وطني اليمن بلد عريق وله تاريخ حضاري وجدت أثاره وشواهده من العصر الحجري القديم ومدافن من العصر الحجري الحديث وبدأت علامات التحضر تظهر في الألفية الثانية ق م وظهرت مملكة سبأ في العام 1200 ق.م قامت في اليمن أربعة اتحادات قبلية هي مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان وأقوى هذه الاتحادات كان سبأ والتي ضمت بقية الممالك في القرن السابع ق.م واليوم وبعد 3000عام وأكثر من هذا التاريخ لازال أهل اليمن يبحثون عن دولة ضامنة وعادلة للجميع و وطن يعيش ويتعايش فيه اليمنيون بكل أطيافهم الفكرية والعقائدية والعرقية وفق نظام سياسي عادل ينظم إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية ويضمن الحقوق والحريات فغياب هذه الدولة يمتد جذوره إلى نهايات القرن العشرين حيث ظهرت اتجاهات ساعية لإفراغ الدولة من مضمونها نتيجة عدم تلاؤمها مع التطورات الجديدة باستحواذ فئة حاكمة سخرت الدولة والوطن وخيراته لخدمة مصالحة الضيقة والأنانية واستطاع الشعب اليمني الأبي بثورتيه العظيمتين سبتمبر وأكتوبر من دحر المستعمر والسلاطين من الجنوب والإمامة من الشمال واستعاد كل حقوقه وثروته التي كدسها الكمبرادور والإقطاع في فترة حكمة للبلد لينعم الشعب في خيرات وطنه ويستقر على أرضه واذا بمستعمر وطني داخلي من أبناء جلدتنا مارس الظلم والنهب بنسب تفوق أضعاف مضاعفة ما أقدم علية المستعمر وسلاطينه والإمامة وعملائها واليوم وبعد خمسين عاما ثار الشعب ضد المستعمر الوطني المحلي ولكنه لم يتمكن من استعادة ثروته و وطنه وسلطته على هذا الوطن وبالتالي لم يسمح له ببناء دولته المنشودة على أرضة المباركة .
المخاض القائم ألان وتداعياته هي نتاج فقدان هذه الدولة واستلابها من سلطة الشعب وخدمته فكلما ثارت الجماهير عليهم مطالبة بحقها الطبيعي بالعيش حياة كريمة وبناء دولة ضمانه لهذه الحياة والحفاظ على سيادة الوطن من العابثين والفاسدين والظالمين كتلوا ضده شراذم المصالح والفساد ضعفاء النفوس عبيد المال بشراء ذممهم بأموال البلد المنهوبة مثل هولا ذلوا أنفسهم وإخوانهم شركائهم في هذا الوطن وهم يعلمون يقينا ويشاهدون ما يصرفونه أسيادهم من أموال طائلة والوطن في أزمة مالية واقتصادية حادة جعلت البعض يعيش حياة الفقر والجوع والعوز وما يحز في النفس أن تلك الأموال التي نهبت تستثمر في دول أخرى وساهمة في إنعاش تلك الدول اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا أي أنها لعنة القدر ان تكون اليمن غنية بمواردها ورجالاتها ويسودها الفقر والمرض وعلى كف عفريت تقترب من الفشل المريع وأموالها ورجالها يرفدون دول الجوار اقتصاديا وتجاريا لهذا تجد بعض دول الإقليم تحيك التأمر والدسائس لإجهاض ثورة الشعب في اليمن لأنها مركز احتوى ألأموال المنهوبة واستثمارات ناهبيه ولصوصه لكن التاريخ لا يرحم ويسجل هذه المواقف الغير مشرفة .
ألان لا نريد سوى دولة ومؤسساتها القادرة على فرض النظام والقانون على الجميع وهذه الدولة قد توافق على أسسها في مخرجات الحوار التي يتآمرون عليها اليوم وتحالفاتهم المشبوهة تصب في هذا الاتجاه .
لا استطيع اليوم أن أطالب الرئيس والحكومة التي أسقطت بعد أن صار العنف والسلاح هو المتصدر للموقف وأنصار الله هم أصحاب هذه القوة على الأرض وهم من أعلنوا في خطابهم أنهم دعاة دولة ضامنة وعادلة وما توقيع اتفاقية السلم والشراكة دليل و المرجعية الضامنة لتنفيذ مخرجات الحوار أسس بناء الدولة المنشودة وهم اليوم أمام مسئولية تاريخية و وطنية لا تمام ذلك والدفع بالعملية السياسية بخطى ثابتة وسليمة نحوا بنا دولتنا المنشودة وبما أن الكل شركاء فالجميع يتحمل هذه المسئولية لا مجال للإعاقات والمناورات السياسية اليوم وخاصة من قوى الماضي التي عمدت منذ توقيع المبادرة الخليجية على إفشال الجهود لبناء دولة ضامنة وعادلة ومنصفة للجميع أي دولة النظام والقانون .
المشهد اليوم يكرر نفسه في المحاصصة والتنصل عن الاتفاقيات والعهود من أطراف ما تبقى من النظام السابق التي لم تتعظ مما حدث لخصومهم وعلى أنصار الله ان يبرهنوا أنهم جادون في ما يقولون وان يطهروا الوطن من عفن الماضي الذي ظلمهم وظلمنا ولازال يعيق مستقبلنا ويعبث بحاضرنا عليهم ان يدفعوا بقانون العدالة الانتقالية لتحقيق العدالة الاجتماعية واستعادة الأموال المنهوبة ومحاربة الفساد والفاسدين دون انتقاء وتقديمهم للعدالة نحن ننتظر وتحملنا الكثير ومستعدين ان نصبر لكن نريد عمل يؤكد مصداقية الأقوال ولا نريد سوى دولة ضامنة وعادلة ونعيش ونتعايش بأمن وأمان وحب واستقرار بلدنا واعد بالخيرات والكوادر والخيرين والشرفاء كونوا مع الشعب قولا وعملا قبل ان ينقلب عليكم الشعب فعلا . معا لنبني وطننا ونستعيد سيادته وعزته وكرامته .
احمد ناصر حميدان