ليش قالوا دولة

2014/10/27 الساعة 05:14 مساءً

الدولة فقط هي من يجب عليها أن تقوم بعمل الدولة لأن كل طرف يمثل نفسه وجماعته والدولة تمثل الجميع، ولأن كل طرف يمثل حزب أو مذهب أو ولاء للخارج والدولة تمثل اليمن والشعب، ولأن كل طرف يقاتل من اجل مصالحه وبقائه والدولة والجيش يفترض أن يمثلا مصلحة اليمن والشعب.

وبالتالي لا يجب على أي طرف خارجي كان أو داخلي أن يمارس الدور الذي ينبغي أن تقوم به الدولة وبهذا تحفظ الدولة سيادتها داخليا وخارجيا وتحافظ على قوتها ونفوذها.

إذا كانت التدخلات الداخلية أو الخارجية في أعمال الدولة والنيابة عنها تأت تحت ذريعة أن الدولة ضعيفة فإن هذه التدخلات احد اكبر واهم أسباب لا أقول ضعف الدولة فحسب بل وأحد عوامل انهيار الدولة أي دولة.

كل طرف يقوم بعمل الدولة يفعل ذلك من أجل مصالحه فالخارج يبحث عن مصالحه الاقليمية، والأطراف الداخلية تبحث عن مساحات نفوذ وقوة وصيت تأت على حساب تراجع نفوذ وضعف الدولة واهتزاز صورتها في ذهن المواطن.

باختصار كل مشاكل اليمن تنبع من أمرين :

الأول لما يكون الريموت في يد خارجية لأنه يفتح قنوات لا يريدها الشعب.

الثاني لما كل طرف سياسي قوي أو مسلح يسعى إلى تكوين دولته الخاصة على حساب الدولة التي تجمع كل الأطراف.

وبصيغة عامة يمكن القول انه كلما ازداد حضور الجماعات الحزبية والطائفية وأنه كلما ازداد حضور الأطراف المسلحة كلما غاب دور الجيش وتعمل جاهدة بكل قواها على توسيع وتجذير غياب الدولة الأم لتبسط نفوذها أكثر فأكثر.

ما يحدث في اليمن بالغ الخطورة وغياب الدولة على حساب ظهور الفوضى المسلحة لن يؤدي إلى نتيجة واحدة هي تمزيق اليمن لأننا شئنا أو أبينا سنجد أنفسنا أمام دول داخل دولة وجيوش غير نظامية على حساب جيش الدولة.

شيئا فشيئا تتحول الفوضى المسلحة والتدخلات الخارجية

إلى قرصنة تتناول سفينة الدولة من كل جهة وتحدث فيها المزيد من الخروق حتى تغرق.

الأسوأ من القراصنة تفكير أصحاب القوارب التي تنفصل عن سفينة الوطن مستثمرة الخروق الكثيرة في أنحائها واحتمالات تعرضها للغرق.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.

"الثورة"