الحشد الجماهيري لأبناء الجنوب الأحرار بمناسبة أكتوبر العظيم أكتوبر الفداء أكتوبر الذي حرر ارض الجنوب من المستعمر الغاشم وعملائه من السلاطين والأمراء والمشايخ أكتوبر الذي جعل الجنوب حرا أبيا شامخا يرعب كل الأنظمة الاستبدادية والذين يستعبدون البشر وجعلوا لأنفسهم اصطفاء ومكانه أعلى من أبناء جلدتهم وكأنهم خلقوا بخلق أخر كما يقول المثل العدني { خلق بزنبيل } رغم كل الإخفاقات والمتناحرات التي فرضتها ظروف المرحلة حينها لكن الجنوب اثبت من غير شك انه ارض يقبل ويتقبل التغيير والبناء ولدولة المدنية لا ينكر غير حاقد حقيقة أن الجنوب اليمني بناء دولة وأرسى نسبة تشكل حالة أفضل من الجوار من العدل والمساواة مع تفاوت نسبة في الحرية الشخصية والفكرية والثقافية .
هذا الحشد أعاد إلى ذاكرتي الأيام المجيدة للاستقلال في 30 نوفمبر يوم ان توجت اليمن الجنوبي ثورتها العظيمة أكتوبر باستقلالها يوم ما خرج أبناء عدن ومعهم الجنوبيين في احتفالات شعبية وزغاريد النساء وهتافات الحناجر المبتهجة والمسرورة بنيل هذا الاستقلال كنت حينها في الثانية عشر ربيعا وكنت أدرك حينها أهمية هذه المناسبة العظيمة من ملامح والدي وأصدقائه الذين كان لهم دورا في تاريخ الحركة الوطنية والنقابية في عدن وكنت أشاهد شعاع الفرح والسرور يعم أسرتي وجيراني وعدن كأملها والأحياء الشعبية التي عشت وتربيت فيها في حي المعلى الذي أضاء رجل الأعمال المعروف في منطقتنا الحاج احمد مرشد جبل شمسان الأبي بكشافات ضخمه جعلت المعلى لا تعرف الظلام خلال أشهر كنا نلهو كأطفال هذا النور الذي ارتبط في أذهاننا إلى يومنا هذا .
هذا الانفتاح والتنوع الفكري والثقافي التي شهدته عدن كمدينة حاضنة للجميع وحاضنه للقوى الوطنية والحركات الثورية والنقابية جعلها بلد تدعوا للوحدة الوطنية والقومية وكان أبنائها تواقون للوحدة اليمنية والعربية لهذا كانت الوحدة اليمنية تمثل لهم هدف سامي ونبيل اندفاعهم لها كان من أيمان صادق وعقول مغرمة بالوحدة لكن تجربتهم مع أخوننا في شمال الوطن وغياب المصداقية لديهم في كل الاتفاقات والتعهدات المبرمة والخداع المستمر والاستحواذ والإقصاء والتهميش وإلغاء الشراكة وغياب المواطنة خلق حالة تذمر وغبن وكفر ليس بالوحدة بل بالارتباط بهذه القوى التي سيلعنها التاريخ وستظل لعنة الجماهير الشمالية قبل الجنوبية تطاردهم على مر القرون والأزمان .
الى متى مطلوب من الجنوبيين ان يصبروا ويتحملون غبن تلك القوى وعدم إمكانيات تقبلها الأخر واستعلائها علية الى متى سنتحمل الكذب والمراوغة والتحايل في قضيتنا العادلة { لم يحقق شي على الواقع مما هو مكتوب ومدون } إلى متى سنتحمل التخلف والجهل الذي ينتج الصراعات الطائفية والمذهبية إلى متى نرتبط بقوى لا ترغب بالازدهار والنمو والتطور والنهوض إلى متى سنظل أسيري هذا المربع المزعج لليمن على مر القرون المنتج للدسائس والمؤامرات مع العلم ان الوحدة لم تمت في قلوبنا و وجدننا بل قتلت على الأرض ودفنوها في صراعاتهم وحزننا عليها ثقيل لكن علينا أن نبني وطن ونصبح مجتمع كأي من المجتمعات الإنسانية يجب ان ننطلق إلى رحاب العصر من ارض الجنوب اليمني سنستعيد مجد اليمن وسنثبت للجميع ان اليمن بلد الحضارة بلد الرقي بلد الخير بلد النزاهة والشرف والأمانة كل القيم التي داسوها وحطموها بسلوكياتهم ومؤامراتهم هي قيم يمنيه أصيلة في وجدان كل يمني أصيل ثقوا يأبنا السعيدة ان الجنوب اليمني سيكون متاح للجميع ويقبل الجميع وهو ولن ينغلق على احد ويرحب بكل منطقة او جماعه صادقة مؤمنه إيمان قاطع بحب الوطن والوحدة الحقيقية في القلوب والوجدان وحدة الإنسان قبل الأرض وحدة الخير للجميع ويتحمل مآزر الضرر الجميع وحدة العدل والحب والشرف .
في هذا اليوم الأغر توحدت كل فصائل ومكونات الجنوب السياسية والفكرية وهناء تتصلب الإرادة تتلاحم الجهود وتتوافق الآراء والأفكار لما يخدم مصلحة الوطن وقضيته العليا والوطن يتسع للجميع الكل شركاء ولا احد واصيا على الأخر وفرضا رؤاه ومشاريعه على الغير بل التنوع بقبول الأخر هو السائد هنا سيسقط الظلم والبغي والجبروت وسينتصر الجنوب اليمني في قضيته وحذاري من سموم الفتن وصراع الزعامات لأنها زائلة والوطن هو الباقي والشعب في الجنوب يعي مصالحة جيدا وستكون الدولة المنشودة التي سطرتها مخرجات الحوار الدولة التي يحلم بها كل يمني غيور من صنع الجنوب بإذن الله تعالى .
احمد ناصر حميدان