عصبية ..الاصطفاف

2014/10/17 الساعة 06:58 مساءً

ما أمسنا في اليمن لثورة ضد العصبيات العرقية والسلالة والطائفة والمذهب وهي ثورة فكرية وثقافية تعليمية لتعزيز الانتماء الجامع للوطن أولا . وما هو حادث ألان ان الجماهير ممزقة وتتكتل على أساس العصبة فيجد الاستبداد والفساد من يساندهما من الجماهير و بها يعلن نفسه حاميا ومدافعا عن مصالحها وهنا نجد الجميع يعلن عن نفسه حاملا لطموحات وأمال الشعب .
أذا تم تقييم علمي لفشل الثورات العربية او بعضها كاليمن في تحقيق أهدافها ألاستراتيجيه الوطنية سنجد ان من تربع على مقاليد السلطة اعتمد في حكمة على احييا العصبية ودعم ملكة بها صنع رجاله من المقربين لعصبيته كالقبيلة والطائفة التي تبدأ من العصبة الخاصة كالنسب الأقرب ولا تتجاوز القبيلة والطائفة وأحيانا المذهب والبقية موظفين مصيرهم مرتبط بقرار من النخب المختارة بعناية لحماية الملك وضمان عدم وجود حساب وعقاب لهذه النخب وقائدها الذي يملك صلاحيات مفتوحة للتصرف في مقدرات البلد ومستقبلة أي أن الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرارات المصيرية محرمه والمطالبة بها جرم في شرعهم بهذا تتاح الفرصة للحاكم بتبديد ثروة البلد بشراء الذمم والولاءات ألضيقه ويصبح الوطن ومصالحة وهمومه قضايا ثانوية هذه السياسة مرتع خصب للفساد والاستبداد والاضطهاد وحاضن للفتن والصراعات المدمرة للبنية الاجتماعية استطاع النظام ان يستثمرها للعيش فترة زمنيه اكبر وكلما شعر بخطورة هلاكه يجدد ذاته بوسائل مختلفة كالديمقراطية والتعددية السياسية وهي وسائل للتنمية السياسية والاجتماعية مزجها بالعصبية لتتحول وسيلة للبقاء مهيمنا ومسيطرا على الوطن ومقدراته و بها يعيد إنتاج ذاته مرات عده بالانتخابات المزورة والإرادة الشعبية المصطنعة التي لا تؤدي للتبادل السلمي للسلطة مستفيدا من الواقع الملي بالسموم والعصبيات الذي صنعها لبقائه هذا النظام تمكن حتى صار قادرا على إدارة الأزمات والصراعات لصالحة وهي من تساعده على الحياة لكنه لا يستطيع العيش في أجواء صحية و وضع سياسي معافى وسليم وهي حالة التعايش والمواطنة المتساوية ودولة النظام والقانون الذي ظل يحاربها فكرا ومبدأ وثقافة .
كانت وسائله هي العنف والصراعات المسلحة التي بحكم سيطرته على أدواتها يضمن انتصاره على المشاريع الوطنية ألحقه و بها كان يقمع أي تحرك شعبي وطني للتغيير ولان التغيير سنه كونية وضرورة إنسانية للحياة كان لابد أن يأتي عن طريق السلمية لفرض مبدأ التعايش وإرساء المواطنة ورفض استخدام العنف والصراعات المسلحة التي يسعى إليها النظام لتخدمه وفي ظل سير عملية التغيير على الأرض اليمنية المفروضة من قبل الثورة الشعبية ظل النظام يجر البلد نحوا دائرة العنف والصراعات ليعيش ويتجنب القضاء علية .
البعض يعتقد ان التغيير يمكن ان يتم دون مقاومة ويعيب على قوى الثورة الحسم السريع ويريد فرض أساليب الماضي في واقع اليوم وهو بذلك يخدم ذالك النظام وينجر خلف مخططاته مثل هولا ينجرون نحوا قتل واغتيال المشاريع الوطنية الحقيقية التي تحمل قيم ومبادئ المعبرة عن أمال وطموحات الجماهير الحقيقية وذلك باستبدال السلم بالعنف و الشيخ بالسيد وهما من ذات العصبية المرفوضة ومن عقول تعي ذلك لكنها تبرر عجزها بقوة البديل السيئ ويشكو ويتضرر من سلوك ويأتي بمثله ويفرغ أحقاده ليسمم المرحلة بحجج تخالف التعايش والسلام والحب والوئام صار جزء من مشكلة البلد ونكرة كخصومه جعل نفسه الوجه الأخر لعملة خصومة هو ذلك الرافض للتعايش مع الأخر بل يريد أفناه من الوجود بحجة انه يختلف عنه فكرا ورؤى وتوجه سياسي عقائدي .وهذه وحدها مبرر كافي للطرف الأخر ليدافع عن البقاء ويستدعي كل أدواته والعراق وسوريا واليوم لبنان أمثلة واضحة للأعيان وفي الوطن بدأت مؤشرات هذا الصراع و الخوف ان تنجر البلد إلى ما لا يحمد عقباه . بينما الاصطفاف مع المشاريع الوطنية التي تتحقق انجازاتها بالتوالي كالحوار والمخرجات والاعتراف بالحقوق والواجبات والمواطنة التي كانت مرفوضة بالأمس هي السبل الكفيلة والمميتة لثقافة وسلوك وأدوات النظام العفن وتجفيف منابع فساده ومحاربة الإرهاب .
لو تصلب وتمكن هذا الاصطفاف كان سينتج واقع مطلوب ومفروض على قوى الماضي قوى الفساد والاستبداد والإرهاب ستجد نفسها في مواجهة صعبة مع الشعب و طموحات وأمال الجماهير الغفيرة أم أن تتغير أو تداس لكن البعض خدم تلك القوى من حيث لا يعلم ومكنها من أهدافها واضر الوطن دون أن يفيده صحيح خلص الوطن من بعض الفاسدين لكن مكن الكبار منهم وخلق مقاومة للأخر في شرعية البقاء وهو يعلم ان العنف ينتج أحقاد وضغائن يغذي مزيدا من الصراعات ولن يتعافى الوطن بغير واقع طاهر وصحي ونضال سلمي باصطفاف جماهيري واسع .
والمؤشرات تشير إلى بؤر صراع خطير أذا ما تمدد وتوسع قد يجر الوطن إلى مالا يحمد عقباه ألان العنف يستدعي العنف المضاد والنتيجة كأرثية وهناك من شعر بخطورة المرحلة وأخر لازال بعصبيته الفكرية والأيدلوجية يصر على السير بنفس العقلية المتصلبة يغرد خارج السرب لا يحب أي اصطفاف شعبي بل يعمل على شقة منهم من ينافس على الزعامة وأخر يقرءا تاريخ ويريد تطبيقه على واقع اليوم لا يؤمن بالتطور والتجديد وتغيير الأدوات والسبل .
كم يؤلمني ومثلي كثيرين ان أجد زعامات الماضي العفن تتطاول على ثورتنا لان ما حدث حرك فيها الروح والأمل في استعادة ملكها في الوقت التي كانت تنازع وتقاوم التغيير مرعوبة مما يجري لكنها خططت للانقلاب على التحول ونفذ خططها البعض بزعامات سلالية عرقية مذهبية من ذات المربع الجغرافي أساس مشاكلنا منذ مئات السنين ويزداد الألم عندما تشاهد جهابذة الفساد رموز الماضي وهي تحاضر في القيم الثورية النبيلة التي انتهكوها وهمشوها دحرا من الزمن وها نحن مجزؤون شعبيا ونتصارع على تبني الإرادة الشعبية ونحن نفقد طموحاتنا وأمالنا ونخطو للخلف إلى أسوى مما كنا علية وهذا الفشل سببه العصبية بكل أشكالها التي تقف حجر عثرا أمام أي اصطفاف شعبي واسع للهوية الجامعة هي الوطن .
احمد ناصر حميدان