فقدان الحكمة ولإيمان

2014/10/31 الساعة 06:52 مساءً

كنا جلوس حلقة من المثقفين والمبدعين على مقهى في شارع قصر المنصورة حيث التجمع اليومي الذي نتداول فيه الأخبار و الآراء والأفكار و كانت أخر عبارة نطقها صديقي الفنان المسرحي ستتغلب الحكمة والإيمان إنشاء الله واذا بأحد المارة يزج بنفسه في حوارنا ماذا تقول يا أخ أي حكمة أي إيمان ونحن في صراع مصالح وننتقل إلى صراع مذاهب وطوائف ونتكتل مع نافذين ضد الوطن إنني على يقين ان الجميع لا يحبون هذا الوطن ولم أشاهد او أتلمس مواقف مشرفة تؤكد حبهما للوطن رد له صديق الجميع ! فقال عندما أقول الجميع اقصد الأطراف ذات التأثير على المشهد في البلد وغيرهم لا حولا لهم ولا قوة مواقفهم الوطنية أن وجدت لا يعيرها احد اهتمام .
وذهب الرجل ويبدوا عليه الإهمال في منظرة تعبيرا عن التشاؤم الحاد الذي ينتابه وبدأنا نفكر فيما قاله الذي يستدعي إلغاء من قاموس اليمنيين أنهم أصحاب حكمة وإيمان فقد أصبحت هذه العبارة تاريخ من الماضي لم يحافظ عليها أهلها إذا أخذنا السلوك السائد منذ خمسون عام فقد صار اليمنيون فيهم داء التأمر والدس على بعض وفقدوا شرف الكلمة لا نذهب بعيدا منذ الوحدة اليمنية المباركة كل ما وقع اليمنيين على اتفاق وتوافق كمخرج لأزماتهم يتعمد طرف على الانقلاب على كل ما يلتزم به فيقولون عنه شاطر سياسي وهوا فاقد لشرف الكلمة والعهد إلى هذا اليوم ومعه مثقفين يعملون مقاولين ترويج له وهد للاتفاقات وتعزير للشركاء هذه سياسته منذ ان عرفناه يدس ويفرق ويمزق وينقلب أي حكمة بهذا السلوك والذي سمم المجتمع وبرز كسلوك فافقد اليمنيون بسببه الحكمة والإيمان .
وبرز لدينا فتى السبابة الذي يظهر على التلفاز ليقلد غيره يحرض ويهدد ويتوعد من شاشات التلفاز لم نشاهده دون حراسات مدججة ومشددة ومواكب مصفحة ولم نلاحظه في اجتماع رسمي مع قيادة البلد بل هو زعيم ديني روحي حرام ان يجلس على طاولة السياسة بل محلل له رفع سبابته ليشتم بها من يريد ويلوح باستخدام العنف والسلاح لضرب من تسول له نفسه اعتراضه يتحدث عن الدولة وهو ينهبها ويعيقها ويدمرها يخاطبنا بالأمل القادم الدولة المنشودة وهو يستدعي القبائل من كل جبلا وتل وكهف ليتصدوا لهذه الدولة ورموزها يذهب إلى أراضي الآخرين يبحث عن خصومة واذا تصدوا له صنفهم بتهم عدة أبرزها إرهابيين وحكم عليهم بالموت هذه هي حكمتهم وإيمانهم .
يتصارعون مع من لا يختلفون عنهم شكلا ومضمونا فهم وجهان لعملة واحدة من فقدوا الحكمة واستغلوا لإيمان وهم يسيرون على نهجهم وفي طريقهم للسقوط مثلهم .
أما الجنوب وهي الحضن الدافئ لي وفيها مولدي ونشأتي ومنها الأمل القادم لكن ما يغضبني ان يتنكر البعض لهويته ولأصله والتاريخ والحضارة وذلك بفقدان الحكمة والإيمان .
ومن لازال محتفظ بالحكمة والإيمان والكلمة الصادقة والنوايا الحسنه موجودون ولكنهم مجردون من قوة العب الذي يفرضونه عليهم واقع لأنهم يملكون أدواته التي تدمر كل شي بما فيها الأخر لا ينصاعون لقوانين الخير بل يفرضون قوانينهم الشريرة لهذا أصحاب الحكمة والإيمان يحاولون تطهير الواقع من قوانينهم الشريرة وثقافة العنف والتمترس خلف المليشيات المسلحة وفرض أمر الواقع لكن الصراع يحتدم والمال المشبوه يضعف النفوس المريضة ويزغزغ العقول وتنحرف الأفكار وتشترى الأقلام وهنا تغيب أيضا الحكمة والإيمان .
الحكمة والإيمان تحتاج لمن يدافع عنها ويتحالف حولها ويدفع بها للصدارة ليفرضها واقع وسلوك عام غالب تحتاج لعقول صلبة مؤمنة لا تزغزغها الأموال والإغراءات للجاه والسلطة ونفوس طاهرة مسامحة و وطنية بدرجة أولى نفضت عن كاهلها الأحقاد والضغائن أي ان الشعب كل الشعب يجب ان يعي مصالحة وهمومه ومعاناته ويصطف حول بعضه البعض ويترك كل هذه القوى التي دمرت وستدمر ما تبقى من وطن حينها سنكون شعب الحكمة والإيمان وسنبني دولتنا المنشودة نحو الأمل القادم .
احمد ناصر حميدان