتتحدثون عن المستقبل والنهوض والتطور وانتم حاضني مثل هذه الكوارث التي نهبت وعبثت بالوطن ومقدراته .
عليكم ان تحافظوا على بقائكم كأطياف سياسية وفكرية ومذهبية وعرقية متنوعة لان التنوع خير لا شر وثراء لا فقر وحب لا كراهية وحرية لا عبودية التنوع شي جميل وثقافة راقية متى ما استوعبنها ولا نسمح للفاسدين ان يحتمون خلفها ويبثون سمومهم وفتنهم لنتصارع ونتناحر كأطياف وأفكار متنوعة وعلى الجميع ان يعلم انه لا خيار أمامنا للرقى والتقدم والنهوض إلا ببناء وعى اجتماعي وطني جديد يستوعب معنى التعدد والتنوع الإنساني وينميه ويقويه.. والطريق إلى ذلك هو التأسيس الصلب لحقيقة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، المتظللة بأخلاق وثقافة التعدد والتنوع، بحيث يتحول هذا التأسيس (بحمولته) الدستورية والقانونية والحقوقية إلى مرجعية عليا لكل مواطن.
احمد ناصر حميدان