دائما ما نفتخر نحن أبناء الجنوب وخصوصا عدن بالتنوع الفكري والثقافي والعرقي وقبول الأخر والتعايش والمدنية كل هذا يدفعنا إلى أن نكون مثالا يحتذي به في تأسيس دولة جامعة للكل وضامنة لحقوق وحريات الكل وعادلة بين الكل من أطياف سياسية وفكرية وثقافات وأعراق أذا اليوم لا يجب أن يقال غير ما يصب في هذا التوجه ومن لدية مشروعه الخاص الذي يريد فرضه على الآخرين وتمزيق البنية الاجتماعية ودس الفتن والدسائس علينا ان نقف له بالمرصاد حتى لا يشوهه حلمنا القادم وعلينا أن نأخذ دروسا من تجاربنا فيما مضى واستحواذ طرف وإقصاء الآخرين والنتيجة التي آلة إليها الأمور .
عندما نستعيد ذكرياتنا في ستينات القرن الماضي ونحن شباب مثخنين بالطموح وتشع أفكارنا بالأمل القادم المنشود وظلينا ننتظر بزوغه لكن التخلف جثم علينا و حطمتنا الانتماءات الصغيرة تقاتلنا بالقبيلة والطائفة والشللية تبددت أحلامنا وتبخرت وما وصلنا إليه اليوم إلا دليل على فشلنا الذريع في النهوض وانظر اليوم لأحفادي وهم يلعبون ويلهون وأتخيل مستقبلهم هل سيكون مصيرهم كمصيرنا ؟ أقول نعم في حالة واحده أذا لم نستفيد من تجاربنا ونرفض من يسممون واقعنا ويدسون الفتن بيننا .
الجنوب اليوم يعاني تأثيرات 20 عام من التجهيل والتغذية الفكرية السلبية اتجاه بعض أي مورست في الجنوب إستراتيجية سياسية تم فيها استنهاض الروح الطائفية وزرع ثقافة الكراهية حسب الحاجة التكتيكية إليها ليضرب مشروع الجنوب من داخله يخلقون فوضى عارمة في الساحة السياسية للجنوب معتقدين أنهم قادرون على تغييب عقلاء الساسة الجنوبيين حتى لا ينهض الجنوب أبدا .
ما نقراه ونستمع إليه من البعض محللينا وكتابنا عن فرز طائفي لأناس يعيشون معنا تحت سقف وطن واحد وتألموا لألمنا وفرحوا لفرحنا و هناك من يجردهم من هويتهم ويتعامل معهم بازدراء يصر إصرار غبي أن يجعلهم خصومه لا شركاءه في هذا الوطن وهذا يصب في اتجاه من لا يريد للجنوب التعافي والنهوض من ينبش في الماضي ويسخره لبث قناعات وأفكار لا توجد سوى في نفسه المليئة بالكراهية التي ستدمره وتدمر معه الجنوب يحكي وينسج حكايات من خياله المريض عن فئة أو طائفة أو عرق ليزعز الثقة بالجنوبيين بعضهم البعض يحلل ويقيم مرحلة تاريخية دون أساس علمي بل بنظرته المناطقية والمذهبية للآخرين وعلى طول يتهمهما ويحملها كل مشاكله وإخفاقاته ويبرءا ذاته ومن يناصرهم من كل أحداث الماضي المأساوية بمعنى ضيق الأفق الذي يعيشه في قريته ومنطقته وهويته الصغيرة كما قالها الشهيد علي عنتر ذات يوم .
الجنوب اليوم ليس في حاجة للمهاترات لهذا لم اذكر اسما أو فئة أو مكون لكنني انوه إلى خطورة ما يبث من سموم فتاكة قد تهد مجهود سنوات عجاف من النضال قدمنا فيه الدماء وخيرة الشباب من ثورة أكتوبر إلى هذا اليوم ومن له ذوي ضحى بحياته من اجل الجنوب الطاهر يحسن بمقدار هذه التضحية ومن يتفوه بكلمات وأفكار ومشاريع صغيرة وطائفية وشللية هو من يريد ضرب الجنوب من الداخل الجنوب وطن اكبر مننا جميعا ومصلحته فوق مشاريعنا جميعا ولا يستطيع أحدا كان من كان ان يقود الجنوب إلى مثواه الأخير كلنا سننتصر للجنوب وسنرفع رأسه عاليا يرفف في سماء الحرية والعدالة والتعايش والتنوع .
طهروا نفوسكم المريضة من كراهية الأخر والانتماءات الصغيرة التي تتقزز نفسي من سماعها أو ذكرها فأمامنا وطن علينا أن ننتصر له .
احمد ناصر حميدان