لنطهر نفوسنا من الكراهية

2014/10/21 الساعة 03:18 مساءً

يقال إن الحب اختيار والكراهية اختيار أيضا، لكن كلاهما شعور ينبعث من نفس بشريه فأحدهما يدعو للتعاطف والانجذاب يبرهن عن صحة وسلامة النفس التي تصدره والآخر صفته الاشمئزاز والنفور يبرهن على خبث ومرض النفس التي يخرج منها من منا لم يكره، لكن أن تتحول الكراهية إلى شعور عام تجاه جماهير تشاركنا الأرض والهواء، ولا نرغب في العيش معا، وان تصبح الكراهية ثقافة وتتصدر المشهد فهي علامة من علامات البؤس الإنساني بكل تجلياته .
الكراهية صناعة، والتحريض على الكراهية يعتبر جريمة بحق الإنسانية. فإطلاق الأحكام المسبقة أو الأوصاف المهينة هو تعصب يراد به زرع الكراهية وصناعتها في فئة ضد فئة وهي نوع من أنواع العنصرية والتي من الممكن أن تتسبب في تدمير كل البشر وخلخلت البنية الاجتماعية وخلق واقع مسمم بمزيد من الأمراض الفتاكة التي تدمر الروح الإنسانية والعلاقات الاجتماعية تمر علينا اليوم الذكرى {51} لثورتنا المجيدة 14 أكتوبر التي حررت الجنوب اليمني من الاستعمار البغيض امتزجت فيها الدماء اليمنية وتلاحمت الصفوف الثورية لتشكل وحدة واحده ومصير واحد في الثورتين سبتمبر وأكتوبر لا اطلب من شباب اليوم غير ان يقراؤون تاريخ الحركة الوطنية والنقابية جيدا ليعرف وحدة الروح النضالية المتأصلة في وجدان أوائل الثوار الكوكبة الفدائية الطاهرة التي أشعلة الشرارة الأولى للثورة اليمنية شمالا وجنوبا لم يعرف الشعب اليمني الكراهية سوى بعد زمن ما بعد ثورتيه في الشمال او الجنوب وهو ما يبرهن ان ثقافة الكراهية هي صناعة الأنظمة ونتاج لسياسة قذرة وممارسات طائشة خلقت غبن وقهر ولد هذه الكراهية .
بعد أكثر من خمسين عاما من النظام الشمولي المستبد المتأزم منتج للصراعات والفتن هل نتجاوز الكراهية لننتقل إلى واقع طاهر يشع فيه نور المحبة فتكون نبراس يضيء حياتنا يطغي على الشرور والأحقاد والضغائن والفتن ويجهر صانعيها ومدبريها ومشاكلنا وصراعاتنا اليوم هي نتاج غياب هذا النبراس غابت المحبة والتآخي والود والاحترام والمواطنة فبرز عكسها وهي الكراهية أسوى ما في الإنسان من شرور الكراهية عندما تصير عنوان بارز في حياة المجتمع تدمره ويتآكل ببط حتى يتلاشى الكراهية عندما تستفحل تنتج مزيدا من الكراهية وتبدأ الأحقاد والضغائن والنقم والغل المؤثر البارز في توجهاتنا وسلوكنا وثقافتنا والنتيجة نحصد بذورها اليوم .
في اليمن ما أمسنا للمحبة والتآخي سوا كنا تحت مظلة اليمن الموحد او الفدرالي ام يمنان لأنه بالكراهية لن نتعايش ونحن على ارض واحده وتضاريس واحدة وان وجدت حدود سياسية هي خطوط وهمية من صنع البشر ولا وجود لها في الأصل لكننا نضل أمه واحدة ومصالحنا متقاربة ونكمل بعض اقتصاديا وسياسيا وثقافيا خاصة بعد أن امتزجت الأعراق والدماء والمصالح المشتركة والاستثمارات سنضل شعب واحد وأمة واحدة بحاجة للتآخي والحب والود والتراحم .
نحن من عشنا ذلك الزمن الجميل في عدن و بحكم تجربتي في هذه المدينة الراقية وأهلها العاشقين للتعايش والقابلين للتنوع والسعداء فيه لأنه إثراء ثقافي وإبداعي وفكري انظر في صفحات ذلك التاريخ الغني بالثقافة الإنسانية والإبداع الفني والفكري وقارنه باليوم البأس الذي لا وجه لمقارنته بإبداعات الأمس الثقافية والفكرية والفنية وبهذه المقارنة ستجد ان التنوع وقبول هذا التنوع إثراء ورقي ونهوض لكن عندما تبث الدعايات والتشويه للأخر وسرد حكايات لا معنى لها غير بث روح الكره والحقد عن الأخر هنا تبدأ الكراهية مهمتها تفكيك أواصر البنية الاجتماعية والتعايش مع المختلف فتتسمم النفوس وتنحط الأفكار وهذا ما تم ونفذ بإحكام وصارت الكراهية عنوان.
الكراهية روائحها نتنه وتنتج عفن و ستقتلنا وتعيق تطورنا وازدهارنا لأنها سموم فتاكة ضد التعايش والتنوع والمواطنة المتساوية حاربوها تصدوا لها قبل أن تدمرنا وتقتلنا شمالا أو جنوبا
احمد ناصر حميدان