إلى متى سيضل الحزن زائرا لنا من حين لأخر إلى متى سيضل الإرهاب يجتز منا عقولا متفتحة وأفكار منيرة وأفراد محبوبة ونفوس وطنية انه اختيار له معنى ومنه ستعرف هوية الإرهاب والإرهابيين أنهم يسرقون منا مفاتيح الدولة المدنية دولة العدل والمساواة والمواطنة أنهم ينفذون أجنداتهم وأهدافهم في البقاء متربعين على سلطتنا يعطلون القانون والنظام حتى لا يطلهم او يحاكمون على كل ما ارتكبوه كلما تقدمنا خطوة نحوا بناء أسس الدولة يرتجفون خوفا وفزعا فيحركون أدواتهم الإرهابية تلك هي قوى الإرهاب والإرهابيين .
وكم هو مؤلم عندما تستمع لخبر أو تشاهد مناظر القتل والتفجير هنا وهناك، مسلسل دموي عبثي يقض حياتنا، ويسممها ليعيق مسار البناء وضرب المشروع الوطني، أي اغتيال الأمل والطموح في الوسط الاجتماعي للمستقبل المنشود، يزرع الخوف والقلق والتشاؤم، ويقتل الأمل، وتضعف المعنويات بالعمليات التي تطال رجال الأمن والسياسيين ذوي العقول النظيفة والمعتدلة الوطنية الأقلام الصارخة ضد الظلم والتخلف والاستبداد والتعصب رسالة واضحة يوجهها الإرهابيون؛ لن نجعلكم تبنون وطناً ولا دولة، سنقتل كل بذرة خير فيكم، ونواة بناء نراها، سنفجر ونخطف ونضرب ونهاجم ونحاصر ونشتت جهودكم، ونخلق لكم معاناة وآلام وإخفاقات ويأساً، سنجعل حياتكم جحيماً. هل عرفتموهم وعرفتم حال لسانهم، من حين لآخر، يبدي قلقه مما نحن سائرون إليه؟ إنهم أعداء الحياة والدولة المدنية دولة الحق والنظام والقانون.
كان أخر ضحاياهم علم من أعلام الفكر والثقافة الإنسانية في كل منعطف تاريخي للوطن له دور سياسي مشرف فيه و قلم صارخ ضد الإرهاب الفكري والجسدي قال كلماته حين كان الزمن مقيد من حرية الكلمة صرخ في وجه النظام حينها على الظلم والاستبداد وما حدث في الجنوب كانت له كلمته الصارخة و صحيفة الأيام شاهده على ذلك انه الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ابن اليمن البار سخر حياته داعي للحرية والعدالة والمواطنة انه صاحب مشروع الدولة الضامنة للحريات والعدالة غدروه وسلبوا روحه في ضوء النهار في مدينته صنعاء مدينة الأحرار المدينة التي كرس حياته فيها لبناء الإنسان القادر على النهوض بالمجتمع ومواكبة تغيرات العصر تخرجت على يديه أجيالا تلو أجيال كان شعاعا ينير علما ومعرفة في مجتمع جثم عليه الظلام والتخلف والجهل لقد غاب ذلك الشعاع الذي لن يعوض واطفوا نور مصدره لكنه قد أضاء قناديل قادرة على الاستمرار في إنارة الوطن وعقول أجياله القادمة .
اليوم الجميع أمام مسئولية تاريخية للوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب وتجفيف منابعه محاربته فكريا وثقافيا لننتزع جذوره الثقافية والإرث الذي يساهم في تنامي الإرهاب كفكر والذي يبدأ بثقافة العنف التي تتأصل في مجتمعنا اليمني وصار الطفل الذي يفترض ان يحمل حقيبة مدرسية ويضع في أنامله قلم أو ريشه للتعبير عن مكنوناته بالرسم او الكلمة نجده في اليمن يحمل البندقية وفي أنامله زنادها إذا علينا بالتعليم والفنون من رسم ومسرح وأدب ورياضة ونكثف تلك الجهود لنجعل الفرد من ذاته وبقناعة يترك البندقية والسلاح الأبيض ويتجه نحوا التعبير الصادق بالكلمة أو الرسم أو الفنون بأنواعها أي نخلق ثقافة راقية من التعبير عن ما في النفس لتجنب ثقافة العنف التي تفسح الطريق للإرهاب بأشكاله .
أذا علينا أن نأخذ أفكار ورؤى الشهيد من كل أطروحاته ومحاضراته ولقاءاته ونبدأ نصيغها نظم وقوانين وسلوك في واقعنا المزري الذي كان أمله وقناعاته لتغييره لواقع صحي طاهر قادر على بناء دولة لتنهض بالوطن وكان له مقولة شهيرة هي { فشلت الحكومة لإيجاد حل للقضية الجنوبية ولا يوجد دولة وانصح العرب والغرب لتوجه صوب بناء دولة جنوبية مستقلة }.
و الحقيقة التي لا ننكرها أننا فقدناك وانك لا تعوض ولكن نؤمن بحيث تكون الحياة يكون الموت وعلى الرغم من هذه الحقيقة إلا أن الإنسان يفجع والعين تدمع والقلب يحزن على فراقك ولأنك إنسان كان له أثر دائم في حياة الأمة و لقد رحلت ورحل معك ذلك الوجه المشرق الطاهر الوضاء والمتلألئ بنور الإيمان وطاعة الرحمن إلى دار البقاء وجنة الخلود واللعنة والعار على الإرهابيين ومن وراءهم
احمد ناصر حميدان